ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 01:05 م]ـ
أخي الكريم أبا الطيب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وحياك الله أخي المفضال وبارك فيك،
أقدم اعتذاري في البدء إن كان في كلامي السابق ما يفهم منه ما لم أعنه من تحقير رأيك أو الحط منه. واعلم أخي الكريم أنني لو لم أجد في كلامك قيمة فكرية وعلمية ما جشمت نفسي عناء الرد عليه. فما ذكرته من قولي لا وزن له أو قياس خاطئ إنما عنيت به في مقياس الاعتراف به أكاديميا، ولم أخصك بهذا بل أشركت نفسي معك. وكم من عالم بالعربية وما أحاشي أحدا، بل حتى سيبويه شيخ النحاة رد عليه أشياء قالها وأعوزه فيها الدليل، فتخطيء الرأي لا يعني الحط من صاحبه، بل هو - إن كان منصفا وبعيدا عن التحيز- من الأمانة العلمية.
أما فكرة إنشاء مذهب نحوي جديد، فالمذاهب الفكرية عامة لا يقوم بها أصحابها بل تلاميذهم، فإن فكرت في ذلك فابدأ بتربية جيل من التلاميذ مخلصين يحملون الشعلة، ويقيمون أركان المذهب، وقد سبقك أخوك بهذا، فقد اقترح زميل لنا رحمه الله ونحن طلاب أن نكون معا مذهبا جديدا سماه المدرسة الأزعطية: d نسبة إلى أزعط وهي كلمة منحوتة من اسمي واسمه، ولكن تلاميذنا ضيعونا وكذلك موت زميلي رحمه الله، مات - شابا في مثل عمرك - دون الثلاثين من العمر.
أما قياس نون الجمع على التنوين، فلم يقل به أحد على إطلاقه، فإن كانت تحذفان للإضافة فلا يعني ذلك أنهما مقيستان في كل الأمور، فأل تحذف أيضا للإضافة ولم يقل أحد أن نون الجمع مقيسة على أل التعريف، والتنوين لا يدخل غير المصروف وتدخله نون الجمع وغير ذلك ....
لم يقل أحد بذلك خلا التنوين الداخل على جمع المؤنث المسمى بتنوين المقابلة،
فإن أنت ذهبت تنقض هذا، نقضت غير قوي.
أما علماء اللغة فليسوا معصومين، وهم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن الآراء المستقر عليها، وإن نسبت إلى زيد أو بكر من العلماء، إلا أنها لو لم يقرها غيرهم من أهل الصناعة ما وصلت إلينا. فردها لا يكون ردا لرأي عالم واحد، لذا يجب إعداد الدليل من مصادر اللغة وأقوال العلماء، وإلا كان الرد بلا وزن، أو لفتح الباب أمام كل مفتئت وهم كثر مخلصين ومغرضين.
بارك الله فيك أخي العزيز، وأرجو أن تتسع صدرا إن كنت لا تريد مجرد ردود (تكون تطييبا للخاطر أن ينكسر).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الحامدي]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 01:21 م]ـ
وهنا إضافة صغيرة:
من القواعد المطردة أن الهاء والكاف لا يباشران الاسم إلا في الإضافة، وذلك يقتضي حذف تنوين الاسم وما كان عوضا عنه مثل نوني جمع المذكر السالم والمثنى.
فقولك: (نحن متبعونه) لا يستقيم كما ذكر أخونا أبو عبد القيوم؛ إلا بحذف النون، وجعل الهاء في محل جر مضاف إليه.
أما جعلُ الضمير في "متبعونه" في محل نصب مفعول به؛ فلا يصح -فضلا عن فساد التركيب-، لما أسلفنا أنه لا يباشر الاسم سواء كان جامدا أم مشتقا كما هو هنا، إلا في محل جر بعد حذف التنوين وما عوض عنه.
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 06:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبد القيوم
و صدقني في أن صدري يتسع للنقد لا سيما إن صدر عن مثلك ما كتبت لأجل أن أوافق بل لأجل أن أصل إلى الحق بزوال الشبهة و قد زالت بردك و رد أخي المبارك الحامدي
أما كون نون الجمع تقاس على التنوين , فقد درست أنا ذلك في نحو المرحلة الثانوية عندنا و ما كنا نسمع بغيره , حتى إنهم في ذيل إعراب " مسلمون" ليقولون: و النون عوض عن التنوين في الاسم المفرد , بل إنك - أستاذي الفاضل - حين قلتُ إن القياس هنا في رأيي غير صحيح , أتيت بقولك: " رأيك ورأيي لا وزن لهما ولا يغيران من الأمر شيئا، فلسنا ممن تؤخذ اللغة منهم بلا دليل" ثم قلتَ في الرد الثاني: " أما قياس نون الجمع على التنوين، فلم يقل به أحد على إطلاقه، " فجعلتني في حيرة من أمري
و لعل في رد أخي الحامدي ما يبين أن هذا هو المعتمد عندنا
ولست بضليع في النحو حتى أستقرئ كلام العلماء في هذا , لذلك أفزع إلى هنا عند الملمات؛ طمعا في جواب من أمثالكما بارك الله فيكما
ـ[أبو تمام]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 10:55 م]ـ
أخي الكريم أبا الطيب لك جزيل الشكر على هذه اللمحات الفريدة.
وجزى الله خيرا أخويّ وأستاذيّ أبا عبد القيوم، والحامدي علىى ماتفضلا به.
وأضيف نتفا على ما قالاه وهو أن الوصف إذا وليه مضمر وجب حذف التنوين، ونوني التثنية، والجمع.
وهذا بخلاف الأخفش و هشام الضرير الذي أجاز، وقد استشهد بـ (أمسلمني إلى قومي شراحي ... ؟)
وقد رُد بأن ذلك من دخول نون الوقاية على الوصف شذوذا لشبهه بالفعل.
كذلك الجمع، والتثنية، فحذف النون واجب عند جمهور النحاة، وأما ما ورد في ذلك من شعر، فقد ردّه النحاة برد سيبويه، فمنه مصنوع، وماصحّ منه فهو ضرورة كقول الشاعر:
ولم يرتفق والناس محتضرونه * جميعا وأيدي المعتفين رواهقه.
وقد قيل أنّ النون للسكت (المبرد).
ولم يعمل الوصف (سواء أكان منونا أو في هو بحكم التنوين وهي نونا جمع المذكر السالم والمثنى) النصب بالمضمر لأنّ المضمرالمتصل لا يجتمع مع التنوين، والنون التي بحكم التنوين (لا النون النائبة عن علامة أصلية).
ولو تتبعنا كلام العرب لما وجدنا المتصل يجتمع معهما.
وما وُجد فهو مؤول بنون الوقاية أو نون السكت أو ضرورة.
والله أعلم