تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إضاءات أدبية ... فضاء المقال]

ـ[ام سيرين]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 10:57 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الأدب مرآة عاكسة لطبيعة أمة في عصر ما، والمنقب الحقيقي عن آمالها والكاشف الجوهري لآلامها وأوضاعها، سواء في صورته الشعرية أو النثرية، ولعل العصر الحديث عاصر أحداثا متباينة الفضاعة والأوجاع والتصدعات خصوصا داخل العالم العربي جرّاء الهيمنة الاستعمارية التي التهمت أمنه وبددت شمله وراحت تمتص أمانيه فكان للحركة الأدبية الدور الأسمى في فضح هذه الجرائم ودفع أبناء العروبة إلى المواجهة والإصرار على استرجاع الحق فاستفاق رجال على نفض غبار النوم والخوف والاستسلام واسترجاع العزة

بأي ثمن؛ فأشهروا أقلامهم ووجدوا في المقال أرحب فضاء للتحريك والإثارة بالوخز المستمر للنفوس الضعيفة والصامتة ليهب غضبها وتتفجر فيها طاقات الرفض للاستغلال ومن هؤلاء:

محمود سامي البارودي-عبد الحميد بن باديس الجزائري-الرافعي-العقاد المازني، وغيرهم كثيرعاش الثورات وعايش ضراوة الظلم والقهر فكانت لهذه الصيحات استجابة عبر أنحاء العالم العربي بمختلف فئاته واتجاهاته؛ فتكونت على إثره جمعيات وأحزاب مناهضة للحكم الاستعماري، كما حدث ذلك في الجزائر ببروز (جمعية العلماء المسلمين)، بزعامة بن باديس ودورها في تحريك وطنية الشعب الجزائري ووطنية القلم بمداده الذي لا ينضب في صحف متعددة وجرائد وكتب، ومن دعوة للتحرر والتغني بالحرية ونعتها بأجمل الصفات، فكان المقال بأصنافه- وخاصة السياسي- منه قد لعب دوراً كبيراً في الحركة الصحفية، وبروز سيل من الصحف والمجلات والجرائد داخل الوطن العربي كان لها الفضل في نماء القومية العربية، وتحريك الرأي العام العالمي في تقرير مصير الشعوب، ولم يتوقف عند هذا الحد بل امتدت أهمية المقال إلى التباري في ميدان الإبداع ومقدار الإقناع، وكيفية الولوج إلى الناس بمختلف الشرائح، والنزول عندها بمنتهى الرضى، ولعل ذلك حين سلك كتاب المقال الصياغة المرسلة في أسلوب مهذب تعلوه السهولة، والوضوح ويكتنفه الإقناع والتشبث بأفكاره، ومعانيه، وصبّها في قالب تحليلي ممنهج بالإضافة إلى التشبيه بالصورة الملموسة المدركة من صميم الواقع واللب المتفجر بحبِّ الحرية والسعي إليها ليأخذ بيد القارئ إلى استنباط فكرة الترهيب من الاستعمار والترغيب في الاستقلال دون أن يغرق الأسلوب في الزخرف اللفظي، ولا في التكرار الممل والتعقيد؛ بل يسلك الدّقة ليسهل عليه تحديد الهدف ويحصل الوعي.

هكذا نرى كيف لعب المقال الدور الأسمى في إنعاش الوعي القومي وتحرير النثر مما علق به من شوائب وأخذ بالأديب العربي نحو فهم أنضج قوامه.

(أسعى لتكسب حرية وجودك .. وفكرك .. وتعبيرك).

وإلى لقاء مع فضاء آخر.

أم سيرين

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 11:32 ص]ـ

المقال نوع أدبي مهم وخاصة في المجال الإعلامي، ومثل هذا النوع قادر على إصال فكرة الكاتب مباشرة إلى الجمهور، لكن دوره يبقى أقل شأنا من دور الأصناف الأدبية الأخرى كالشعر والرواية والقصة.

بقعة ضوء جيدة ..

ملاحظة:

أتمنى عليك أخيتي أن تنتبهي إلى التدقيق الإملائي، في مشاركاتك المقبلة، وخاصة همزة القطع ..

ـ[ام سيرين]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 12:03 م]ـ

شكرا على تدخلك اخ رائد *رحم الله امرئ هدى لي عيوبي*

لو تاملت الموضوع جيدا لادركت اني بصدد استعراض الفنون الادبية التي

كان لها صداها في تحريك حركة التحرر ونشر الوعي العربي في العصر الحديث والمقال كان اقرب واسرع لعامة الناس قبل الشعر لا تنسى فترة التحجر

الادبي قبل هذا العصر. وقبل الرواية والقصة رغم التجاور الزمني.

على كل بارك الله فيك على الملاحظة -وكل الاوعية تصب في دلو واحد

هو جلوس المتصفح بالقرب من هذه الموائد ليستفيد ويفيدنا وعلى الله قصد السبيل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير