تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في أبريل سنة 1930م, انعقد في دلهي بالهند مؤتمر "الشعوب التي لا دول لها", شارك فيه عن القوميين الأندلسيين الشاعر الأندلسي المسلم أبل قدرة, الذي بين في خطبته للحاضرين أن نضال تحرير الأندلس هو جزء من نضال شعوب آسيا و إفريقيا المغلوبة على أمرها, و أبان أن جذور القومية الأندلسية هي الإسلام, و قال:

"الإسلام هو الدوام؛

ماذا بقي لنا من الإسلام؟

بقي لنا الشعور بقوة الله و توازنها.

فالإسلام ليس روحانية فقط, بل هو حركة كذلك؛

و إذا كان نبوة, بل رسالة, فهي ليست

تنبؤا للمستقبل, بل تخطيطا

لمستقبل أفضل عبر الجهاد المتواصل؛

و الدوام ليس فكرة فقط, بل هو عقيدة؛

و هذه العقيدة هي تجربتنا

تجربة الأندلس أيام عزها

نحن في المجلس الثوري

قضاة ضد الجريمة التي ضحيتها القدس,

قضاة ضد جرائم الغرب ضد

أرض هي شرقية أساسا:

أرض الأندلس". (1)

و قال أيضا في نفس الخطاب, منذرا بقرب انبعاث إسلامي في الأندلس, مشيرا إلى المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في القدس بفلسطين, ما يلي: "و عندما سأل أحدهم في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد سابقا عن ديوان الأندلسيات الذي يرمز إلى نضال الأرض, كان الجواب فمن نحن؟ و إلى من ننتمي؟ فكالشيعي الذي يتحرق دائما على قبر الحسين, نحن في قلوبنا حرقة تسمى الأندلس ... الأندلس ... شرقية في أقصى الغرب. الأندلس ليست أوربا, فأوربا هي أوربا ... و الأندلس مستعمرتها، ... و يجب أن نعرف كيف نوازي تجربتنا الفلسطينية بتجربتنا العظيمة الزكية الأندلسية". (1)

قام رويث لاغوث في كتابه "الثورة الأندلسية" بمقارنة بين خطاب آبل قدرة بدلهي و نظريات إنفانتي:

"إذا قارنا نصيا الرسالة الهندية بكلمات إنفانتي عندما ينظِّر للثورة الأندلسية فكأننا أمام ترجمة صوتية.

إلى الفكرة الوحدوية البرودونية (نسبة للفيلسوف الفرنسي بيير جوزيف برودون) تُضاف النظرية الإسلامية للأمة العربية, المعتمدة على شعوب مرتبطة برابطة الثقافة و الإرادة الواحدة. إن الحركة الأندلسية كنظرية ثقافية تُذَكِّر بروابطها المتعددة مع مظاهر أخرى بالعالم الشرقي و تضع على السكة الوحدوية-التضامنية التعاون الحقيقي على الصعيد السياسي في العلاقات الدولية."

و قبل الختام, لا بد من الإشارة إلى أن آبل قدرة شارك في ''المؤتمر الإسلامي" كممثل للجماعات التحررية و للشعب الأندلسي. في هذا المؤتمر, كان الرابط المشترك بين المشاركين تمثيلهم لأمم بلا دول بسبب الاستعمار, و الانتماء للفضاء الثقافي الإسلامي, الذي تَعتَبر الجماعات التحررية الأندلسية نفسها جزءا منه.

هكذا نسدل الستار على سيرة رجل أعطى الكثير للقضية الأندلسية و ساهم في إبرازها إلى الوجود و دافع عنها في كبرى المحافل الدولية, لكن قلة المعلومات المتواترة عنه بسبب محاولة الاحتلال القشتالي و أصحاب النفوس الضعيفة وأد فكره و قلمه كادت تمحيه نهائيا من قائمة العظماء الأندلسيين لولا رجال الحركة الأندلسية الذين سجلوا بعض ما خطه قلمه و نطقه لسانه و بلوروا فكره إلى مشروع تحرري مرتبط بالعالم الإسلامي.

الهوامش:

(1) "انبعاث الإسلام في الأندلس" للدكتور علي الكتاني. ص 287.

المرجع: مقال عن أبيل قدرة للأندلسي المسلم علي مونثانو بموقع المكتبة الوطنية بإشبيلية: "حول أبيل قدرة" Sobre

Abel Gudra

رابط المرجع:

http://bibliotecanacionandaluzasevilla.files.wordpress.co m/2008/09/abel-gudra.pdf

كتبه هشام زليم المغربي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير