أي أن الجملة الأولى (جملة بدا) انتهت عند كلمة (الآيات)، وفاعلها يقدر ضمن هذا الحيز (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات .... ماذا؟) هنا نقول بدا لهم بداء، أو بدا لهم رأي ... نعم سنعرف بعد قليل أن هذا الرأي هو إدخاله السجن، لكن في حيز الجملة لا شيء يدل عليه. أأدركت الفرق؟
لهذا وللبعد عن إشكالية عدم تحمل المصدرللضمير
ما علاقة تحمل المصدر ضميرا بهذا؟
قولك ضمير مستتر يعود على المصدر شيء، وقولك ضمير متحمل أو مستكن في المصدر شيء بعيد تماما عن ذلك.
(لعبك يعجبني كثيرا) فاعل يعجب ضمير مستتر يعود على المصدر لعب، والمصدر لعب لا يتحمل أي ضمير.
فإني أرى أنّ الفاعل متصيدٌ من قوله تعالى: {ليسجنّنه] أي بدالهم السجن. أي سِجْنُ يوسف عليه السلام.
سبقت الإجابة، وفحواها أن الفاعل المفهوم من حيز الجملة هو بداء أو رأي، وكون البداء أو الرأي هو السجن، إنما فهم بعد ذلك، فكأن جملة ليسجننه (الابتدائية) فسرت البداء أو الرأي المبهم في الجملة الأولى.
وإن كان لابدمن إعادته على بداء فلنقل: إنها مفعول مطلق على رأي الكوفيين بالتسمية بدلامن مصدر. فلعله يجوزعود الضميرعليه كماجاز تعليق الجاروالمجروربه تشبيهاله بالفعل وبالمشتقات. في نحوقوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} (93) سورة الصافات وقوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} (104) سورة الأنبياء. فالجاروالمجرور [بالمين] متعلقان بـ[ضربًا] و [للكتب] متعلقان بطي.
لا أفهم ما تقصد، نحن نبحث عن فاعل، لأنه عمدة لا يستقيم الكلام بدونه، فما دخل المفعول المطلق؟.
ثم إن (المفعول المطلق) ليس مرادفا للمصدر، فهذا بابه النحو وهذا بابه الصرف، ولو جاز الترادف بينهما في موضع من مواضع النحو فلا يعني أنه ترادف مطلق، فليس كل مصدر مفعولا مطلقا، وليس كل مفعول مطلق مصدرا
معذرة أخي الكريم أرى في هذا الكلام خلطا ليس مما نحن فيه، ولست أعني الانتقاص من كلامك، أستغفر الله، بل لعله قصور في فهمي.
أخي الكريم، لعل في الرجوع إلى كتب التفسير ما يوضح المشكل، ولا يتوفر لي الآن ما يمكن الاقتباس منه.
ورأيك هذا قال به بعضهم بل أظنه ينسب إلى سيبويه نفسه، ربما تفسيرا لمعنى البداء، وربما إجازة لمجيء الفاعل جملة، لكن جمهور النحاة على خلافه.
هذا والله تعالى الموفق