خَطَرَات عابرة ...
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 02:52 ص]ـ
:::
هذه أحدى قصائدي والتي أحبها و قد نحوت بها على سنَنَ أشعار المقدمين فهي للخاصّة من أهل اللغة و الأدب دون العامّة
و قد احببت شعر العرب و طرائقهم في السرد والأستدارة والإستطراد
فحاولت أن أتّبع نهجهم و أسلك طريقهم ..
لذا أرجوا أن تنال إعجابكم و لا حرمنا من نقدكم مع مروركم ..
و أعتذر عن الغرابة فيها .. و الإطالة ..
سَقَا ثريّاءَ وبل العارضِ الهَطِلِ
.... وإن يكن غضّ عنها ناظرُ الأمَلِ
سقيا وفاء محبٍّ قد أهاب به
.... منها شمائل لا تمحى من الطيَلِ
هاج الفؤادَ نسيمٌ من ذرى أجأ
.... في طيّه نشراتُ الأعصُرِ الأفُلِ
أجأ: أحد فرعي جبل طيئ "جبل شمّر حالياً " و هما جبلا أجأ و سلمى
أذرفت دمعي و قد أوّهت من ولَهٍ
.. لمثلها تذرفُ العينانِ بالرَجُلِ
و قد أمرُّ على مرعاكِ مختلساً
.. فما أرى فيه إلا لائحَ الطَلَلِ
أو إبل طائيّةٍ من عصبةٍ لكُمُ
... ترعى وقد أدهمَ المرعى من البَقَلِ
طئي: قبيلة معروفة منها قبيلة شمّر المعنية في هذا البيت
يأتمُّها حالكٌ في رأسِهِ عِظَمٌ
...... مثلُ السفينةِ من أيدٍ و من خَطَلِ
الحالك: الفحل السود - الخطل: الطول
تخشى بنو الحضريّاتِ إلْتفاتَتَهُ
.و هدرَ راعدةٍ من مدجنٍ سَبِلِ
كأنّه خاضبٌ يرعى بمُكْتَنَفٍ
.. لآلِ دوسرَ محمّيٍّ من النُصُلِ
الخاضب: النعام - دوسر: قبيلة معروفة
ولأحد أفرادها محميّةٌ في قطر فيها قطعانٌ من الوحوش البرية كالظباء و الغزلان والمها إلى جانب النعام وغيرها
قد أطبقَ الأمنُ من حولَيه مرتَعَهُ
......... حتى استحال من النعماء كالجمَلِ!
له فراخٌ عراةٌ ما يروّعها
... إرجافُ مهتَصِرٍ أو بغتُ مغتفِلِ!
أذاك .. أم .. راتعٌ بالقاع منفردٌ
...... عَبْلُ الشَوَى حائك الأصقاعِ بالنسَلِ
الراتع هنا: الثور الوحشي
ذو سَمْهَرِيَّين عَضْبٌ حدُّ واحِدِهِ
.... مستَحْضَرٌ حينَ تدنو ساعةُ الفِصَلِ
قد علّلَ الدهرُ منه خافقاً نَشطاً
به صباباتُ أشواقٍ و مختَبَلِ
ويسبقُ الطرفَ سمعٌ غيرُ مختَلِطٍ
.... إذا توجّسَ هجسَ القارِعِ الخَتِلِ
مُنَدّرٌ من قطيعٍ باءَ أكثَرُهُ
.. من هصر نابٍ ومن نصلٍ و من مَحَلِ
فلم تَفُتْ من رداها غيرُ باقيَةٍ
.. كشَيبَةٍ لَمَعَتْ في ظُلْمَةِ الخُصَلِ
قد استضافته من أينٍ و من رَهَبٍ
أرطاةٌ انتدبت من عِيصِهِ الأُوَلِ
الأرطاة: شجر معروف في البوادي تآوي إليه الابقار الوحشية - أين: أي من جهد و نصب وإعياء- العيص:الأصل
رأى مآثرََ ما أبقاهُ دابِرُهُ
فخطَّ في جِذْعِها للاحقِ القُبُلِ
قَدِ اقْشَعَرَّ قَرَاهُ من رذائذها
من كلّ غُصْنٍ حديث القَطْرِ مختَضِلِ
القرا: الظهر - مختضل: مبتل
و علّلته بليلٌ من شآميَةٍ
تُنَفّسُ الكَرْبَ عن ذي الغُمّة العَضِلِ
البليل:الريح الباردة
بها روائِحُ من أشذاءِ غانيةٍ
أسرت لِعاشقها في غفلة المُقَلِ
حتى إذا الصبح سامى من مشارقِهِ
...... و أنْزَعَ الليلَ ما ألقى على القُلَلِ
أضحى يُنَفِّضُ عن عِطْفَيه ما لَثَقَتْ
.......... به سرابيلُهُ وارمدَّ عن بَلَلِ
لثقت: تبللت - ارمدّ: عدا - السرابيل هنا ما عليه من شعر في جلده
حتى إذا اجتازَ ميلاً من مُعَرَّسِهِ
......... و غاب عن عينه ما انغلَّ في القَذَلِ
صكّت مسامعَهُ أجراسُ نابحَةٍ
..... لولا تمرُّسُهُ لاختلَّ من وَهَلِ
من دون أيمنه تشتدُّ مخلفَةً
...... عجاجةً كبديد العهن بالشَوَلِ
الشول: الإسراع
لَحِقْنَهُ قاب قوسٍ من قوائِمِهِ
.. و هُنَّ أضور من ذئبٍ على حَمَلِ
غُضفٌ نوابِحُ أضناها معلّمها
........ من بدو "همدان" شكْسٍ كيّسٍ نَضِلِ
ما إن ترقّبت الأرض انبطاحته
.......... إذ أسعد الله جدّ الأقرن الجزلِ
فحاف مُجتمعاً بالعزم , هاتِفُهُ
...... إن لم تناجزهمُ أردوك فاصطمِلِ
فاصطمل: فاثبت
فأوغل الروقَ في أحنائها نِضحا ً
.... رشاشها فهو في محمرّة الحُلَلِ
الروق: القرن
تعلو عقائرُها والريح سافيةٌ
... وربّها مُرجَأٌ والخطبُ ذو جلَلِ
حتى إذا انكشفت أسدالُ مأزِقِهِ
........ عن هامدٍ عَفِرٍ أو هاربٍ وَجِلِ
إهتزّ مفتخراً و انساب منطلِقاً
...... و غاب صائدُهُ عنه من الرَمَلِ
لو كان أدرك منه زُلْفةً لنحى
.... له بآلتِهِ الجونيّةِ النِحَلِ
المقصود بالآلة: بندقيّة الصيد سوداء الطرائق
لكن تولاّه جدٌّ غيرُ منعفرٍ
... إذا تَعفَّرَ جدُّ الأكلُبِ النُحلِ
كأنّه نيزكٌ في إثر مستَرِقٍ
......... يشتدُّ مشتعلاً في إثرِ مشتَعِلِ
ـ[الصراط]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 01:34 م]ـ
... ونضيف
للمعلقات السبع أو العشر على اختلاف الرواة
معلقة أخرى
هي معلقة (رؤبة بن الحجاج)
سَقَا ثريّاءَ وبل العارضِ الهَطِلِ
.... وإن يكن غضّ عنها ناظرُ الأمَلِ
دمت مبدعا
ولنا عودة أخرى ...
¥