[المرأة الأسبانية ...]
ـ[أم أسامة]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 10:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
كثيراً مانقرأ عن رثاء الأندلس لدى كثير من الشعراء ولكن هنا نجد من يعمد إلى الغزل في المرأة الأسبانية كصورة رمزية يبث من خلالها بأسلوب رائع أشواقه لمجد الأندلس عازيا جمالها لأصولها العربية ...
ونجد ذلك في قصيدة نزار قباني ...
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا=ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما=تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ ساءلتها=قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة! وصحت قرون سبعة=في تينك العينين بعد رقاد
وأمية راياتها مرفوعة=وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني=لحفيدة سمراء من أحفاد
وجه دمشقي رأيت خلاله= أجفان بلقيس وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم وحجرة=كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة رصعت بنجومها=والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق أين تكون؟ قلت ترينها=في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي في الثغر الذي=ما زال مختزناً شموس بلادي
في طيب جنات العريف ومائها=في الفل في الريحان في الكبَّاد
سارت معي والشعر يلهث خلفها=كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بأذنها=مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي=وورائي التاريخ كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها=والزركشات على السقوف تنادي
قالت هنا الحمراء زهو جدودنا=فأقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها ومسحت جرحاً نازفاً=ومسحت جرحاً ثانياً بفؤاد
ياليت وارثتي الجميلة أدركت=أن الذين عنتهم أجدادي
عانقت فيها عندما ودعتها=رجلاً يسمى طارق بن زياد ..............................................................
وهذه قصيدة لعمر أبو ريشة
حين كان في رحلة لتشيلي، وكانت إلى جانبه حسناء أسبانية
تحدثه عن مجد أجدادها القداما دون أن تعرف جنسيته ..
فتبسمت لها فابتسمت=وأجالت في ألحاظا كسالى
...
وتجاذبنا الأحاديث فما=انخفضت حسا ولا سفت خيالا
...
قلت يا حسناء،من أنت ومن=أي دوح أفرع الغصن وطالا
فرنت شامخة، أحسبها=فوق أنساب البريا تتعالى
وأجابت: أنا من أندلس=جنة الدنيا سهولا وجبالا
وجدودي ألمح الدهر على=ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
بوركت صحراؤهم، كم زخرت=بالمروءات رياحا ورمالا
حملوا الشرق سناء وسنى=وتخطوا ملعب الغرب نضالا
فنما المجد على آثارهم=وتحدى بعدما زالوا الزولا
هؤلاء الصيد قومي، فانتسب= إن تجد أكرم من قومي رجالا؟
****
أطرق القلب،وغامت أعيني=برؤاها، وتجاهلت السؤالا
[/ poem]
تسعدني مشاركتم وتعليقاتكم ...
وأتمنى أن ينال أعجابكم ..
تحياتي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 10:58 م]ـ
.
قصيدتان في غاية الروعة ..
لقد قابلت الكثير من الإسبان , وحسبتهم جميعا عربا فعلا , حتى أنني كنت أشبه علي بعضهم من بلدة أو حتى عائلة كذا أو كذا , لشدة شبههم بالعرب ,,
لا استغرب ما ذكراه الشاعران ,,
وأعتقد أن اللقاء كان حقيقيا لا خيالا ..
.
بارك الله فيك ووفقك.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 12:07 ص]ـ
.
قصيدتان في غاية الروعة ..
لقد قابلت الكثير من الإسبان , وحسبتهم جميعا عربا فعلا , حتى أنني كنت أشبه علي بعضهم من بلدة أو حتى عائلة كذا أو كذا , لشدة شبههم بالعرب ,,
لا استغرب ما ذكراه الشاعران ,,
وأعتقد أن اللقاء كان حقيقيا لا خيالا ..
.
بارك الله فيك ووفقك.
وبحق القصيدتان رائعتان ..
أغلب الظن أن قصيدة عمر أبو ريشة حقيقة (ولابد أن نضع في حسابنا كم هو واسع خيال الشعراء) ...
وقصيدة عمر أبو ريشة تمثل لوحة شعرية رائعة ..
لو أنتبهت للمكان الذي نسجت فيه القصيدة (الطائرة) له أبعاده ..
وأيضا لولاحظت كيف نجح الشاعر في أنها قصيدته على هذا النحو من التلويح الغامض المفصح، فلو أستطرد صفحات ليجسد حالة الأحباط التاريخي؛رد على سؤال صاحبته ما بلغ ذلك بعض ماجسدته هاتان الكلمتان (وتجاهلت السؤلا) لأن تجاهل السؤال يعني الهروب من الواقع ..
شكرا لمرورك أخي رعد ...
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 04:26 م]ـ
هناك قاسم مشترك بين الرجلين فكلاهما عمل سفيرا لسوريا في إسبانيا
وبرأيي أن أبا ريشة يتفوق على نزار في الشعر الموزون
ففي شعر أبي ريشة رقة واضحة وهو أحد مؤسسي الرومنتيكية العربية
أشكرك يا ثلوج ...
ـ[أم أسامة]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 06:59 م]ـ
هناك قاسم مشترك بين الرجلين فكلاهما عمل سفيرا لسوريا في إسبانيا
وبرأيي أن أبا ريشة يتفوق على نزار في الشعر الموزون
ففي شعر أبي ريشة رقة واضحة وهو أحد مؤسسي الرومنتيكية العربية
معلومة جديدة ومفيدة .. :).لك جزيل الشكر ...
أشكرك يا ثلوج ...
شكرا لمرورك الثري ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[16 - 11 - 2008, 11:39 م]ـ
موضوع جميل
ـ[أم أسامة]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 07:37 م]ـ
شكر للمرور ...