[ودفتر يومياتي ...]
ـ[بوحمد]ــــــــ[13 - 09 - 2006, 12:49 ص]ـ
ياليل الصبّ متى غده=أقيام الساعة موعدهُ؟ يالجمال صوتك الحالم يافيروز ... يالكلماتكَ الساحرة يا قيرواني ... يالفتنتك ياميلان ...
الجمال والسحر والفتنة يسوق حنيني قسرا إلى أرضٍ لكنها خالية من ذلك كلّه! ...
مرّ بي شهران كاملان في أرض عطر الخيال اللذيذ هذه ... لكن ... أشعر بنشازٍ في الإيقاع! ... حاولا شدّي، سحري، إلهائي ... لكن ... ودائماً .... يأتيهما جوابٌ واحد لم يفهماه ... ولم أفهمه ... "أرض الحنين صحراء! " ...
شرد الخيال من أرض الخيال ... حلّق بي في أجواء الصوت الفيروزي ... دغدغ إذني بعذوبة ... تنهدت فألقاني على أرضٍ ... عذوبتها صحراء ...
نقّل فؤادكَ حيث شئت من الهوى=مالحبّ إلا للحبيب الأول
سحر عيون كل فاتنات الكون يُبطله إيماني بعينيها ... كلما نظرت وكلما صدّت أتمثّل بابن الرومي ...
نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها=ثم انثنت عنه فكاد يهيمُ
ويلاهُ إن نظرت أو هي أدبرت=وقع السهام ونزعهن أليمُ
وكم منزل في الأرض يألفه الفتى=وحنينه أبداً لأول منزل
الله الله ... أبا تمام ... كم أشتاق لكِ يابصرتي ... يا أول حنيني ...
يابصرتي أين من شُطآن أيامي=يرسو حنيني على جنبيه آلامي
دربونةٌ طالما سكانها خطروا=وطالما داعبت عشّار أحلامي
كانت كتاب هوىً أما الصبا قلمي=فأين منّيَ قرطاسي وأقلامي
رحم الله شاعر العراق الشيخ محمد رضا الشيبي ... أحسبه قال فيّ وفيكِ ...
هُمَا وَطَنٌّ فَْردٌ وقد فَرقوهما=رمى الله بالتشتيت شمل المفرِّق
وغفر للرصافي .. فلم ير إلا مُرَّ ماءك بهواءك ...
اياك والبصرة المضنى توطنها=فلا تَمرَّنَّ بها غير مظطعنِ
لا يعجبك بالاشجار خضرتها=حُسنا فما هي الا خضرة الدمنِ
أتأذن لشيخٍ يا نزار ليقول لحنينه الأول ...
متى ستعرف كم أهواك ياأملاً=أبيع من أجله الدنيا وما فيها
لو تطلب البحر من عيني أسكبه=أو تطلب الشمس في كفيّك ألقيها
وأيقضني من لذة حُلمي حنيني لصحراء ...
ليدرك خيالكَ أبا تمّام خيالي ... حكمتك ناقصة ... حُلمي ناقص ... حُلميَ يحنُّ إلى مسقطُ رأسه بين النخيل والأنهار ... لكنه تائه ... يتوق لأرض لاماء فيها ولا أشجار ... أطرب لشقائي فيها ... بسود قوافيها ... ينقص حنينيَ حنين وحُلميَ حُلم ... لازال حلمي يحنُّ إلى مسقط رأسه وهو فيها!
وكم منزل في الأرض يألفه الفتى=وحنينه "أبداً" لأول منزل!
"أبدك" هذه حالت حنيني سراب ... لم لا أر في عينيك سوى عتاب؟ ... حائرٌ "بأبدك" أنا أبحث عن جواب! ... صرخ حلمي بي وبه ... "بصرتي هي حنيني الأولِ" ... مسقط رأسي ... فمالي وللصحراء ... ايقظت صرخته حلمه ليقول بانكسار ... "ماتحن له ليس بمسقط رأسك ... لكنه سيكون! " ... تلاشى خياله ببطء على صوت فيروز الحزين:
إني لأحنُّ إلى أرضٍ=والطينُ يحنُّ إلى الطينِ
ولأرض المولدِ والمقبر=ليحنُّ المرءُ، فعزيني
قد نعاني حلمي بدفتر يومياتي ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
بوحمد
ـ[بوحمد]ــــــــ[13 - 09 - 2006, 09:07 ص]ـ
وقد نظر مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله إن شاء الله- لهذا المعنى، ولكن من زاوية أخرى عنما قال:
ماأذن الناس لما أقاموا=صلاة الجنازة حين الوفاةِ
وأذن للطفل يوم الولادِ=فهذا الأذان لتلك الصلاة
ـ[حذيفة]ــــــــ[13 - 09 - 2006, 02:33 م]ـ
لا أفهم شيئا في النقد، و لست أدري إلى أي فن ينتمي نصك هذا يا أبا حمد، و لكنه ـ صدقني ـ رائع، ـ و ليس من طبعي أن أجامل ـ فيه انسيابية و عذوبة و نقاء و إيماء ...
و لولا أنني نبذت الغناء ظهريا لكنت غنيت مع فيروز:
أنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن
...
لم الله الشمل.
ـ[بوحمد]ــــــــ[13 - 09 - 2006, 02:54 م]ـ
مجرد يوميات بوحمد ...
العواطف غير قابلة للنقد ...
شكراُ حذيفة
شكراُ مبتدع اليوميات (أبو خالد)
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[13 - 09 - 2006, 10:16 م]ـ
ياليل الصب متى غده = أقيام الساعة موعده
رقد السمار وأرقه = أسف للبين يردده
كلف بغزال ذي هيف = قول الواشين يشرده
نصبت عيناي له شركا = في النوم فعز تصيده
أما زلت تطرب أيها المفتون؟ آه أبا حمد
أنت تهز رأسك طربا للشعر , فكيف جعلت جسدي يهتز كاملا للنثر
أعدتني لزمن كنت أمسك في لياليه .......... لأعزف ياليل الصب
جعلتني أرى كم أنا ضعيف , كم أنا طروب
كم أنا:
كلف بغزال ذي هيف = قول الواشين يشرده
كم أنا ناديت:
يا من جحدت عيناه دمي = وعلى خديه تورده
خداك قد اعترفا بدمي = فعلام عيونك تجحده
غفر الله لي ولك
مع محبتي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[بوحمد]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 12:54 ص]ـ
أللهم آمين ...
أما لاحظت أبا خالد ...
كل من نراه هائماً في الإبداع، يحمل على كتفيه حزن دفين لايعرف منبعه ... لكنه يسير على أمل أن يبتدع مصبّ له ...
حتى غَدوا كالحمام تنوحُ لتنشد بحزن -بدون سبب ظاهر-عن حزن!
يقول أبوكبير الهذلي:
ألا ياحمام الإيك إلفكَ حاضرٌ=وغصنكَ ميادٌ ففيمَ تنوحُ
¥