بعيداً عن الشعر ...
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 03:36 ص]ـ
إليكم هذا الحوار الشعري الذي دار بين الأصمعي و أعرابي ادعي أنه يقول الشعر و ذو مكانة فيه ..
قال الأصمعي لأعرابي: أتقول الشعر؟ ..
قال الأعرابي: أنا ابن أمه وأبيه.
فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) قال فقلت: أكمل، فقال: هات ...
فقال الأصمعي:
قومٌ عهدناهم ..... سقاهم الله من النو
الأعرابي:
النو تلألأ في دجا ليلةٍ ..... حالكة مظلمةٍ لو
فقال الأصمعي: لو ماذا؟
فقال الأعرابي:
لو سار فيها فارس لانثنى ..... على به الأرض منطو
قال الأصمعي: منطو ماذا؟
الأعرابي:
منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو
قال الأصمعي: الجو ماذا؟
الأعرابي:
جو السما والريح تعلو به ..... فاشتم ريح الأرض فاعلو
الأصمعي: اعلو ماذا؟
الأعرابي:
فاعلوا لما عيل من صبره ..... فصار نحو القوم ينعو
الأصمعي: ينعو ماذا؟
الأعرابي:
ينعو رجالاً للقنا شرعت ..... كفيت بما لاقوا ويلقوا
الأصمعي: يلقوا ماذا؟
الأعرابي:
إن كنت لا تفهم ما قلته ..... فأنت عندي رجل بو
الأصمعي: بو ماذا؟
الأعرابي:
البو سلخ قد حشي جلده ..... بأظلف قرنين تقم أو
الأصمعي: أوْ ماذا؟
الأعرابي:
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقول في ضربتها قو
قال الأصمعي:
فخشيت أن أقول قو ماذا، فيأخذ العصى ويضربني.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 01:07 م]ـ
أحسنت يا أنوار ...
لم يكن الأصمعي بارع في العروض فقد كان يمكنه أن يخرس هذا المتشاعر بكلمة واحدة
في أبيات الأعرابي عيب فاحش من عيوب القافية ويسميه العروضيون "التضمين" أي أن معنى البيت لا يكتمل إلا بالبيت الذي يليه وهذا من عيوب الشعر
الذي يدعي هذا الأعرابي أنه أمه وأبيه .... !!
ـ[سمية ع]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 01:34 م]ـ
رحم الله الأصمعي
جزاك الله خيرا يا أنوار، في الحقيقة الأصمعي بحر ليس له ساحل ...
ـ[رحيق الزهور]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 02:45 م]ـ
أحب أن أقرأ عن الاصمعي ^^
جزاكِ الله كل خير يا أنوار على الموضوع الراائع ^^
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 07:31 م]ـ
تقوم هذه الأبيات على وزن غريب، صدره للبحر السريع: (مستفعلن مستفعلن فاعلن)، وعجزه يمكن نسبته للرجز: (مستفعلن مستفعلاتن) أو (مستفعلن مستفعلن فعْ). وقد جاءت بعض الأبيات في رواية (أنوار) مختلة الوزن، فرجعتُ إليها في كتاب: (نوادر الخلفاء للإتليدي) فصححتها كما يلي:
قومٌ [بنجدٍ قد] عهدناهُمُ ..... سقاهم اللهُ من النَّوْ
نوٌّ تلالا في دجى ليلةٍ ..... حالكةٍ مظلمةٍ لو
لو سار فيها فارسٌ لانثنى ..... على بساط الأرض مُنْطَوْ
منطوِيَ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو
جو السما والريح تعلو به ..... فاشتمّ ريح الأرض فاعْلَوْ
فاعلوَّ لما عيل من صبره ..... فصار نحو القوم ينعَوْ
ينعَوْ رجالاً للقنا شرعت ..... كفيتُ ما لاقوا ويلقَوا
إن كنت لا تفهم ما قلته ..... فأنت عندي رجل بَوْ
البوُّ سلخٌ قد حُشِيْ جلده ..... يا ألف قرنانٍ، تقوم أو
[هكذا رواه الإتليدي، وفي عجز البيت خلل، لعلّ صوابه: (فقمْ أوْ)
أو أضرب الرأس بصوّانةٍ ..... تقول في ضربتها قو
وقد زاد الإتليدي في هذه القصة شيئاً طريفاً، أضعه بين أيديكم:
فقلت له: أنت ضيفي الليلة.
فقال: لا يأبى الكرام إلا لئيم.
فقلت لزوجتي: اصنعي لنا دجاجة، ففعلت. فأتيته بها وجئته أنا وزوجتي وابناي وابنتاي وقلت له: فرّق يا بدوي.
فقال: الرأس للرأس، وأعطاني الرأس، وقال: الولدان جناحان، لهما الجناحان، والبنتان لهما الرجلان، والمرأة لها العجز، وأنا زائر لي الزّور، وأكل الدجاجة ونحن ننظر إليه وبنا نتحدث.
فلما أصبحنا قلت لزوجتي: اصنعي لنا خمس دجاجات ففعلت وأتيته بالدجاج وقلت له: اقسم يا بدوي.
فقال: تريد شفعاً أو وتراً.
فقلت: إن الله وترٌ يحب الوتر.
فقال: أنت وزوجتك ودجاجةٌ، وابناك ودجاجةٌ، وابنتاك ودجاجةٌ، وأنا ودجاجتان.
فقلت: لا أرضى بهذه القسمة.
فقال: كأنك تريد شفعاً.
فقلت: نعم.
فقال: أنت وولداك ودجاجة، وزوجتك وبنتاها ودجاجة، وأنا وثلاث دجاجات، والله لا أحول عن هذه القسمة.
قال الأصمعي: فغلبني مرتين مرة في الشعر ومرة في الدجاج ثم انصرف، انتهى!!
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 07:47 م]ـ
يقول أبو العلاء المعري في رسالة الصاهل والشاحج:
الإغرام في الشعر؛ وهو ضربٌ من التضمين أيسر منه.
وقال قومٌ: بل الإغرام أن يتمّ البيت ولا تتمّ الكلمة. وذلك مفقودٌ في أشعار المتقدمين، وربّما تكلّفه المُوَلّدون، كما قال بعضهم:
أبا بكْرٍ لقدْ جاءَتْـ=ــكَ مِنْ يَحيَى بْنِ مَنْصو
رٍ الكأسُ فخُذْها منْـ=ــهُ صِرْفاً غيرَ ممزو
جَةٍ جنَّبَكَ اللهُ=أبا بكْرٍ منَ السُّو
¥