[الثمانون وفعلها]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 01:12 ص]ـ
أبرز ما في هذه القصة قصة عوف بن محلم الخزاعي الشيخ الكبير في مجلس الأمير عبد الله بن طاهر وقد أحس بالغربة
إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم=وخلفت في قرن فأنت غريب
ولم تكن الغربة وحدها ما يحس به الشيخ بل زاد على الغربة الحنين وأي حنين حنين كهل عجوز إلى أهله ووطنه وقد بعدت الشقة، ولم أشأ أن اختصر وأحذف قصة الجاحظ ففيها عبرة وكان الاستطراد فيها جميلا.
ذكر أبو علي القالي في الأمالي: حدثنا أبو معاذ عبدان الخولي المتطبب قال: دخلنا يوما بسر من رأى على عمرو بن بحر الجاحظ نعوده وقد فلج فلما أخذنا مجالسنا أتى رسول المتوكل فيه فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل؟ ثم قال: ما تقولون في رجل له شقان أحدهما لو غرز بالمَسَالِّ ما أحس، والشق الآخر يمر به الذباب فَيُغَوِّث، وأكثر ما أشكوه الثمانون؟ ثم أنشدنا أبياتا من قصيدة عوف بن مُحَلِّم الخُزاعي
قال أبو معاذ: وكان سبب هذه القصيدة أن عوفا دخل على عبد الله بن طاهر فسلم عليه عبد الله فلم يسمع، فأعلم بذلك، فزعموا أنه ارتجل هذه القصيدة ارتجالا فأنشده:
يا بْنَ الذي دان له المشرقان=طُرّا وقد دان له المغربان
إنّ الثمانين وبُلِّغْتَها=قد أحوجت سمعي إلى تَرْجُمان
وبَدَّلَتْني بالشَّطَاط انْحِنًا=وكنتُ كالصَّعْدَةِ تحت السِّنَان
وبَدَّلَتْني من زَمَاعِ الفَتَى=وهِمَّتِي هَمّ الجَبَان الهِدَان
وقَارَبَتْ مني خطًا لم تكن=مُقَارَبات وثنت من عِنان
وأنشأت بيني وبين الورى=عَنَانةً من غير نَسْج العَنان
ولمْ تَدَعْ فِيَّ لِمُسْتَمْتِعٍ=إلا لِساني وبِحَسْبي لِسَان
أدعو به الله وأُثْنِي به=على الأَميرِ المُصْعَبِيِّ الهِجَان
فَقَرِّباني بِأبِي أنْتُما=مِن وَطَني قَبْل اصْفرار البَنان
وَقَبْل مَنْعَاي إلى نِسْوةٍ=أوطانُها حَرَّانُ والرَّقَّتان
ولكن ذلك لم يشفع لشاعرنا فرأى الأمير أنه اعتذارا وأغضى عن الطلب!
فلم يكن الأمير ليفرط في مثله حتى مضت الأيام وشاء الله أن يأتي ظرف آخر استغله الشاعر فاستأذن وكان الموقف مؤثرا فلم يكن أمام الأمير عبد الله بن طاهر إلا أن يأذن للشيخ الولهان ولعلي أذكر ذلك إن شاء الله تعالى أو يذكره أحد الأفاضل الكرام.
ـ[حرف]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 05:06 ص]ـ
أخي (زين الشباب) شكرًا لك وبارك الله فيك.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 04:48 م]ـ
أبيات رائعة والله
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 07:17 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو هود السلفي]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 02:38 م]ـ
بارك الله فييك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 04:49 م]ـ
وللقاضي ابن بهلول الحنفي هذين البيتين الطريفين:
إلى كم تخدم الدنيا = وقد جزت الثمانينا
لئن لم تك مجنوناً = فقد فقت المجانينا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 11:04 ص]ـ
ونبقى مع الثمانين والقاضي ابن كامل:
عقد الثمانين عقدٌ ليس يبلغه = إلا المؤخر للأخبار والغير
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 11:35 ص]ـ
ولابن عقيل الحريري في الثمانين هذه الأبيات:
وسائلٍ يسألني كم مضى = حزت الثمانين فقلت انقضى
حساب عمرٍ ليت أيامه = علقت منها بحبال الرضى
والغائب الفكر إذا لم يبن = جواب ما يسأله عرضا
أما ترى المصباح يوريكم = من قبل أن يخبو ضياه أضا
ومن قوله:
إن الثمانين وتعدادها = جذرٌ إليه ينتهي الحاسب
عمرٌ خليق بالحجى والنهى = لكنه منقطعٌ ذاهب
ومنه أيضاً:
إن الثمانين وأعوامها = مراحلٌ تدني إلى الآخره
أراع إن عددت أيامها = من زلةٍ أو قدمٍ عاثره
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2009, 12:09 م]ـ
الدعاء في الثمانين لأبو محمد غانم بن الوليد المخزومي يهنئ إدريس بن يحيى الملقب بالعالي على مبايعته في مالقا:
استقبل الملك إمام الهدى = بأربعٍ بعد ثلاثينا
خلافة العالي سمت نحوه = وهو ابن خمسٍ بعد عشرينا
إنّي لأرجو يا إمام الهدى = أن تملك االناس ثمانينا
لا رحم الله امرءاً لم يقل = عند دعائي لك آمينا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 09:51 م]ـ
ومن شعر الوزير نظام الملك في الثمانين:
بعد الثمانين ليس قوه = لهفي على قوة الصبوه
كأنني والعصا بكفي = موسى ولكن بلا نبوه
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 01:42 م]ـ
بوركت أستاذي أحمد
وبورك قلمك.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 08:16 م]ـ
بورك بكما أستاذيّ عامر وأحمد
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 09:27 م]ـ
بورك بكما أستاذيّ عامر وأحمد
وبارك الله فيك دكتور عمر
أنت عالمنا ومعلمنا.