[مرثية شاعر العرب الأكبر .. الجواهري]
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 07:17 ص]ـ
طويتَ من الأعمار أثقلَها مَسْرى=فنلتَ من الآمال أرفعَها ذكرا
وكنتَ لساناً أخرسَ الدهرَ نُطْقُهُ=وأعيى بليغَ القولِ مُعجزُهُ سِحْرا
أضاء دجنَّ الليلِ طرسٌ نشرتَهُ=فللأرض شعرٌ والسماءُ لها الشِّعرى
على أنّ ما أمليتَ من وحيِ ملهَمِ=كفيلٌ بما خطَّ الخلودُ وما أطرى
ونحن على ما صُغْتَ من ذَوْبِ مُهْجَةٍ=عِيالٌ فكم أسديتَ من مِنَنٍ كبرى
سقيتَ فأسكرتَ الطّروسَ فأسكرتْ=نفوساً ترى في الخمرِ أثقلَها وِزْرا
تنفَّسُ عن همّ وعُسْرٍ وغربةٍ=وبؤسٍ وتشريدٍ شُغلتَ بها دهرا
وما كنت بالجافي إذا الوصلُ دونه=شِعابٌ تهابُ الجانُ مسلكَها الوعرا
خليلاكَ في سودِ الليالي وبيضِها=يراعٌ يُحيلُ الدّاجياتِ رؤىً زهرا
وطُرْسٌ يحارُ الفكرُ من بعضِ ما بهِ=حروفٌ متى ما شِئتَ تقذفُها جمرا
على كلّ مَشّاءٍ بما يُخْجِلُ الخُطى=زنيمٍ يرى عِهْرَ النِّجارِ له فخرا
تردّى ثياباً أحكم الظلمُ نسجَها=على هيكلٍ للسوءِ آيتُهُ الكبرى
ثيابٌ تُريك الشرَّ في شرِّ صورةٍ=وتكسو من الأدواءِ أفتكَها طُرّا
وإن شئتَ تُجريها مع الفجر نشوةً=نؤاسيّةً من كلّ فاتنةٍ أغرى
تُرينا ليالي شهرزادَ وما بها=من السّحرِ من ألفٍ مُعتَّقةً حمرا
تتيه على الإبداعِ في وصفِ عالمٍ=تغيب عن الأوهام رَوْعتُهُ الغرّا
بحيث عيونُ الشعر أروعُ فتنةً=من الأعين النجلاء ناعسةً سكرى
تبارك ذاك الطرسُ ما أكرمَ الذي=أفاض وما أجدى بمُجدبةٍ وَفْرا!
سئمتَ حياةَ الناسِ لا البرّ ترتجي=لديهم ولا للدهر تحملُهم ذُخْرا
وكنتَ على الحالين من غير صاحبٍ=سوى صاحبٍ يُبكيكَ من جَذَلٍ فخرا
وطفتَ بلادَ العُرْبِ لا أرضَ غاشمٍ=أقمتَ بها حتى هربتَ إلى أخرى
بلادٌ تفيض الخيرَ في كل وُجهةٍ=على أن أهليها قد افتقدوا الخيرا
يرودون أصقاعاً وهم موئلُ الغنى=ويرجون أنواءً وهم ملكوا البحرا
قصارى أمانيهم فراقٌ وغربةٌ=وعيشٌ يُريكَ الموتَ أمنيةً كبرى
وكنتَ نديمَ الشامِ والشعرُ خمرةٌ=بكأس القوافي الغرِّ تُطربُها سُكْرا
فما الشامُ في عينيكَ إلا صبابةٌ=وآهاتُ مشتاقٍ تؤرّقُهُ الذكرى
وما الشامُ في عينيكَ إلا كرائمٌ=تفيضُ على اللاجين من كرمٍ بحرا
شأت فاستظلّ الدهرُ في ظلّ عطفها=فكم برأتْ جُرحاً وكم كشفتْ ضُرّا
فيا جيرةً في الشام سَقْياً لأرضكم=وَرَعْياً لمن غنّى لمشرقها عمرا
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 03:18 م]ـ
قصيدة راءعة بمعنى الكلمة!!
ولكن!
حسب علمي!!
فالجواهري هو شاعر العراق الاكبر
وصفي الدين الحلي هو شاعر العرب الاكبر
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 03:39 م]ـ
الأخ الفاضل شاكر
مرورك روح وريحان
وكون الجواهري شاعر العرب الأكبر فهذا هو المشهور
وشاعر العراق الأكبر لقبٌ منح للشاعر الكبير السيّاب
وأما الصفي الحلي فإنه توفي قبل زمن منح الألقاب وتوزيع الأوسمة:)
لك حبي وتقديري
ـ[نور صبري]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 04:58 م]ـ
قصيدة رائعة ...
لكن لِمَن؟
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 09:07 م]ـ
للمشنوق أعلاه:)
أتمنى لها نيل الرضا على علاتها أختي نور
دمتِ للصالحات
ـ[نور صبري]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 09:44 م]ـ
للمشنوق أعلاه:)
مشكور أخي ....
لكني قرأتها من قبل للشاعر عادل الكاظمي أم أنا متوهمة؟؟؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 09:53 م]ـ
إن لم تكن لابن الفراتين فلمن:)
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 12:06 ص]ـ
لا شك في أن المرحوم الجواهري كان أكبر شعراء العربية سنا لأنه عمّر أكثر من أي منهم فيما يبدو!
أما الألقاب، فهذه مصيبة العرب ولا أدري متى نتخلص منها! فمن أمير شعراء إلى شاعر أكبر إلى أمير بيان إلى سلطان كلام الخ! رفقا بأنفسكم، وبنا!
كان الجواهري شاعرا كبيرا مجيدا وفقا للمدرسة التقليدية للشعر! فلم النفخ؟!
ثم إني استغرب كيف يكون السياب شاعر العراق الأكبر والجواهري شاعر العرب الأكبر وهو عراقي وشعره أجمل من شعر السياب!
والسلام عليكم.
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 01:44 ص]ـ
الفاضلة نور المحترمة
لهذه القصيدة من النظائر كثير
شكراً على المرور الكريم
ودمتِ للصالحات
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 01:47 ص]ـ
أستاذي الكريم
أحسّ أن القصيدة أعجيتكم
ابتسامتكم تدخل السرور على قلوب المحبين
سلمتَ يا أبا طارق الحبيب
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 02:31 ص]ـ
لا شك في أن المرحوم الجواهري كان أكبر شعراء العربية سنا لأنه عمّر أكثر من أي منهم فيما يبدو!
أما الألقاب، فهذه مصيبة العرب ولا أدري متى نتخلص منها! فمن أمير شعراء إلى شاعر أكبر إلى أمير بيان إلى سلطان كلام الخ! رفقا بأنفسكم، وبنا!
كان الجواهري شاعرا كبيرا مجيدا وفقا للمدرسة التقليدية للشعر! فلم النفخ؟!
ثم إني استغرب كيف يكون السياب شاعر العراق الأكبر والجواهري شاعر العرب الأكبر وهو عراقي وشعره أجمل من شعر السياب!
والسلام عليكم.
أخي الفاضل عبد الرحمن الموقّر
شكراً لجنابك الكريم على قراءة ما توهّمتُ به أنه من الشعر
وأنا لست ممن يمنح الألقاب لهذا أو لذاك حتى تجبهني بهذا الرد
رفقاً رفقاً بي أخي الكريم في عبارة: فلم النفخ؟!
لأنها غير فصيحة أو ربما جارحة عند بعض الناس
وذكرتَ أن الجواهري أكبر الشعراء سناً فهذا ما استغربت له لأن عمر الشاعر لا علاقة له بما يمنح من ألقاب.
وقولك: ثم إني استغرب كيف يكون السياب شاعر العراق الأكبر والجواهري شاعر العرب الأكبر وهو عراقي وشعره أجمل من شعر السياب!
أقول: هل في القضية من جمع للنقيضين؟.
واحد شاعر العرب والآخر شاعر العراق .. فما المشكلة؟.
أخي الفاضل: لقد تفرّس الفاضلان الجهالين وأبو خالد فيَّ بأني شاعر بالرغم من عدم مشاركتي بقصيدة يوماً ما فأحببت هنا أن أريهما بعض ما كنت أحسبه شعراً ولكني تأكدت من رداءة ما أكتب بدليل عدم الاشارة إليه وأنتم من الأدباء الذين أعتز بهم فلقد محّضتني النصح فدمتَ للصالحات
وتقبل تحية أخيك
¥