لا عزّ ناصرُهْ .. !
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 02:11 م]ـ
اللهم حمدا حمدا ..
وشكرا شكراً ..
وغفرا غفراً ..
هذه أبيات للسمهري بن أقيش العكلي
أحد صعاليك العرب ولصوصها ..
أعجبتني من قرنها إلى قدمها ..
فسقتها إليكم ..
وحكايتها أن السمهري فرّ من دم جناه
هو وأحد أعوانه من اللصوص
فأُهْدِرَ دَمُهُ وجُعِلَت عليه الجعل والمكافآت
فمر في إحداى طرائق هربه
على غراب ينتف ريشه على غصن من بان
فتطير السمهري منه
فلما جاوزه مر برجل من بني لهْب
من أزد شنوءة
وكانوا من أزجر العرب ..
والزجر هو التطير أو قريب منه ..
ولا يعلم الغيب إلا الله
وقد قال الشاعر
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانعُ
فقص السمهري ما رآه في طريقه على اللهبي
فقال تقتل وتصلب .. !
فقال السمهري بفيك الحجر .. !!
ومضى ..
ثم ما برح يسيراً حتى أخذ
وسُلم لوالي المدينة وقتها
عثمان بن حيان المري
فسجنه
فقال السمهري في سجنه يذكر خبره مع اللهبي:
ألا أيها البيت الذي أنا هاجرُهْ ... فلا البيت منسيٌّ و لا أنا زائرهْ
:" .. لله ما أشجى مقدمته .. ! http://www.shawati.com/vb/images/smilies/ah8.gif
ألا طرقت ليلى وساقي رهينةٌ ... بأشهب مشدودٍ عليّ مسامرُهْ
ليلى في شعر السمهري خيال رسمه لنفسه كان يتعزى بها كثيرا
ولا حقيقة لها فيما عرف عنه من روايات
فإن أنج يا ليلى فربّ فتىً نجا ... وإن تكن الأخرى فشيءٌ أحاذرُهْ
:" .. بديع جمعه بين الأمل والياس في بيت .. !
وما أصدق الطير التي برحت لنا ... وما أعيف اللهبيّ لا عز ناصرُهْ
رأيت غراباً ساقطاً فوق بانةٍ ... ينشنش أعلى ريشه ويطايرُهْ
فقال غرابٌ باغترابٍ ونيّةٍ ... وبانٌ ببينٍ من حبيبٍ تُحاذرُهْ
أي والله ما أعيفه لا عز ناصرهْ .. !
فكان اغترابٌ بالغراب ونيّةٌ ... وبالبان بينٌ بيّنٌ لك طائرُهْ
ما أعذب تنسيقه بين الشطرين .. :" ..
,,
وقد قتل قصاصاً ..
ثم صلب حد الحرابة ..
نسأل الله حسن العاقبة ..
هذا,,
والسلام عليكم أجمعين
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 02:25 م]ـ
رائع ...
لا عز ناصره ذلك العيّاف .... !!!
ـ[ديمة]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 02:32 م]ـ
ألا أيها البيت الذي أنا هاجرُهْ ** فلا البيت منسيٌّ و لا أنا زائرهْ
حقا ما أجمل المقدمة يا رؤبة!
تقديم رائع لأبيات تستحق ذلك.
شكرا لك
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 02:46 م]ـ
الفاضل بحر الرمل,,
الفاضلة ديمة الألغاز,,
شكر الله لكما مروركما الكريم ..
وبورك فيكما,,
والسلام عليكم أجمعين
ـ[أم أسامة]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 03:09 م]ـ
قبل أن أذهب لروائع أبو العباس التي تحولت إلى .... ؟
أستوقفتني هذه الرائعة فأبيت أن أمر عليها ...
دون قول بوركت ...
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 05:05 م]ـ
مرحبا بك يا أبا الهذيل
تغيب غياب الصعاليك!
وتأتي بخير مما يأتون به.
روى ابن قتيبة القصة لكثير عزة
ولا أدري أين قرأتها منسوبة إلى آخر أنسيته
وأظن القصة هذه متصعلكة.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 06:52 م]ـ
نسبت القصة للسمهري في كل من الأغاني للأصفهاني، والفوائد والأخبار لابن دريد ..
إلاّ أن المستطرف للأبشيهي، وعيون الأخبار لابن قتيبة، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور، والموشى للوشاء، وربيع الأبرار للزمخشري، وزهر الآداب للحصري، وغرائب الاغتراب للآلوسي، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد تنسبها جميعها لكثير ..
يقول ابن قتيبة:
بين أعرابي وكثير عزة في الطيرة
خرج كثير عزّة إلى مصر يريد عزة، فلقيه أعرابيّ من نهد فقال: يا أبا صخر، أين تريد? فقال: أريد عزة بمصر. قال: فهل رأيت في وجهك شيئاً? قال: لا إلا أني رأيت غراباً ساقطاً فوق بانة ينتف ريشه. فقال له: توافي مصر وقد ماتت عزة. فانتهره كثير ثم مضى فوافى مصر والناس ينصرفون عن جنازة عزة، فقال:
فما أعيف النّهديّ لا درّ درّه**وأزجره للطير لا عزّ ناصره
رأيت غراباً ساقطاً فوق بانة ** يُنتّف أعلى ريشه ويطايره
فأما غراب فاغتراب ووحشة ** وبانٌ فبَين من حبيب تعاشره
يقول المعري في الصاهل والشاحج:
وبعض الناس يغلط فيه هذه الأبيات فينشد:
فما أَعيَفَ النهديَّ لا دَرَّ دَرُّه ** وأَزجَرَه للطيرِ لا عَزَّ ناصِرُه
"نهد" ليست فيها عيافة على ما يذكرون. وإنما الرواية: "فما أعيف اللهبي لا در دره".
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 08:46 م]ـ
مرحبا بعودتك يا دكتور عمر
يشتهر بنو لِهْب بالعيافة، وقيل هم أزجر العرب.
قال كثير:
تيممت لِهْبا أطلب العلم عندهم=وقد رُدّ علم العائفين إلى لِهْبِ
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 09:14 م]ـ
قبل أن أذهب لروائع أبو العباس التي تحولت إلى .... ؟
أستوقفتني هذه الرائعة فأبيت أن أمر عليها ...
دون قول بوركت ...
وبورك فيكم مروركم الكريم ,,
أما ما بصفحة أبي الفضل فهي في صفحة أبي الفضل وحسب ..
دمتم في طاعة الرحمن ودفء عافيته ..
والسلام عليكم أجمعين
¥