[سؤال]
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 09:16 ص]ـ
هل هناك علاقة بين فن القص القديم وفن الرواية؟
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[28 - 10 - 2008, 12:28 م]ـ
اريد الرد السريع علي هذا السؤال
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 10 - 2008, 03:58 م]ـ
هل هناك علاقة بين فن القص القديم وفن الرواية؟
لعل أهم شكل أدبي عرفه العصر الحديث، هو الرواية بأنواعها وأشكالها المختلفة:
من قصة وقصة قصيرة وأقصوصة، حتى إنها أصبحت تحتل المكانة المرموقة التي كان يحتلها الشعر في الأدب العربي القديم.
فالرواية لم تفرض نفسها فقط بل غزت كل الحقول الإبداعية المعاصرة، إذ أصبحت الشكل الحاوي والجامع لكل أشكال الفكر المعروفة:
من فلسفة ومأساة وملحمة، وعلم اجتماع، وسياسة واقتصاد، وعلم نفس، ورؤى فنية وأدبية.
وهي تقدم كل ذلك في أسلوب ممتع لا يتطلب عناء تلك العلوم ..
بل إن الأدب العربي الحديث لم يزدهر وينهض مثلما ازدهر ونهض في الرواية.
وما ازدهار تلك الرواية، وما تطورها إلا دليلا على أنها ضاربة بجذورها وأصولها ومصادرها في الفكر العربي القديم، قدم هذه اللغة وقدم أهلها، فلقد عرف الفكر العربي، في مختلف محطاته، ألوانا قصصية مختلفة ومتنوعة ومتطورة.
لكن مازالت بعض الدراسات العربية النقدية ترى أن الرواية العربية، هي بالأساس أخذ واقتباس عن الرواية الغربية، بينما تؤكد البحوث في الرواية الغربية أن هذا الشكل من أشكال التعبير الفكري والأدبي، قد ظهر إلى الوجود، بصورة أو بأخرى منذ ألفي سنة.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[28 - 10 - 2008, 04:23 م]ـ
ولكن ألا ترى يا دكتور أن بذور الفن القصصي موجودة في تراثنا الأدبي
فمثلا لدينا فن المقامات والإخوانيات
ولدينا كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة أو ما يسمونه " arabian nights"
وهناك أدلة تشهد على تأثير السرديات العربية -إن صحَّ القول- في الأدب الأوربي
فمثلا الكوميديا الإلهية هناك من يقول أن من مراجعها:
رسالة الغفران-رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد
أيضا دانييل ديفو تأثر بحيِّ بن يقظان لابن الطفيل في رواية روبنسن كروزو
وحي بن يقظان تمتلك الكثير من مقومات الرواية الحديثة
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 10 - 2008, 04:55 م]ـ
أخي الكريم
هذا ما ألمحت إليه فيما سبق؛
(ولم أصرّح به)؛ حتى لا يقال:
إنني تراثيّ، بل؛ موغل في تعشق التراث الإسلاميّ
وإنني أرى في كل الآداب العالمية سرقة من تراثنا الحبيب
واضحة جلية، لا لبس فيها!!
وعندي على ذلك شاهد ودليل ..
(ولا أريد أن أبالغ، فأقول:
بل آلاف الشواهد والأدلة .. ) ..
بوركت يداك
وأحسنت
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 07:54 م]ـ
أشكر الدكتور مروان علي هذه المشاركة العظيمة،ولكني كنت أود أن أعرف هل كانت موجودة بالفعل قبل العصر الحديث، وما الدليل علي ذلك؟ لإنهم يقولونا أننا عرفناها من العلوم الأوربية، وأنا لا أعترف بذلك،وهل هناك فرق بين القصة القصيرة والرواية؟ وما وجه المقارنة بينهما؟ بارك الله فيك0
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 09:06 م]ـ
أشكرك أختي مروة على طرحك لهذا السؤال الماتع حقيقة، وإن كنت أرجو أن يكون في منتدى الأدب ..
لفت انتباهي مقولة أستاذي الدكتور مروان:
لعل أهم شكل أدبي عرفه العصر الحديث، هو الرواية بأنواعها وأشكالها المختلفة:
من قصة وقصة قصيرة وأقصوصة، حتى إنها أصبحت تحتل المكانة المرموقة التي كان يحتلها الشعر في الأدب العربي القديم.
وللحق، فذلك ما ينبغي أن يقال في مسألة الأسبقية، فالعرب لم تعرف الرواية بشكلها المتعارف عليه كونها أمة تتعاطى الشعر، بل أن الشعر يحتل موقعا مهما على الواقع المعاش حيث خرجت مقولة تؤكد على تلك النظرية مفادها: " الشعر ديوان العرب "
حيث سجل الشعر دقائق الحياة برمتها فجاء حافلا بالموضوعات والأغراض حماسة وعزلا وفخرا ... الخ ..
لكنه تراجع فلم يعد يشكل ديوانها نتيجة متغيرات الحياة، وانفتاح العربي على العالم من حوله، وتعاطي سبلا ثقافية لم تكن موجودة في سياقه، كالرواية الجنس السردي الذي أصبح مهيمنا على المشهد الثقافي الإبداعي المعاش، فلا نجد غرابة في قول أحد النقاد المعاصرين: إن الزمن ليس زمن الشعر، بل هو زمن السرد بكل تفاعلاته وتشكلاته
فاحتلت الرواية قائمة الفنون الإبداعية ..
لعلي جنحت قليلا، ولكن الحديث ذو شجون .. أعود إلى السؤال:
هل هناك علاقة بين فن القص القديم وفن الرواية؟
مفهوم القص تعتمده الرواية لأنه أداتها التي تجلي الفكرة، ولا أعتقد في كون الرواية تتخلى عن مفهوم القص كآلية تنتج فكرة وتولد أخرى،وتتصاعد الرؤية لتشكل فنا قصصيا متخما بالتشكلات والمواقف، والشخوص والمقاطع، والأمكنة والأزمنة ..
ولعل في فن القص القديم بذرة لتشكل الرواية الحديثة بمفهومها الحديث من كونها نسقا إبداعيا متجانسا .. تقودني مسألة ارتباط القص بالرواية، إلى الاختلاف بين القصة القصيرة والرواية، فالقصة القصيرة تعتمد القص الأفقي الذي يصعد بالفكرة في تجليات يسيرة دون أن تكون ثمة تشكلات جانبية أو عرضية إن شئنا الدقة في التعبير .. وبمعنى آخر، فالقصة القصيرة تعتمد على كائنات محدودة، وقد تلغي أحداثا جانبية لتصعد من شأن الحدث الرئيس .. وهذا عكس الرواية التي تأخذنا إلى وجهات، وتضرب في أزمنة
وقد تتفاقم الفكرة عن أفكار تصب في نهاية الأمر في وعاء الرواية ..
الرواية عالم فضفاض، يقوم على تقنيات حديثة ربما تقتبسها من منجزات حديثة تساهم في خلق عمل روائي واعد، يعد ملحمة بعينها ..
الحديث ماتع، وأشكرك على السؤال