[بين العالم والشاعر]
ـ[سمية ع]ــــــــ[13 - 11 - 2008, 11:45 ص]ـ
:::
هي قصة دارت بين عالم وشاعر
هذه قصة دارت بين الشيخ الإبراهيمي والشاعر الجزائري محمد العيد الخليفة حيث كتب الشاعر محمد العيد قصيدة تحمل معاني اليأس، والبؤس؛ بسبب طائف طاف به، وقد نشرت تلك القصيدة في مجلة الشهاب الجزء الثاني المجلد الثاني عشر ماي 1936 ص 74 تحت عنوان (زفرات) فلما قرأها الشيخ البشير كتب رسالة إلى الشاعر، ثم رد عليه الشاعر بقصيدة؛ فإليك كتاب العالم، ثم جواب الشاعر:
كتاب العالم
الحمد لله وحده
تلمسان يوم 3 صفر 1355
إلى ولدي الروحي الأستاذ محمد العيد
ولدي:
طالما قرأت في وجهك الشاحب آيات الحزن، وتلمحت في قسماتك دلائل الهم والأسى، وكم حَرَّكْتُك بمعاريض من القول علني أستبين شيئاً من حقيقة هذا الهم الدفين الذي تنطوي عليه أحناؤك وهذا الأسى المبرح الذي أعلم أنك تقاسيه.
فكنت كمن يستجلي المعنى الدقيق من اللفظ المعقّد، وإن بين التعقيد ونفوس الشعراء ((الأتقياء)) نسباً وثيقاً.
ويا لله للنفوس الشاعرة التقية وما تلاقيه من عناء مُمضٍّ يتقاضاها الشعر إطلاقاً، فيتقاضاها التقى تقييداً … لها الله فماذا تفعل؟!
أتظن أننا جاهلون بهذه المنازع العجيبة التي تنزعها في شعرك وبمناشئها من نفسك؛ فاحمد الله على أن في قومك من يعرفها ويتذوقها ويطرب لها…
ما لهذه النفس الكبيرة في هذا الهيكل الصغير يهفو بها الشعر في مضطربه الواسع فلا يبلغ مداه حتى يقول:
خلا القلب من حب العباد وبغضهم * وأصبح بيتاً للذي حرم البيتا
ويقول: وتبت يارب تبت
ويقول اليوم:
ولولا رجاء الذي * إليه أنا زالف
إنها والله، لنَزوة الشعر تعتلج في الفؤاد بنزعة التقى.
طالما سمعت منك كلمة ((اليأس))، وبودي أن لا أسمعها منك مرة أخرى؛ لأنني أعدها غميزة في شاعريتك.
ولولا شذوذ نعرفه في نفوس الشعراء كأنه من معاني كمالهم لما صدّقنا باجتماع اليأس والشعر، وكيف ييأس الشاعر وهو ملك مملكة الآمال وسلطان جو الخيال؛ فإن كان تقياً رجع من ((رجاء الله)) إلى ما لا يحدّ له أمد؛ فكيف تيأس نفس الشاعر لولا ذلك الشذوذ؟
لقد قال أولكم:
حرك مناك إذا اغتم * مت فإنهن مراوح
وما قالها لغيره إلا بعد أن جربها في نفسه؛ فلا تيأس يابني، ولا تكذب إمامك الذي يقول:
خُلِقَ الشاعرُ سمحاً طرباً
قرأت زفراتك هذه الساعة في الشهاب وأنا طريح الفراش، أعالج زكاماً مستعصياً ونزلة شعبية، وسعالاً مزمناً، وأولاداً يطلبون القوت أربع مرات في اليوم، وتلاميذ يطلبون الدرس سبع مرات في اليوم والليلة؛ فقلت: وهذه أخرى.
إن ولدنا هذا لذو حق، وكتبت لك هذه الكلمات كما يكتب الأب الشفيق إلى ولده الرفيق.
وعسى أن يكون فيها ترويح لخاطرك.
محمد البشير الإبراهيمي
ـ[ابنُ الربيعِ الحلبيّ]ــــــــ[16 - 11 - 2008, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعدُ فإنّي وجدتُ هذه الكلمات بردًا على قلبي, إذ إنّي أعاني شيئا مما عاناه شاعرنا هذا, وكنت بحاجة إلى مثل هذه الكلمات لأقوى. فشكرًا وشكرا, وتجزين خيرا
واسمحي لي:
أيا أهل الجزائر دام حبّي لكم في كلّ ثانيةٍ وساعة
وأدعو الله في حرّ وبردٍ تنالون السعادة والشّفاعة
ـ[الباز]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 07:59 م]ـ
ألف شكر على القصة اللطيفة
ثم رد عليه الشاعر بقصيدة؛ فإليك كتاب العالم، ثم جواب الشاعر
ننتظر جواب الشاعر
تحيتي
ـ[سمية ع]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعدُ فإنّي وجدتُ هذه الكلمات بردًا على قلبي, إذ إنّي أعاني شيئا مما عاناه شاعرنا هذا, وكنت بحاجة إلى مثل هذه الكلمات لأقوى. فشكرًا وشكرا, وتجزين خيرا
واسمحي لي:
أيا أهل الجزائر دام حبّي لكم في كلّ ثانيةٍ وساعة
وأدعو الله في حرّ وبردٍ تنالون السعادة والشّفاعة
شاكرة مرورك الكريم ...
بارك الله فيك على البيتين الرائعين ...
ـ[سمية ع]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 11:33 ص]ـ
ألف شكر على القصة اللطيفة
ننتظر جواب الشاعر
تحيتي
لن تنتظر طويلا ... ولكن قلة الاهتمام بهذا الموضوع أفقدني حماستي
ـ[زينب هداية]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 12:00 م]ـ
نحن هنا عزيزتي .. لقد شوّقتِنا أيّما تشويق لجواب الشّاعر، فأسرعي يا سميّة الخير ..
ـ[تيما]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 12:01 م]ـ
لن تنتظر طويلا ... ولكن قلة الاهتمام بهذا الموضوع أفقدني حماستي
أهلا بك سمية،
ليس بالضرورة أن تكون قلة الردود تعني قلة الاهتمام:) ..
وليتك تضعين جواب الشاعر سريعا، فأنا من المنتظرين ..
بوركتِ
.
.
ـ[سمية ع]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 12:03 م]ـ
أهلا ومرحبا يا مريم ...
حالاً ويكون الجواب جاهز ...
ـ[سمية ع]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 12:05 م]ـ
حيّا الله تيما ...
أهلا ...
بالفعل ألهبتم حماستي
ـ[سمية ع]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 12:12 م]ـ
جواب الشاعر
أبي ((البشير)) سلامٌ * زاكٍ وشوقٌ كبيرُ
لا زلت فينا مناراً * بضوئه نستنير
وافى كتابُك يهدي * إلى المنى ويشير
تذكو العبارة فيه * ما ليس يذكو العبير
إذا فؤاديَ سالٍ * به وطَرْفي قرير
قَدِ ارتددت بصيرا * فكيف يغوى البصير؟
قميص يوسف ألقى * به عليَّ (البشير)!
يا آسيَ اليأسِ زدني * كشفاً فأنت خبير
اليأس داءٌ عسيفٌ * والبرء منه عسير
فَرَّجت عن مستطار * بلاؤه مستطير
وكدت تجلو ضميري * لو كان يجلى الضمير!
فليس يجزيك عني * إلا الإله القدير
غفرانه لِمَ يَشْقَى * في الخلق جمٌّ غفير!؟
شقّ المرائر إرْبا * هذا الشقاء المرير!
كم للمعافَينَ جارٌ * من بوسه يستجير
يرى كجذلان حرٍّ * وهو الأسيف الأسير
يا لاهج الذكر باسمي * والجاحدون كثير!
لا باد فينا لك اسم * ولا انقضى لك خير
عفواً فإن يراعي * عيٌّ وباعي قصير
عفواً فما لي جناح * به إليك أطير
لا قَفْوَ إثرَ سَريٍّ * فوق الثريا يسير
نفحتني بخطاب * كالزهر وهو نضير
فهل تعير بياناً * لرده هل تعير؟؟
يعيا الفرزدق عما * تقوله وجرير
يا واصفَ الخيرِ زدني * من وصف ما تستخير
يدق بين ضلوعي * قلب كسيف كسير
أخشى عليه انتكاسا * والانتكاس خطير
صِفْ وصفة ليَ أخرى * فيها الشِّفاء الأخير
محمد العيد
¥