تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

للمبتدأ في الأَصل التقدم مثل (أنا ناجح، أَبوك في الدار) ويجوز تقدم الخبر فتقول: (ناجح أَنا، في الدار أبوك). ولكن منهما مواضع يجب تقديمه فيها على صاحبه.

يتقدم المبتدأ وجوباً في أربعة مواضع:

1 - إِذا كان من أَسماء الصدارة ((وهي أَسماءُ الشرط وما حمل عليها وأسماءُ الاستفهام و ((ما)) التعجبية، و ((كم)) الخبرية ومصحوب لام الابتداءِ مثل: من عندك؟ رأَي من أَعجبك؟ ما تفعلْه تكافأْ عليه، الذي يفرُّ فعقابه شديد، ما أَنبَلَكَ!، كم عظةٍ مرت بك! لأَنت أَصدق عندي.

2 - إذا التبس بالخبر: صديقي أَخوك - إذا كان هذا أَفضلَ منك فأَفضل منك أفضل مني. (إذا أردت الإخبار عن صديقي بدأت به الكلام، وإن أردت الإِخبار عن أَخيك بدأْت به).

3 - إذا كان بتأْخيره يلتبس بالفاعل: مثل: سليمٌ سافر.

4 - إذا قُصر على الخبر بـ ((إلا)) أو ما في معناها: ما أَنت إلا كاتب، إنما أَنا شاعر.

ويتقدم الخبر وجوباً في أَربعة مواضع أيضاً:

1 - إذا كان من أَسماءِ الصدارة مثل: متى السفر؟ كم دنانيرك؟ تابع من أنت؟ كيف الحال؟ أين مدرستك؟

2 - إذا التبس بالصفة مثل: (عندي مال - ألك حاجة؟). فإذا أخرت الظرف لم يعرف السامع أَأَنت تصف المبتدأ بها وإِذاً فلينتظر الخبر، أَم أنت تخبر بها؟ فمنعاً للالتباس وجب تقديم الخبر على الظرف أو الجار والمجرور.

3 - إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر، فتقدم الخبر حتى لا يعود الضمير على متأَخر لفظاً ورتبة مثل: على الخيول فرسانُها.

4 - إذا قُصر الخبر على المبتدأ بـ ((إلا)) أَو ما في معناها مثل: ما كاتبٌ إلا أَنت - إِنما شاعر أَنا.

د- حذف المبتدأ والخبر:

الأَصل في كل كلمة لا تفهم إلا بذكرها: أَن تذكر، ولكن إذا قام عليها دليل من لفظ أو قرينة جاز حذفها. تجيب من سأَلك: (من في الدار؟) بقولك: (أَخوك في الدار) أَو تحذف الخبر فتقول: (أَخوك)، وعلى العكس إِذا سئلت: (أَين أَخوك؟) فتجيب: (أخي في الدار) أَو تحذف المبتدأ فتقول: (في الدار).

ويجب حذف المبتدأ في أَربعة مواضع:

1 - إِذا أُخبر عنه بمخصوص (نعم أَو بئس) مثل: (نعم القائد خالد) والتقدير هو (أَي الممدوح) خالد.

2 - إذا أُخبر عنه بنعت مقطوع مثل: (انظر محمداً الهمامُ - مررت بدعد الفاضلةُ - ترفقْ بجارك العاجزُ).

ولا يقطع النعت إلا إذا أُريد مع تأْدية الخبر قبله إِظهار المدح أَو الذم أَو الترحم، وبهذا القطع وتغيير الإِعراب من حركة النعت إلى حركة الخبر أَفادت الجملة مؤدى جملتين معاً: الخبر الأول، وشعور الإِعجاب أَو النفرة أَو الترحم، وهذا من أَساليب العربية في الإِيجاز.

3 - إِذا أُخبر عنه بلفظ مشعر بالقسم مثل: في ذمتي لأَصدقنَّ (والتقدير: عهد في ذمتي).

4 - إِذا أُخبر عنه بمصدر نائب عن فعله كقول المصاب: (صبرٌ جميل) أي: حالي صبر جميل. وقول المأَمور لأَميره (سمعٌ وطاعة). ويجب حذف الخبر وجوباً في أَربعة مواضع أَيضاً:

1 - بعد الأَلفاظ الصريحة في القسم مثل: (لعمرُ الله لأُناضلنَّ الخائنين، وايمنُ الله لقد ضاع الضعيف). والتقدير: لعمر الله قسمي.

2 - إِذا كان كوناً عاماً تعلق به شبه جملة، أَو سبقته ((لولا))، مثل (أَخوك عندي. وأَبوه في المسجد - لولا الشرطيُّ لاعتُدي عليك) فالظرف والجار والمجرور متعلقان بالكون العام المحذوف وجوباً وهو (موجود، أَو كائن) وخبر لولا كذلك محذوف تقديره (موجود).

فإن لم يكن الخبر كوناً عاماً (وهو ما يفهم دون ذكره مثل: أَنا موجود في الدار) وجب ذكره مثل: أَخوك مسرور عندي، أَبوه يصلي في المسجد - لولا الشرطيُّ واقف لاعتُدي عليك.

3 - أَن يقع بعد اسم مسبوق بواو بمعنى ((مع)) مثل: أَنت واجتهادُك كل امرئٍ وعملُه. (وتقدير الخبر: ملتزمان أَو متروكان، أَو مقترنان).

4 - أَن تغني عنه حال لا تصلح أَن تكون خبراً مثل: (أَكلي الحلوى واقفاً)، فـ (واقف) لا معنى لأَن تكون خبراً لأَكلي، وهي حال من ضمير المتكلم في (أَكلي)، لكن الكلام تم والمعنى اتضح. ويطرد ذلك في موضعين:

الأَول: إِذا كان المبتدأُ مصدراً مضافاً إلى معموله كالمثال المتقدم، فإِن (أَكل) المبتدأ مصدر أُضيف إلى فاعله (ياء المتكلم).

الثاني: إذا كان اسم تفضيل أُضيف إلى مصدر صريح أَو مؤول مثل: (أَرضى تدريس المعلم عنده وهو نشيط، أَقرب ما يكون العبدُ من ربه ساجداً).

هـ- تطابقهما:

يتطابق المبتدأُ والخبر تذكيراً وتأْنيثاً، وإِفراداً وتثنية وجمعاً، تقول: الرجل فاضل، المرأَتان فاضلتان، الطلاب فاضلون، الطالبان يجتهدان .. إلخ لأَن في كل خبر ضميراً ملحوظاً يعود على المبتدأَ:

لا يستثنى من ذلك إلا الصفة الواقعة مبتدأ بعد نفي أَو استفهام، فإن معمولها يغني عن الخبر ويسد مسدَّه: أَمسافر أَخوك؟ ما مقصرٌ معلموك، ما مذمومٌ أخلاقُك، أَلبنانيٌّ رفيقُك؟

وذلك لأَن هذه الصفات (كما مر بك ص197 فما بعد) تشبه الفعل فتعمل عمله، فـ (مسافر) في المثال الأَول المبتدأ وهي اسم فاعل و (أَخواك) فاعل لاسم الفاعل سد مسد الخبر، و (رفيقك) في المثال الأخير نائب فاعل للاسم المنسوب الواقع مبتدأ وهو ((لبناني)) وقد أَغنى عن الخبر.

فإن تطابقا في كل من الأَمثلة المتقدمة كانت الصفة خبراً ((مقدماً جوازاً)) وما بعدها مبتدأ مؤخر، مثل: ((أَمسافران أَخواك؟)) ما مقصرون معلموك، ما مذموماتٌ أخلاقك. أَما ((أَلبناني رفيقُك)) فلفظها واحد إن نوي التطابق أَم لم يُنْوَ، ولذا جاز إعرابهما خبراً مقدماً فمبتدأً، أو مبتدأً فنائبَ فاعل أغنى عن الخبر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير