تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رباعيات ((بين شيخ وفتى))]

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 10:01 م]ـ

السلام عليكم

قال عمي الشيخ أبو حمد

ميلُ الشبابِ –قديماً! - كان يستره = عهدُ الجبيلِ فهل ميلانُ تُغري بي

لترسمُ الفرحَ من حُزني وتَلْفُظُهُ = وتكتبُ العشق من شعري وتمحو بي

هواكِ أرفعهُ والناسُ تشهدُ لي = فهل رَفَعْتِ الهوى إلا لتُلقي بي!

مكاتبٌ منكَ لو تأتي! فقلت لها =تشقى ومن ترِفٍ غضٍّ مكاتيبي

فأجبته

ميل الشباب قديما كان يطربه = عهد الجبيل , فحيا عهد تغريبي

سقيا لعهد قديم كنت أحسبه = موتي بغربة أيامي وتعذيبي

وقد رجعت إلى داري فأثقلني = وقع الزمان الذي يهنا بتأنيبي

لا الشيب يردعني لا الموت يرحمني = لا الدهر يسعى إلى سعدي وتطريبي

فقال

تركْتَني وبناتَ الشيبِ قائلةٌ = مذبذبٌ بين ترغيبٍ وترهيبِ

هلّا سألتِ خِمار العين هل وضعت = قبل الخمار بهِ سحراً لتصويبي

سحرٌ وطيبٌ بِرؤيا لو ألوذُ بها = وهل تُرى لذَّةٌ إلا بتجريبِ

فأعربَ الشيبُ أحلاماً وتعجمها = فبتُّ أندبُ تعجيمي و تعريبي

فقلت

هلا سألت مآقي العين كم ذرفت = لدى وداعي حبيبي, من شآبيب

وسل شياطين شعري , كيف أفحمها = وقع الفراق , وخانتني أساليبي

وقلبتني همومي في جحيم نوى = فهل سيرضيك يا حباه تقليبي؟

وهل سيرضيك أن يغتالني ألمي = وأستمر أنادي يوم تقريبي؟

فقال

فهل سألتَ جروحَ القلب كم نزفت =إذا أُهينَ حَبيب مثلُ محبوبي

أمِثلهُ بشرٌ -ناشدتني- صَبَر = َمحمَّدٌ، صبرُ يعقوبٍ بأيوبِ

درَّبتُ شعريَ أسباباً سكبتُ لها =دمعي فضاعَ وقبل الشعر تدريبي

قَلَبْتُ! ماهمَّني لومٌ ولا سَفَهٌ = لله أغضبُ، للهِ لتقليبي

فتأخرت عليه فقال

ألا ألومُ زمانَ الشهدِ أشربهُ = إذا انقضى وغدا ذو المُرِّ مشروبي

خَضْبُ البياضِ زماناً كان يُطربني = لكنه ببياضٍ ليسَ مخضوبِ

ما لي أسرُّ حديثي! هَل هُمُ جَهِلوا؟ = مُحَدَّثاتٌ بتوصيفي وتلقيبي

أمَا تَضَاحَكْنَ في سِرٍّ وَيَفْضَحَهُنْ = عِندَ اللقاء ضُحىً غَمْزُ الحَواجيبِ؟

ثم مازحته في رسالة فقال

ومازحٌ: تَرِبٌ عَمَّاهُ أدركهُ = فقلتُ يا ابن أخي لبيكَ! تدري بي

فقال لو كرَّت الأيامُ كرّتها! = فقلت هل قالها شِيْبٌ صواحيبي؟!

فقال هوّن عليّ، الشيبُ يلعبُ بي= لهُ عليَّ بمنسوبٍ ومحسوبِ

ليُضحِكُ الشيبَ أقوامٌ يقولُ لهم = وَمَنْ يُلاعِبُ بعضاً من ملاعيبي!

فقلت

أمازح القلب والأيام ما فتأت = تبدي لقلبي صنوفا من أعاجيب

أيعتلي الشيب رأسي والفؤاد فتى؟ = وأهيف الثغر يغريني ويغري بي؟

ما زلت أكتب شعرا كيف يهزمني؟ = شيبي! , سيهزمه شعري وتشبيبي

ما زلت أرسل قلبي نحو مصرعه = ما زال في العين دمع غير محجوب

فقال

بأهيف الثغرِ أغراك الهوى؟، عجبا =! ًمن الطِلابِ ولكن لسن مطلوبي

يا مازح القلبِ والأيامُ تندبه = ِكساعةٍ دمعها كُثر العقاريبِ

لم يعتلِ الشيبُ إلا قلب جالبهِ = أما الرؤوس فمجلوب بمجلوبِ

كذا الهموم فما ترضى لغالبها = بأن يُرى فيه إلا رأس مغلوبِ

وقد جمعت من رباعياتنا ما قرأتم وليعذرني عمي على قلة ذوقي وعدم الرجوع إليه , وكذا حذفي لـ 8 أبيات لأنها مختلفة عن البقية في القافية

وللرجوع إلى الموضوع الأصلي http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13974

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 05:40 ص]ـ

لله درك! وما أجمل وأحكم ما جادت به قريحتك.

إن كوني عضوا جديدا في المنتدى لم يتح لي، بعد، الاطلاع على إبداعاتك،

أرجو ان أفعل في القريب العاجل بإذن الله.

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 02:47 م]ـ

هناك سمات مشتركة في تلك الرباعيات منها أن قارئها يظن أنها لشاعر واحد، لأن إيقاعها، ولحنها الحزين، وألفاظها، وموضوعها، لا اختلاف بينها، مع أن المعارضات تظهر شاعرية كل شاعر على حدة، ولكن هنا ظهر أنكما متساويان في درجة الشاعرية تقريبا مع وجود بعض الفروق البسيطة في الصورة الشعرية، وعموما سلمت يمينك يا أبا خالد وأنت يا أبا حمد على هذا النفَس الجميل.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 08:17 م]ـ

لله درك! وما أجمل وأحكم ما جادت به قريحتك.

إن كوني عضوا جديدا في المنتدى لم يتح لي، بعد، الاطلاع على إبداعاتك،

أرجو ان أفعل في القريب العاجل بإذن الله.

السلام عليكم

أولا حياك الله بيننا

ثانيا الشعر ليس لي وحدي بل أن جله لأبي حمد وهو صاحب الفضل

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 08:23 م]ـ

هناك سمات مشتركة في تلك الرباعيات منها أن قارئها يظن أنها لشاعر واحد، لأن إيقاعها، ولحنها الحزين، وألفاظها، وموضوعها، لا اختلاف بينها، مع أن المعارضات تظهر شاعرية كل شاعر على حدة، ولكن هنا ظهر أنكما متساويان في درجة الشاعرية تقريبا مع وجود بعض الفروق البسيطة في الصورة الشعرية، وعموما سلمت يمينك يا أبا خالد وأنت يا أبا حمد على هذا النفَس الجميل.

السمات المشتركة ربما كانت بيني وبين أبي حمد , ربما نكسر القاعدة التي تقول

المعارضات تظهر شاعرية كل شاعر على حدة , وأما مساواتي لعمي في الشاعرية فهي مصدر فخر لي

أنا أقرأ مصدر الحزن في شعر أبي حمد وأعايشه , كما أنني أعرف كيف يكون شعوره وهو يكتب يمكنك أن ترجع السبب إلى قوله:= ((الأرواح جنود مجندة فما توافق منها ائتلف وما تناكر منها اختلف))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير