[طفل وعيد]
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 02:04 ص]ـ
يقول محمد بن عبدالرحمن المقرن:
هذه القصيدة كتبتها في أيام العيد عندما رأيت الأطفال يلهون بالألعاب النارية والمفرقعات التي ربما جلبها أحدنا لابنه أو لأخيه أو لغيره لذلك تخيلت طفلا شيشانياً يطل طلة على أطفال المسلمين في أيام العيد وهم يلعبون بتلك الألعاب فيوجه إليهم هذه الكلمات فيقول:
اقضوا مع الألعاب يوم العيد = فلقد قضيت مع المدافع عيد
لا فرق يا أطفال فيما بيننا = لعب تطير كقاذفات حديد
الفرق فيما بيننا أني أرى = ما لم ترو من رجفة وجنودي
أنا أعرف القصف الذي لم تعرفوا = عنه وأعرف صرخة التهديد
الفرق أني لا أنام إذا سجى = ليلي وقضي ليلكم برقود
عيديتي عند الصباح رصاصة = وتعيدون بلعبة ونقود
ما ضرني ثوبٌ علي مرقعٌ = أو لبسكم في العيد كل جديد
قاتلت في صغري وأعظم عدتي = جلدٌ أذيب به جبال جليد
لو مس طفلاً شوكة لم يسترح = أبائكم إلا بألف ضميِدِ
وأنا أسير على الدماء مضرجاً = بدمٍ أضمده بربط وريدي
تبكون لحظات إذا انكسرت لكم = لعبٌ ودمعي لا يفك خدودي
يأيها الأطفال إني مثلكم = طفلٌ لأحلامي سقيت ورودي
هل عندكم حلوى؟ فإني لم أجد = إلا رغيفاً نصفه للدودِ
هل تضحكون وتلعبون؟ فإنني = أقضي النهار بحيرتي وشرودي
يوماً رأيت أبي يموت وجدتي = تبكي وتحضنه بني وحيدي
ورأيت أمي عندما ذهبوا بها = ترنو إلي بطهرها المؤودِ
الكل من حولي يروع قلبه = في والدٍ وحليلةً ووليدِ
هذه هي الشيشان داري لم تعد = داري التي ضمت أبي وجدودي
سحقت بيوت الأبرياء فأينها = من روعة التصميم والتشييدِ
صارت بيوت الأمنين قبورهم = جثثٌ وأنقاضٌ وألف فقيدِ
نادتني الأرض التي أغرقتها = بمدامعي وعمرتها بسجودي
يا بسمة الطفل البرئ جريرة = أن تذبحي جزعاً بعين حقود
ما كنت يا أطفال أحسدكم على = عيش بظل المغريات رغيد
خلو لكم في عيدكم ألعابكم = فلدي ألعابٌ من البارود
أنا لم أعد طفلاً فما يروي ظمأ = قلبي سوى عيش كعيش أسود
سأرد ثأر أبي وعزة أمتي = أجني رؤوس الروس عند مصيدي
لا توقفوا التلفاز من ألعابكم = فلربما تبدو دماء شهيد
قد تشمئز نفوسكم من جثة = تبدو عقيب الفاتنات الغيد
لا أطلب الإشفاق من أبائكم = فأنا لأعدائي أشد عنيد
قالوا وحيدٌ قلت ما ضل الهدى = من عاش بالتوحيد غير وحيد
قالوا طريد قلت في قاموسكم = أو في سبيل الله اسم طريد
ما كنت أحتمل الحياة بذلة = كالصقر يكره عيشه بقيود
لا للشيوعين تلك شعارنا = أو يُخضع الآساد حكم قرود
طفلا وما أنا للطفولة أنني = فقت الرجال بهمتي وصمودي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 02:14 ص]ـ
ما أروعها، أصلح الله حالنا، وبارك الله فيك يا أبا طارق.
ومن أجمل هذه الأبيات التي أثرت فيّ:
عيديتي عند الصباح رصاصة
وتعيدون بلعبة ونقود
هل عندكم حلوى؟ فإني لم أجد
إلا رغيفاً نصفه للدودِ
هل تضحكون وتلعبون؟ فإنني
أقضي النهار بحيرتي وشرودي
يوماً رأيت أبي يموت وجدتي
تبكي وتحضنه بني وحيدي
ورأيت أمي عندما ذهبوا بها
ترنو إلي بطهرها المؤودِ
قالوا وحيدٌ قلت ما ضل الهدى
من عاش بالتوحيد غير وحيد
ـ[سمية ع]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 12:13 م]ـ
بارك الله فيك
أتخيل كل أطفال فلسطين والعراق وأفغانستان ... يرددون هذا البيت
طفلا وما أنا للطفولة أنني
فقت الرجال بهمتي وصمودي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 04:06 م]ـ
رائع أستاذ أبا طارق بورك الناقل والمنقول منه
فعلاً العيد للأطفال ولكن أين هم في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان؟ وكيف يمر عليهم العيد؟
غصة في القلب وحرقة في الفؤاد، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أم أسامة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 04:09 م]ـ
بوركت أبا طارق ..
أصبحت أرى العيد يقلب أشجان الشعراء ..
قصيدة رائعة توجت بصدق العاطفة ونبل المعنى ..
أعاد الله العيد علينا وأقر أعيننا بنصر المسلمين في كل مكان ..
ـ[بثينة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 05:07 م]ـ
أصلح الله أحوال المسلمين
قصيدة رائعة حقا
بارك الله فيك أخي الفاضل
عيديتي عند الصباح رصاصة ’’’’ وتعيدون بلعبة ونقود
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 05:41 م]ـ
يقول محمد بن عبدالرحمن المقرن:
هذه القصيدة كتبتها في أيام العيد عندما رأيت الأطفال يلهون بالألعاب النارية والمفرقعات التي ربما جلبها أحدنا لأبنه أو لأخيه أو لغيره لذلك ..... فيقول:
الفرق فيما بيننا أني أرى = ما لم ترو من رجفة وجنودي
الفرق أني لا أنام إذا سجى = ليلي وقضي ليلكم برقود
الشطر الثاني غير مستقيم
لو مس طفلاً شوكة لم يسترح = أبائكم إلا بألف ضميِدِ
يأيها الأطفال إني مثلكم = طفلٌ لأحلامي سقيت ورودي
.
.
.
أخي الكريم أبا طارق، متميز دائما في اختياراتك الرائعة.
بارك الله فيك
ـ[قطوف]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 09:39 م]ـ
قصيدة رائعة تحكي واقع
¥