تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نافذة على الأدباء المغمورين]

ـ[سمية ع]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 01:59 م]ـ

الربيع بوشامة: شاعر جزائري من مواليد 1916 م بقنزات من بني يعلي (القبائل الصغرى) , تتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس, وشارك في الحركة الإصلاحية, قبض عليه في حوادث 8 ماي 1945 م من قبل الاستعمار الفرنسي, وذاق أشد ألوان التعذيب, التحق بجيش التحرير الوطني وقبض عليه ثانية, وأعدم بدون محاكمة سنة 1959 م. (1)

- له ديوان مطبوع نشر بعد الاستقلال بعنوان " ديوان الربيع بو شامة"

من قصائده: قصيدة "عجباً لوجهك كيف عاد لحاله " (2)

قُبِّحْتَ من شهر مدى الأعوامِ

يا (مايُ) كم فَجَّعْتَ من أقوامِ

شابتْ لهولك في الجزائر صِبيةٌ

وانماع صخرٌ من أذاك الطامي

وتفطّرتْ أكبادُ كل رحيمةٍ

في الكون حتى مهجةُ الأيام

تاريخُكَ المشؤوم سُطِّر من دَمٍ

ومدامعٍ في صفحة الآلام

وغدا صحائفَ خزية أبديّةٍ

مضبوطةٍ في دفتر الإجرام

تُتلى بتسفيه ولعن مُطبِقٍ

لن ينتهي أبداً على الظُلاَّم

إنْ أعلنوا فيك السلامَ لقد رموا

بابن الجزائر في سواء ضِرام

وتناهبوا أحواله وحياتَهُ

وتشرّبوا مهجاتِه بهُيام

طلبوه للهيجاء حتى حرّروا

بكفاحه فجزَوْه بنتَ حسام

ما يومُ «حنّوزٍ» وجرح مصابهِ

بمحجَّب أبداً ولا مُلتام

لن يقدرَ الحدثانُ أو طول المدى

أن يطوياه كعارض الأحلام

لا بد أن يبقى كرمزٍ خالدٍ

يُوحي الشجى ويصيح مثل الهام

ألقَوْه في الأغلال نِضواً صادياً

واسْتِيق بين الجند للإعدام

ورموا به وبوِلْده من حالقٍ

جَزَرَ السباع كجيفة لِسوام

اللّهَ في أهل كرام صُرِّعوا

في لحظة - دركاً - بلا إجرام

وتَتابعَ الأولادُ ثم أبوهمُ

يُسْقَوْن في النيران كأسَ حِمام

حصنُ الرجولة في أعزّ صفاتها

أرواحُ خير في حِمى الإسلام

في عنفوان العمر، لم يدنوا إلى

طيب المنى، ويُمتّعوا كعظام

ذهبوا وأمستْ دارُهمْ مفجوعةً

تبكي رزيّتَها وذلَّ مُقام

مَن للحليلة، من لأُمٍّّ والِهٍ،

وولائدٍ من رُضَّعٍ وفِطام؟

لاذوا بحُزنٍ قاتل ومدامعٍ

مكبوتة تُذكي أشدّ ضِرام

لي فيكَ يا (مايَ) النوائبِ والرَّدى

ذكرى شقيٍّ طيلةَ الأعوام

فقدانُ خيرِ أب، وأكرم صحبةٍ

وجحيمُ سجن حُفَّ بالإعدام

في ذمّة التاريخ تسعةُ أشهرٍ

قَضَّيْتُها في عزّة وصدام

وشربتُ منها كأسَ كلِّ شديدةٍ

صُنِعتْ - خِصيصاً - للفتى المقدام

قابلتُها بشجاعة جبّارةٍ

وتجلّد يسطو على الآلام

وخرجتُ منها حرَّ نفسٍ مُحْمَداً،

أعتزّ جهدَ الظافر الغَنَّام

يا (مايُ) قد ظلموكَ حقّاً مثلما

ظلموا الضِّعافَ وشوَّهُوكَ بذام

داسوا حرامكَ واعتدَوا بنذالةٍ

في حرزه، وجَنَوْا أخسَّ أثام

وكسوكَ ثوبَ المجرمين إهانةً

مقصودةً لسنائك البسّام

ما كنتَ أهلاً للفجائع والرؤى

لولا يدٌ من ناقم غشَّام

ما كنتَ أهلاً للنقائص والأذى

لولا هوىً في دولة الأقوام

قرنوا اسمكَ المحفوظَ باسم جريمةٍ

نكراءَ عاثتْ في الذرى والْهَام

ورمَوْكَ من بين الشهور بوصمةٍ

شوهاءَ تبقى سُبَّةَ الأعوام

فمثلتَ مكروهاً ولستَ بمذنبٍ

ورماك موْتُورٌ بسهمٍ حام

إذ ظنّ أنك فاتكٌ شَرِبَ الدِّما

عَلاً من الإخوان والأعمام

وسطا على أبنائه وبلادهِ

من غير رُحْمى سطوةَ الضّرْغام

عجباً لوجهكَ كيف عاد لحالهِ

من بعد أحداث عرتْكَ جِسام

هلا غربتَ عن الزمان وأهلهِ

فتريح هذا الناس من إيلام

أصبحتَ رمزَ الفاجعات بذا الحِمى

تبدو بهيماً مُفزِعَ الإظلام

وتروح ذكرى السوء تحمل قرحةً،

مهما تَعُدْ تُشرقْ بجرح دام

إن كان في التاريخ، عامٌ محزنٌ،

«فمايُ» دهرٌ مُشْحَنٌ بكلام

قرحتْ به أجفانُ كلِّ كريمةٍ

وهوتْ نجومٌ في محيط ظلام

يا (مايُ) ما لَكَ واجماً لم تنتقمْ

أَوَ ما سقاكَ الظلمُ أسوأَ جام؟

هذا حرامك بالدماء مسوّدٌ

قد عجّ بالأرواح والأجسام

مهجٌ وآذان وكبد رطبةٌ

شُوِيتْ وكانت من ألذّ طعام

فارفعْ إلى مولاكَ شكوى ضارعٍ

يبرأْ من الحُكّام والأحكام

واسألْ يدَ الجبّار عاجلَ نقمةٍ

للظالم المستهتر الهدّام

يا «مايُ» إنا في انتظار حكومةٍ،

فمتى يُساق الظلمُ للإعدام؟

أنتَ ابنُ ذي الأهوال إن رام امرأً

ألوى به في لحظة كحُطام

عَجِّلْ لهذا (الغرب) من ربّ السما

بقواصمٍ مجتاحة و «غرام»

1 ـ فلسطين في الشعر الجزائري د. سعد بوفَلاَقة

2 ـمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري،

ـ[أم أسامة]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 02:36 م]ـ

بوركت أخيتي سمية ..

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 03:15 م]ـ

يكفيه فخرا أنه قتل شهيدا ...

وسقا الله أرض الجزائر أرض المليون ونصف المليون شهيد بارككم الله

وهدأ بالكم ..

ـ[أم أسامة]ــــــــ[08 - 10 - 2008, 02:39 م]ـ

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38803

ـ[سمية ع]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 12:49 م]ـ

بارك الله فيك أختي ثلوج

مرور عطر

ـ[سمية ع]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 12:50 م]ـ

يكفيه فخرا أنه قتل شهيدا ...

وسقا الله أرض الجزائر أرض المليون ونصف المليون شهيد بارككم الله

وهدأ بالكم ..

أمين .. أمين .. أمين

بارك الله فيك أخي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير