تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[" القلب الهارب "*]

ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[04 - 09 - 2006, 04:41 م]ـ

[" القلب الهارب "*]

السهد يدغدغ جفني، أسترجيه أتوسل إليه أن يتركني وشأني، غير أنه يصر على معاكسة جفني الناعسين الواهنين، كل ذلك إلا لأنك خطرت ـ ياحبيبتي ـ لي البارحة،وأنا أجر بردتي على جسدي المنهك،وأنا أمني نفسي وأهدهد طوفان شوقي الجارف الذي غزا سواحلي منذ رحيلي عنك، أداعبه كطفل معاند،سيكون غدآ موعدك للقاء الحبيب، ستبرد حرارة غربتك غدآ، اخلد لنوم هنئ أيها القلب المفني عمره، سألته بشغف: لم أنت هكذا تحرق نفسك، وتقتات من صحتك لأجل عيون أولئك الذين تحبهم، اتكأ القلب على عصاته التي نخر فيها الزمن هي أيضآ، وقال لي في لهجة حكيم براه الزمان وعصره:لا تلوم،هل عشقت من قبل!!، أجبت في وجوم:لا، قال:إذن احمد الله إذ شفاك مما ابتلانا به، أشفقت على حال قلبي،تمنيت لو يكون منطقيا بعض الشيء، كي لا تنتهي صلاحيته، وتتبخر أيام عمره ....

اغمضت جفني لأغط في نوم عميق، لم أستفق من سكرته، إلا مع زغزغة الطيور، وإشراقات الصباح الباكر ة، تحسست قلبي لم أعد اسمع صوته ووجيبه، هل خرس للأبد،كم نصحته، لكنه أصر على دخول حلبة مصارعة، كانت خسارته فيها واضحه وجليه منذ البداية، طفرت من عيني دمعة إشفاقا عليه، وعلى تضحياته، وأسفاً على رحيل آخر قلبٍ من هذا الصنف الاستثنائي، سمعت صوته وهو يكحكح ويهرول، خرجت أتلمس مكانه، إنه بعيد، ركضت صوب الصوت، أركض وهو يتباعد، أخيراً:خفت الصوت رويداً، لحقت به في مخرج المدينة،سقط دون حراك،أخذته، مسحت على جبهته، سقيته، سألته وأنا أربت عليه، وأهدهد غلوائه، مالذي دفعك إلى هذا، أجابني وهو يلهث: لا أستطيع الأنتظار أكثر ...... آه ... آه .... لا أستطيع الانتظار.

عبدالوهاب بن حسن النجمي

سراة عبيدة 25ـ8 ـ 1426هـ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير