[ألا كل شيء ما خلا الله باطل]
ـ[تيما]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 11:34 م]ـ
تحية طيبة،
أُفرِدت إحدى النوافذ هنا في الفصيح لجمع أبيات شعر الحكمة، وقد لفت نظري من بين الأبيات الشعرية المدرجة البيت القائل:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
لا خلاف مطلقا في أن الشطر الأول يعتبر من أصدق الشعر بشهادة كبار الشعراء. ألم يقل طرفة بن العبد:
وإنّ أحسن بيت ٍ أنت قائله .. بيت ٌ يقال إذا أنشدته صدقا
وصدق الشطر الأول لا محالة!!
فأين نقطة الخلاف إذن؟
نقطة الخلاف هي الشطر الثاني من البيت. فمن منا لا يعلم أن نعيم الجنة باق لا يزول؟ ومن منا لا يعلم بالقصة التي دارت حول هذا الشطر وكيف استنكر على الشاعر لبيد قوله الشيء الذي جعله يستدرك قائلا:
سوى جنة الفردوس إن نعيمها .. يدوم فإن الموت لا بد نازل
سؤالي:
هل يجوز أن نتخذ من البيت الأول حكمة دون إلحاقه بالبيت الثاني؟
عني لا أستسيغ البيت مبتورا وأراه كما لو قرأ أحدنا قوله تعالى- ولله المثل الأعلى- "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة" ويصمت ..
فما رأيكم؟
.
.
ـ[غازي عوض العتيبي]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 11:53 م]ـ
كل الشكر لأختنا الكريمة تيما على هذه المشاركة.
أما ما يتعلق ببيت لبيد فقد "اعتذر بعضهم بأنه قاله وهو جاهلي، واعتذر آخرون بأنه وفق لقوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه). وكل شيء سوى الله تعالى جائز عليه الفناء". [نقلاً عن شرح ديوان لبيد (ط. الكويت) /256]
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 12:57 ص]ـ
سؤالي:
هل يجوز أن نتخذ من البيت الأول حكمة دون إلحاقه بالبيت الثاني؟
عني لا أستسيغ البيت مبتورا وأراه كما لو قرأ أحدنا قوله تعالى- ولله المثل الأعلى- "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة" ويصمت ..
فما رأيكم؟
سؤال طيب بارك الله فيك
لكن أولا
لا خلاف مطلقا في أن الشطر الأول يعتبر من أصدق الشعر بشهادة كبار الشعراء. ألم يقل طرفة بن العبد:
وإنّ أحسن بيت ٍ أنت قائله .. بيت ٌ يقال إذا أنشدته صدقا
وصدق الشطر الأول لا محالة!!
هذا الشطر هو أصدق الشعر لا محالة ولكنه لم يكن كذلك لشهادة الشعراء ولكن لشهادة النبي صلى الله عليه وسلم
ففي البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ
وكما ترين فقد اقتصرت روايات الحديث على الشطر الأول دون بقية البيت
وفي رواية لمسلم عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ
وأذكر أن الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة إحدى طبعات كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكر جدا على أحد الإخوة عندما زاد الشطر الثاني على الحديث عند طباعة الكتاب في طبعة سابقة
أما معنى الشطر الثاني
فقد أورد أبو نعيم في معرفة الصحابة عن عثمان بن مظعون إنكاره لهذا الشطر وكذا ذكر القصة البيهقي في الدلائل ولا أدري مدى صحة هذا الخبر
والتوجيه الذي ذكره الأخ غازي توجيه طيب يستقيم معه المعنى والله أعلم
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 01:54 م]ـ
يروى أن عمر بن الخطاب صدقه قي الشطر الأول وكذبه في الثاني ...
ولكن أليس الرجل يتكلم عن دنياه .. نعم كل نعيم في الدنيا مصيره الزوال
والرجل قاله في الجاهلية
ثم أنه أسلم وحسن إسلامه وشارك في الفتوحات .. ويقال أنه ترك قول الشعر بعد إسلامه ..
لا خلاف مطلقا في أن الشطر الأول يعتبر من أصدق الشعر بشهادة كبار الشعراء. ألم يقل طرفة بن العبد:
وإنّ أحسن بيت ٍ أنت قائله .. بيت ٌ يقال إذا أنشدته صدقا
بعض نقاد الشعر فيما بعد القرن الرابع الهجري قالوا أن الشعر أعذبه أكذبه
نقطة الخلاف هي الشطر الثاني من البيت. فمن منا لا يعلم أن نعيم الجنة باق لا يزول؟ ومن منا لا يعلم بالقصة التي دارت حول هذا الشطر وكيف استنكر على الشاعر لبيد قوله الشيء الذي جعله يستدرك قائلا:
سوى جنة الفردوس إن نعيمها .. يدوم فإن الموت لا بد نازل
أغلب الظن أن هذا البيت منحول وليس من أصل القصيدة أو أن الشاعر قاله بعد إسلامه ..
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 02:05 م]ـ
ففي البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌوَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ
السلام عليك أخي أبا سهيل
لا ادري إن كنت نقلت الحديث حرفيا ولكن ألا تلاحظ أن الشطر جاء كما رواه لبيد دون تقديم وتأخير
وكما تعلم فإن الرسول:= كان لا يروي الشعر كما هو بل كان يقدم ويؤخر ذلك أن المشركين اتهموه بالشعر
والذي أعرفه وقرأته أنه قال: كلمة أخي ربيعة: ألا كلُّ شيء باطل ما خلا الله
¥