تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نبأ أهل الأندلس]

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 11:03 م]ـ

لما ضاقت على أهل الأندلس الأرض بما رحبت وزلزلوا زلزالا شديدا وأحاط بهم عدوهم أرسلوا إلى إخوانهم المسلمين يستصرخونهم ويستنصرونهم وكان المقصود السلطان العثماني بايزيد الثاني فأرسل الجيوش التي قطعت البر والبحر ولكن سبقت كلمة ربك.

وهذه الرسالة التي وصلت إلى السلطان بايزيد الثاني:

الحضرة العلية، وصل الله سعادتها، وأعلى كلمتها، ومهد أقطارها، وأعز أنصارها، وأذل عداتها، حضرة مولانا وعمدة ديننا ودنيانا، السلطان الملك الناصر، ناصر الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، قامع أعداء الله الكافرين، كهف الإسلام، وناصر دين نبينا محمد عليه السلام، محي العدل، ومنصف المظلوم ممن ظلم، ملك العرب، والعجم، والترك والديلم، ظل الله في أرضه، القائم بسنته وفرضه، ملك البرين وسلطان البحرين، حامي الذمار، وقامع الكفار، مولانا وعمدتنا، وكهفنا وغيثنا، لازال ملكه موفور الأنصار، مقرونا بالانتصار، مخلد المآثر والآثار مشهور المعالي والفخار، مستأثراً من الحسنات بما يضاعف به الأجر الجزيل، في الدار الآخرة والثناء الجميل، والنصر في هذه الدار، ولا برحت عزماته العلية مختصة بفضائل الجهاد ومجرد على أعداء الدين من بأسها، ما يروي صدور السحر والصفائح، وألسنة السلاح باذلة نفائس الذخائر في المواطن التي تألف فيها الأخاير مفارقة الأرواح للأجساد، سالكة سبيل السابقين الفائزين برضا الله وطاعته يقوم الأشهاد.

وكانت ضمن الرسالة أبيات القصيدة يمدح صاحبها فيها الدولة العثمانية والسلطان بايزيد، ويدعو للدولة بدوام البقاء قائلاً:

سلام كريم دائم متجدد=أخص به مولاي خير خليفة

سلام على مولاي ذي المجد والعلا=ومن ألبس الكفار ثوب المذلة

سلام على من وسع الله ملكه=وأيده بالنصر في كل وجهة

سلام على مولاي من دار ملكه=قسطنطينية أكرم بها من مدينة

سلام على من زين الله ملكه=بجند وأتراك من أهل الرعاية

سلام عليكم شرف الله قدركم=وزادكم ملكاً على كل ملة

سلام على القاضي ومن كان مثله=من العلماء الأكرمين الأجلة

سلام على أهل الديانة والتقى=ومن كان ذا رأي من أهل المشورة

سلام عليكم من عبيد تخلفوا=بأندلس بالغرب في أرض غربة

أحاط بهم بحرٌ من الردم زاخر=وبحرٌ عميق ذو ظلام ولجة

سلام عليكم من عبيد أصابهم=مصاب عظيم يا لها من مصيبة

سلام عليكم من شيوخ تمزقت=شيوخهم بالنتف من بعد عزة

سلام عليكم من وجوه تكشفت=على جملة الأعلاج من بعدة سترة

سلام عليكم من بنات عوائق=يسوقهم اللباط قهراً لخلوة

سلام عليكم من عجائز أكرهت=على أكل خنزير ولحم جيفة

نقبل نحن الكل أرض بساطكم=وندعو لكم بالخير في كل ساعة

أدام الإله ملككم وحياتكم=وعافاكم من كل سوءٍ ومحنة

وأيدكم بالنصر والظفر بالعدا=وأسكنكم دار الرضا والكرامة

شكونا لكم مولاي ما قد أصابنا=من الضر والبلوى وعظم الرزية

غدرنا ونُصّرنا وبدل ديننا=ظلمنا وعوملنا بكل قبيحة

وكنا على دين النبي محمد=نُقاتل عمال الصليب بنية

ونلقى أموراً في الجهاد عظيمة=بقتل وأسر ثم جوع وقلة

فجاءت علينا الروم من كل جانب=بسيل عظيم جملة بعد جملة

ومالوا علينا كالجراد بجمعهم=بجد وعزم من خيول وعدة

فكنا بطول الدهر نلقي جموعهم=فنقتل فيها فرقة بعد فرقة

وفرسانها تزداد في كل ساعة=وفرساننا في حال نقص وقلة

فلما ضعفنا خيموا في بلادنا=ومالوا علينا بلدة بعد بلدة

وجاؤوا بأنفاظ عظام كثيرة=تهدم أسوار البلاد المنيعة

وشدوا عليها الحصار بقوة=شهوراً وأياماً بجد وعزمة

فلما تفانت خيلنا ورجالنا=ولم نر من إخواننا من إغاثة

وقلت لنا الأقوات واشتد حالنا=أحطناكم بالكره خوف الفضيحة

وخوفاً على أبنائنا وبناتنا=من أن يؤسروا أو يقتلوا شر قتلة

على أن نكون مثل من كان قبلنا=من الدجن من أهل البلاد القديمة

ونبقى على آذاننا وصلاتنا=ولا نتركن شيئاً من أمر الشريعة

ومن شاء من الجر جاز مؤمناً=بما شاء من مال إلى أرض عدوة

إلى غير ذلك من شروطٍ كثيرة=تزيد على الخمسين شرطاً بخمسة

فقال لنا سلطانهم وكبيرهم=لكم ما شرطتم كاملاً بالزيادة

فكونوا على أموالكم ودياركم=كما كنتم من قبل دون أذية

فلما دخلنا تحت عقد ذمامهم=بدا غدرهم فينا بنقص العزيمة

وخان عهوداً كان قد غرنا بها=ونُصرنا كرهاً بعنف وسطوة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير