تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[.. وأتى العيد!!]

ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 06:58 م]ـ

... وأتى العيد!!

يأتي العيد، أحياناً، ولا نحس به، ويأتي أحيانا ونحن شاعرون به، وبجماله، وإشراقة شمسه على الكون، وتغريد عصافيره الشجي، ليس لشيء إلا تبعاً لأمزجتنا وحالاتنا النفسية،هل يوم العيد يوم استثنائي بالنسبة لنا أم هو يوم عادي له رسمياته وبروتكولاته التي نكبل بها أنفسنا؟؟ نعم، كلنا نتباعد في الإجابات ولكن الحقيقة القابعة في أغوار ذواتنا أن العيد يومٌ يتوقف فيه قطار الحياة اللاهث، والراكض إلى اللاشيء إلا للهم والماديات، يتوقف قطار الحياة لنراجع أنفسنا ونحاسبها في كل شيء، وأوضح ماتكون المحاسبة في شأنها الاجتماعي، في علاقاتنا بمحيطنا الاجتماعي، نتصالح مع اختلافاتنا معه في هذا اليوم، ونقارب وجهات نظرنا المشرقة والمغربة معه؛ أملا ً في أن نعيش يوماً استثنائي، بكل المقايس، نفتح مجالسنا، ونقدم أحلى حلوياتنا، ونثر قهوتنا على ضيوفنا، ونجبرهم على شربها، وابتسامتنا لا تفارق شفاهنا، نغريهم بالأحاديث البسيطة التي يجيدها كل فرد منا، لا نتقعر، كلمات مختصرة للتحايا والترحيب: كل عام وأنتم طيبون، عيد مبارك، بنت حلال، كلمات خفيفة عذبة رشيقة تتصدر معجمنا اللغوي، نحاول جاهدين أن تعبر وجوهنا أيضاً عن بشاشة العيد المفقودة .......

يأتي العيد، بعد أيام لاكتها الشهور في دورتها الدائبة، ليذكرنا من تخلف عن عيدنا بمحض إرادته أو من غاب من غير حول منه أو قوة، طحنته المقادير في دورتها العارمة .... في العيد نفتش عنه .... نتحسس مكانه في عيدنا الفارط، نطاردُ ابتساماته التي نثرها أمامنا، نحاولُ اصطيادها، تصدمُنا كهرباء الواقع، يهتز الوجدان وينتفض إثر الصعقة؛ كردة فعلٍ أكيدة تدمع العينان دموعاً تغسل شيئاً من صدأ ِ قلوبنا، المهترئة التي تنسى سريعاً .... ولتبردَ وميض النار الذي أحدثته هذه الذكرى .... نرحل بعيداً عن صخب العيد ومعمعته، لنمسح دموعنا، ونطبب جراحنا، ونعودُ مهرولين إلى ذات الصخب والمعمعة ....

يأتي العيد، ليذكرنا: ذلك التوجع الذي أطلقه المتنبي قديماً، في ذات غربةٍ نفسية ومكانية، أواره مافتىء مشتعلاً حتى الساعة:

عيدٌ بأية حال عدت ياعيد * بما مضى أم لأمر فيك تجديدُ

أما الأحبة فالبيداء دونهم * فليت دونك بيد دونها بيدُ

ونسائل سواكننا بخفوتٍ وذهولٍ متبلد: هل العيد هكذا من القديم؟؟!

يأتي العيد، ليذكرنا رغباتنا وأمنياتنا القديمة، هل حققناها ونحن كبار، وأعمارنا تركض أمامنا أم مازالت معلقة، وإذا تحققت هل لها نفس الطعم وذات النكهة العتيقة؟! نذكر حاجيات عيدنا التي لم تكتمل؛ لنفاخر بها الأقران ... نسمع صدى توسلاتنا للآباء طلباً لشراء هذا أو ذاك الذي لا يكتمل عيدنا إلا به ...

يأتي العيد، وينكأ جراحاً منسية، رمَّتْها السنون وإيقاع الزمن اللاهث وماء السلوان الذي ضمدناها به ...... كلُّ ذلك إلا أن العيد لذيذ ... لذيذ ... للغاية!!

* عيدية:

" جاء يوم العيد، يوم الخروج من الزمن، على زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم ....

يوم السلام، والبشر والضحك، والوفاء، والإخاء وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير " ((الرافعي: وحي القلم)) عبدالوهاب بن حسن النجمي 27/ 9/1426هـ

[email protected]

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 07:36 ص]ـ

نص متدفق بالحيوية والشعور الحزين بعيدٍ يأتي متكبدا بما لا يليق!!

أخي عبد الوهاب جميل هو النص الذي تتخمه سنوات الغربة والمرارة والإنكسار ليأتي متزامنا مع واقع غير لائق!!

واصل أخي، وغص في السرد حتى الثمالة!

ويا حبذا لو جاء نصك دون أن نزفه بلكنة كتلك

(بروتوكولات):)!!

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 03:35 ص]ـ

... وأتى العيد!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير