[برقية عزاء إلى هارون الرفقيد]
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 12:44 ص]ـ
وحين يمر السحاب عليك
ويسخرُ منْك
سأمطرُ فوق ترابك
ثم ستدفعُ ضعف الخراجْ
وحين يجيءُ المساءُ
وينشرُ فوق العراقِ شراعاً كبيرا
وتمسي به باحثاً عن سراجْ
وتسألُ عن ذلك العرش
كيف تنازلَ
واستوطنتهُ النعاجْ
وتسألُ أين نداماي؟
أين ابنُ هانئ؟
يظهرُ من شاشةٍ تنثرُ العري
يقدح في العرِض
يلقى بذلك بعضُ الرواجْ
وتسأل
أين زبيدةُ
أمُّ الأمين؟
أين المقام الرفيع؟
تموتُ الحروفُ على شفتيها
ويُنزَعُ عنها الرداءُ الثمين
وتظهرُ لؤلؤةً مُطْفَأةْ
تلقاكَ
بينكما حاجزٌ لايلين
تغيرَ شكل الحبيبة
ماظل منها سوى شبحٍ لاامرأةْ
وحين تخطُّ يمينك ذاك الخطاب
نقفورُ ياحارسا لحقوق العباد
ياسيدي رحمة بي
فيأتي الجواب
عليه أوامرُ نقفور
ياسيدَّ العُرْبِ قم واصنع الشاي
فلستُ ألومك
لستُ ألوم الإباءَ الذي في عروقك حين تجمد
لستُ الذي يتساءلُ كيف جرى ماجرى
فخنجرنا كان أسرعَ من سيف نقفور نحوك
وكل الذين سينوون
أن يصبحوا ذات يوم كهارون
كل الذين سيأتون
لن يصنعوا شاي نقفور
ذلك فخرُ لهم إن تَأتَّى
سيرعون قطعان زوجة نقفور
سيرعون تلك الخنازير
تلك الكلاب الوضيعة
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 12:58 م]ـ
لا أدري ماذا أقول أستاذنا المبدع محمد؟!
حسبك أن دمعات ترقرقت من مقلتي وأنا أعيش أجواء هذا النص البديع!
أف لعيش الذل، أف لصُناع شاي نقفور، أف لنا نحن الذين ارتضينا الهوان!
لكنني أرجو ألا تتحقق نبوءتك فنرعى خنازير زوجة نقفور! (يا للسخرية المريرة!)
فأملي معقود بوعد الرحمن الذي لا يتخلف بأن هذه الأمة منصورة، فلا نبتئس.
نصّك أستاذنا محمد
موغل في الجمال، جاء بهيًا موجعا لاذعا!
رائع رائع رائع!
رائع من عنوانه اللاذع، الكتاب يُقرأ من عنوانه!
اختيار شخصية الرشيد دلالة على العزة، ثم الانطلاق منها لإثبات التحول الكبير من قمة المجد إلى حضيض الذل، كان اختيارًا موفقا بديعا.
والأجمل استحضارك لمقولته العظيمة، وقصته الشهيرة مع نقفور، ويا لروعة استحضارهما في سياق فني بديع كنصك!
وحين يمر السحاب عليك
ويسخرُ منْك
سأمطرُ فوق ترابك
ثم ستدفعُ ضعف الخراجْ
واو المطلع مما يستقبحه النقاد، غير أني من أنصار الرؤية القائلة بأن لها دلالات تخدم النص ورؤية المبدع، وأراها حققتْ ذلك هنا.
حينما يبتدئ المبدع نصه بالواو، فاعلم أن هنالك حديثا طويلا جرى قبلُ، وأن هذا طرف مما جرى، وعلى المتلقي أن يذهب به الخيال كل مذهب ليتصوّر ماهذا الذي جرى؟!
قلتَ أستاذ محمد: سأمطر، فهل كان المقصود (ستمطر)، أم أنه عدول مقصود؟!
وحين يجيءُ المساءُ
وينشرُ فوق العراقِ شراعاً كبيرا
وتمسي به باحثاً عن سراجْ
يا لجمال هذه الصورة!
شراع مسائي كبير، كبير بحيث إن المدلج يبحث عن سراج!!
يا لله!
وتسألُ أين نداماي؟
أين ابنُ هانئ؟
يظهرُ من شاشةٍ تنثرُ العري
يقدح في العرِض
يلقى بذلك بعضُ الرواجْ
أليست بعضَ -بالنصب لا الرفع-؟!
الجمال أستاذ محمد -كل الجمال- في هذين المقطعين:
(1)
وحين تخطُّ يمينك ذاك الخطاب
نقفورُ ياحارسا لحقوق العباد
ياسيدي رحمة بي
فيأتي الجواب
عليه أوامرُ نقفور
ياسيدَّ العُرْبِ قم واصنع الشاي
(2)
وكل الذين سينوون
أن يصبحوا ذات يوم كهارون
كل الذين سيأتون
لن يصنعوا شاي نقفور
ذلك فخرُ لهم إن تَأتَّى
سيرعون قطعان زوجة نقفور
سيرعون تلك الخنازير
تلك الكلاب الوضيعة
فقد أتقنتَ فيهما صنع السخرية اللاذعة، وأدخلت فينا الدهشة باحترافية مدهشة، وجعلتنا -والله- نخجل من أنفسنا!
أستاذ محمد
نص محمّل بالمرارة، وافيتنا به لنقف مع أنفسنا وقفة مواجهة للحقيقة، فنرى وجوهنا بلا زيف الأقنعة الكاذبة.
شكرًا أستاذ محمد؛ فقد صنعتَ الكثير، والباقي علينا!
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 12:56 ص]ـ
لا أدري ماذا أقول أستاذنا المبدع محمد؟!
حسبك أن دمعات ترقرقت من مقلتي وأنا أعيش أجواء هذا النص البديع!
أف لعيش الذل، أف لصُناع شاي نقفور، أف لنا نحن الذين ارتضينا الهوان!
لكنني أرجو ألا تتحقق نبوءتك فنرعى خنازير زوجة نقفور! (يا للسخرية المريرة!)
فأملي معقود بوعد الرحمن الذي لا يتخلف بأن هذه الأمة منصورة، فلا نبتئس.
¥