[من أحاديث العرب]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 11:44 م]ـ
عن الأصمعي قال: كنا عند الرشيد فقدمت إليه فالُوذَجة، فقال: يا أصمعيّ حدّثنا بحديث مُزَرِّد. فقلت: إن مُزَرِّدا أخا الشّماخ كان غلاما جَشِعا وكانت أمه تُؤثر عيالها بالطعام عليه وكان ذلك يُحْفظه، فخرجت أمه ذات يوم تزور بعض أهلها، فدخل مزرد الخيمة وعمد إلى صاعيْ دقيق وصاعٍ من تمر وصاعٍ من سمن فجمعه ثم جعل يأكله وهو يقول:
ولمّا غدت أمي تَمِير بناتها=أغرتُ على العِكْم الذي كان يُمنعُ
لَبكتُ بصاعيْ حنظة صاعَ عجوةٍ=إلى صاعِ سمنٍ فوقه يتريعُ
ودَبّلتُ أمثال الأثافي كأنها=رؤوس نِقَادٍ قُطِّعت يوم تُجمعُ
وقلتُ لبطني أبشر اليوم إنه=حِمَى أُمّنا مما تحوز وترفعُ
فإن كنتَ مصفورا فهذا دواؤه=وإن كنت غَرْثانا فذا يوم تشبعُ
فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهره، ثم قال: كلوا باسم الله، هذا يوم تشبع يا أصمعي.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 11:55 م]ـ
حدث سهل بن محمد عن الأصمعي قال: أخبرني شيخ من مَشْيَخَتِنَا ـ وربما قال هارون الأعور ـ أن قتيبة بن مسلم قال: أرسلني أبي إلى ضِرَاب بن القعقاع بن معبد بن زرارة فقال: قل له قد كان في قومك دماء وجراح، وقد أحبوا أن تحضر المسجد فيمن يحضر. قال: فأتيته فأبلغته فقال: يا جارية غدّيني فجاءت بأرغفة خُشْنٍ فثردتهن في مريس ثم برقتهن فأكل، قال قتيبة: فجعل شأنه يصغر في عيني ونفسي، ثم مسح يده وقال: الحمد لله، حنطة الأهواز وتمر الفرات وزيت الشأم ثم أخذ نعليه وارتدى، ثم انطلق معي وأتى المسجد الجامع فصلى ركعتين ثم احتبى، فما رأته حلقة إلا تقوضت إليه، فاجتمع الطالبون والمطلوبون فأكثروا الكلام، فقال:إلى ماذا صار أمرهم؟ قالوا: إلى كذا وكذا من إبل. قال: هي عليّ. ثم قام.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[06 - 11 - 2008, 11:38 ص]ـ
لك جزيل الشكر أخي الكريم ...
ـ[سمية ع]ــــــــ[06 - 11 - 2008, 05:53 م]ـ
رحم الله الأصمعي
وجزاك الله خيرا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 01:31 م]ـ
يحكى أن كسرى بن قباذ ملّك عمرو بن هند الحيرة وما يلي ملك فارس من أرض العرب، فكان شديد البطش، وكانت العرب تسميه "مُضَرّط الحجارة" فبلغ من ضبطه الناس وقهره لهم واقتداره في نفسه عليهم أن سنة اشتدت على الناس حتى بلغت بهم كل مبلغ من الجهد والشدة فعمد إلى كبش فسمنه حتى إذا امتلأ سمنا علّق في عنقه شفرة وزنادا ثم سرّحه في الناس لينظر هل يجترىء أحد على ذبحه، فلم يتعرض له أحد، حتى مر ببني يشكر فقال رجل منهم يقال له "علباء بن أرقم اليشكري" ما أراني إلا آخذ هذا الكبش فآكله، فلامه أصحابه، فأبى إلا ذبحه فذكروا ذلك لشيخ لهم فقال: إنك لا تعدم الضار، ولكن تعدم النافع فأرسلها مثلا، وقال قائل آخر منهم: إنك كائن كقُدار على إرم، فأرسلها مثلا، ولما كثرت اللائمة قال: فإني أذبحه ثم آتي الملك فواضع يدي في يده ومعترف له بذنبي، فإن عفا عني فهو أهل لذلك، وإن كانت منه عقوبة كانت بي دونكم فذبحه وأكله ثم أتى الملك عمرو بن هند فقال: أبيت اللعن، وأسعدك إلهك، يا خير الملوك إني أذنبت ذنبا عظيما إليك وعفوك أعظم منه قال: وما ذنبك؟ قال: إنك بلوتنا بكبش سرّحته ونحن مجهودون فأكلته قال: أو فعلت؟ قال: نعم قال: إذن أقتلك قال: مليك كل شيء حكمه فأرسلها مثلا ثم أنشده قصيدة في تلك الخطة، فخلى عنه، فجعلت العرب ذلك الكبش مثلا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 09:43 م]ـ
كان أسيد بن عنقاء من أكثر أهل زمانه وأشدهم عارضة ولسانا، فطال عمره، ونكبه دهره، واختلت حالته؛ فخرج عشية يتبقّل لأهله، فمر به عميلة الفزاري فسلم عليه وقال: يا عمّ، ما أصارك إلى ما أرى من حالك؟ فقال: بخلك مثلك بماله، وصوني وجهي عن مسألة الناس. فقال: والله لئن بقيت إلى غد لأغيرن ما أرى من حالك. فرجع ابن عنقاء إلى أهله فأخبرها بما قال له عميلة؛ فقالت: غرك كلام غلام جنح ليل؛ فكأنما ألقمت فاه حجرا فبات متململا بين رجاء ويأس، فلما كان السحر سمع رغاء الإبل، وثغاء الشاء، وصهيل الخيل، ولجب الأموال فقال: ما هذا؟
فقالوا: هذا عميلة ساق إليك ماله قال: فاستخرج ابن عنقاء ثم قسم ماله شطرين وساهمه عليه فأنشأ ابن عنقاء يقول:
رآني على ما بي عميلة فاشتكى=إلى ماله حالي أسر كما جهر
دعاني فآساني ولو ضنّ لم أَلُمْ=على حين لا بدو يرجّى ولا حضر
فقلت له خيرا وأثنيت فعله=وأوفاك ما أبليت من ذَمَّ أو شَكَر
ولما رأى المجد استعيرت ثيابه=تردّى رداء سابغ الذيل واتّزر
غلام رماه الله بالخير مقبلا=له سيمياء لا تشق على البصر
كأن الثريا عُلّقت فوق نحره=وفي أنفه الشّعرى وفي خده القمر
إذا قيلت العوراء أغضى كأنه=ذليل بلا ذل ولو شاء لانتصر
ـ[الباز]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 09:59 م]ـ
بارك الله فيك
نافذة مميزة و انتقاء ماتع
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 09:31 م]ـ
بارك الله فيك
نافذة مميزة و انتقاء ماتع
وفيك بارك الله أخي الكريم الباز.