[(أحلام في جوف الهامور) *]
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 11 - 2006, 10:28 م]ـ
[(أحلام في جوف الهامور) *]
أوقف سيارته بجانب الشاطئ،تأملها، أحس بشبه بينه وبينها؛ كلاهما يقاوم ليعيش وسط مجتمع لايقبل إلا الجديد والفخم والذي يقطع مراحل الحياة بسرعة صاروخيه، ووثبات عاليه. كلاهما في طريق، يجتازه الأسرع والأقوى ...
رفع خصلات شعره المنسدلة على جبينه اعتلى مقدمتها، وصب في فنجانه شيئا من الشاي .... يحملق في البحر بسذاجة، كأنه أول مرة يراه ... يرغي ويزبد، وبعد هنيهة بدا مسالما ... البحر غدار، ومسالم، أيضا يشبهنا نحن البشر، يشبه سذاجتنا، تصفح صحيفته التي يتأبطها دائما، يقرأ فيها بتمحص؛ لعله حياته جحيما ... يعرف شيئا عن ذلك الهامور، الذي أحال حياته جحيماً .....
اقترب من الشاطئ، البحر هادئ يستحثه ليلقي همومه عليه، لعله يرحمه، ويشفق عليه، من أهله، من والده، الذي يمزقه يوميا كمنشار كهربائي ...
ثلاث سنوات مرت على توظفه، كلها ذهبت كدخان ... ذاب في الأفق ..
صوت أبيه، وصراخه عليه، مازال ينشر في مشاعره: "أموالك ياغبي أعطيتها الرجال " " أكلها الرجال ""طول وعرض ولا تملك ريالا ".
طفرت من عينه دمعةًٌٌ، سقتْ وجهه المقفر، الذي ذهب ماؤه من كثرة استدانته، وعدم قدرته على السداد ...
ماذنبي أنا؟! هل كنت أنا المخطئ؟ ...
أنا سلمت أموالي لصديقي، وعدني بأنها ستنجب كل شهر ... وسأسدد قرضي الذي اقترضته من البنك ... صديقي الطيب لم أدر أنه سمكة صغيرة ....
تجمع ما تجمع لتضعه في فم هامور كبير ...
ذهب كل شيء ... فقدت كل شيء ... حتى خطيبتي ملتْ ... ملَّ أهلها ... وأبي يريد مني (تحويشتي) ليزوجني بها ...
أخيرا: تزوجت، وأنجبت وأنا أنتظر " الهامور "، قالوا إنه سيعود
قريبا ...
*عبدالوهاب بن حسن النجمي
[email protected]
ـ[ايام العمر]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 12:07 م]ـ
قصة جميلة تصور احلام وسذاجة البسطاء
وليتهم يتعظون
بوركت اناملك
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 03:31 م]ـ
شكرا لمرورك الكريم أستاذتي الغالية، وسلمت أناملك التي لهجت بالثناء لعمل لا يستحق الثناء .....
تحياتي الحارة،،،،
ـ[شويعر مصرى]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 06:05 م]ـ
حقا أجبرتنى على العودة
قصص رائع ولدينا عودة إن شاء الله
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 02:13 ص]ـ
أستاذ أبا وائل
رائد النثر في الفصيح!:)
حياك الله
قصتك انعكاس لأحلام البسطاء -إن جازت التسمية- الذين غرتهم ابتسامة اللصوص، فراحوا ضحية سذاجتهم!
واقعية القصة وقربها من هذه الطبقة البائسة أكسب قصتك بُعدًا عاطفيا جماليا، غير أننا لا نستطيع غض الطرف عن النواحي الفنية.
أجزم أنك لو كنتَ رمزيا أكثر، أو حاولتَ أن تبني القصة -بواقعيتها- بناء مختلفا لكان لها شأن آخر.
ربما الرمزية لا تتناسب ومضمون القصة، لكن لي وقفات أخرى معها:
- استهلالك للقصة مشوّق جدًا، رجل عند الشاطئ يتأمل سيارته العتيقة!
إذن ثمة دواع مؤلمة وأحداث قاسية!
- رفع خصلات شعره المنسدلة على جبينه
وصف البطل بهذا لا يخدم إطلاقا مضمون القصة، بل على العكس فهو يوحي بغير ما يجب أن تكون عليه هيئة الشخصية ورسمها.
- تداعي الخواطر مثير، وتسلسل الأفكار رائع، غير أنك قتلت القصة وقتلتنا بهذه النهاية:
أخيرا: تزوجت، وأنجبت وأنا أنتظر " الهامور "، قالوا إنه سيعود
قريبا ...
وددتُ لو لم يستطع إكمال مشروعه، فهذا ما كان لابد أن يحدث، غير أنك زوّجتَه، بل وأنجب!
هذه وجهة نظر أستاذ عبدالوهاب، وتبقى صاحب قلم رفيع، يحتاج إلى شيء قليل من الصقل.
أحييك، وأحيي الأستاذ شويعر الذي أبهجتني عودته.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 09:26 م]ـ
أستاذ أبا وائل
رائد النثر في الفصيح!:)
بورك من قلم وضاء
ننتظر جديدك بشوق, فنرجو عدم تأخره
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 11 - 2006, 03:25 م]ـ
جزاك الله خيرا على نقداتك البناءة .... وأريد ان أبين لك أني لم أزوجه: المراد بذلك هي خطيبته التي تزوجت، ولم أسكن تاء التأنيث فالتبست في قراءتك بتاء الفاعل .... وأنا كما أقول دائما وأبدا طالب في محيط أدبكم ما فطمت بعد من نقدكم .... وانا أتقبل منك أستاذتي الغالية (معالي) لأني أرى في قلمك تفكيرا نقديا مبدعا ومحلقا واستبصارا للزوايا المظلمة من العمل الأدبي، لافرق بينه وبين أقلام النقاد الكبار .... (أرجو منك تصحيح ذلك في مشاركتي) تحياتي،،،
@الأخ ابوطارق: تحية مني إليك مضمخة بالفل والكادي، وثناء لا يضارعه إلا قدرك ومكانتك في نفسي .... فلك الود والتقدير ....