[مجير الحمامة ..]
ـ[أم أسامة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 05:13 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله ...
روى أن زيادا الأعجم وفد على حبيب بن المهلب فأكرمه وأنزله على أبيه فجلسا يوما في البستان فغنت حمامة فطرب لها زياد،فقال له حبيب إنها فاقدة لها ألفا كانت معه، فقال زياد وهو أشد لشوقها ثم أنشد:
تغني أنت في ذممي وعهدي= وذمة والدي أن لا تضاري
وعشك أصلحيه ولا تخافي=على زغب مصغرة صغاري
فإنك كلما غنيت صوتا =ذكرت أحبتي وذكرت داري
فإما يقتلوك طلبت ثأرا=لأنك يا حمامة في جواري
فسكت حبيب بن المهلب: ثم قال ياغلام، هلم القوس، فجاء الغلام بها فأنتزع لها حبيب سهما ورماها فأصابها فوقعت ميته، فنهض زياد مغضبا وقال أخفرت أبا بسطام ذمتي وقتلت جارتي وشكاه للمهلب،فغضب المهلب على حبيب وقال: أما علمت أن جار أبي لبابه جاري وذمته ذمتي والله لألزمنك دية حر.
وأخذ من ماله ألف دينار فقال زياد أبيات منها:
لله عينا من رأى كقضية=قضى لي بها شيخ العراق المهلب
قضى ألف دينار لجار أجرته=من الطير إذ يبكي شجيا ويندب
ـ[سيل]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 07:11 م]ـ
انتقاؤك فريد أختي أم أسامة.
حقيقة أعجبتني القصة كثيرا, ولفت نظري حكم المهلب رحمه الله فقد كان عادلا وحازما.
بهذا يعد الأعجم العبدي الربعي أحد الذين أجاروا الطير, وكانت هذه عادة عرفت قديما, حيث اشتهرت عن وائل بن ربيعة التغلبي الوائلي الربعي, و ثوب بن سحمة العنبرى التميمي وغيرهم, وامتدت هذه العادة حتى التاريخ الحديث للقبائل.
ومن العرب من أجار الجراد وغير ذلك, وهذا من أشكال عزهم وسطوتهم, وبالطبع لا يفعل هذا إلا من كان رئيسا لقبيلة قوية.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 08:23 م]ـ
مجير الطير لقب اشتهر به ثوب بن سحمه بن المنذر بن الحارث بن جهمة بن عدي بن جندب
وذلك أنه كان يضع سهمه في الأرض فلا يصطاد أحد طيرها
ومن أخبار ثوب هذا أنه أسر حاتماً الطائي.
واتبع ثوباً رجلان من بني القليب بن عمرو بن تميم، ومعهما ابنة عم لهما، ومع ثوب أخوه علاج، ورجل آخر فصعدوا إلى جبل يريدون أن يصيبوا شيئاً ليأكلوه من الجوع، وتركوا أحد القليبيين والمرأة فاشتد جوع القليبي فوثب على ابنة عمه فذبحها ثم أورى ناراً، وجعل يأكل لحمها، وجاءه علاج بن سحمة بشاة قد أصابها من الجبل فوجده قد أكل المرأة، وخطب ثوب بعد ذلك امرأة من قومه فأبت أن تتزوجه، وقالت: أتزوجه وقد أكلت رفيقته جوعاً؟ فقال ثوب:
يا بنت عمي ما أدراك ما حسبي ... إذا تجنّ خبيث الزاد أضلاعي
إني لذو مرة تخشى نكايته ... عند الصباح بنصل السيف نزّاع
وعير بني القليب بذلك رجل في الإسلام فقال:
عجلتم ما صادكم علاج ... من العنوز ومن النعاج
حتى أكلتم طفلةً كالعاج
وانطلق ثوب فتزوج امرأة من همدان، فدخل عليها يوماً وبين يديها عنز لها تحلبها، فجعلت تمص لبنها من ضرعها فطلقها وقال:
إني لأكره أن تكون حليلتي ... تدع الإناء وتعتلي للقادم
وقتل ثوباً جحش بن علباء الأسدي ثم الكاهلي فقالت نائحته:
ألم تر أنّ ثوباً أسلمته ... بنو بيضاء والجبلان سيّ
فإذ أسلمتموه فأخلفوه ... ولن ترضى خلافتكم عديّ
أضعتم مجدكم فسلبتموه ... وفاز به الغلام الكاهليّ
فآب لآل جحش ليل صدقٍ ... وآب لأهله ليل قسيّ
وأما مجير الجراد فلقب اشتهر به مدلج بن سويد بن مرشد بن خيبري.
وكل الشكر على هذا الموضوع الماتع
ـ[أم أسامة]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 06:51 م]ـ
شكرا لمرورك أخي سيل ..
وشكرا لمرورك الماتع أخي أبا سهيل أثريتنا حقيقة ..