تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كعبة ُ وحي الحبّ!!!

ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[09 - 09 - 2006, 09:12 م]ـ

كعبة وحي الحب

يا أيّها العاشقُ المفتون بالسُمُر ِ = حان الوصالُ فهذي ساعة ُ السحَر ِ

مضى من الليل ثلثاهُ وآخرهُ = وشالة ٌمن دلاء الصبح في خطر ِ

فاغنمْ- وقيتَ- بقايا ظلمة ٍ سترتْ = في جوفها عاشقاً بالوصْل ذا غرر ِ

وزرْ فتاة ً سبتك اليومَ أعينُها = بيضاءَ عذراءَ هيفاءً من الخصُر ِ

تكاد من رقّةٍ تدمى وتقرحُ إنْ = مرّت على جلدها أنامل البشر ِ

ولم تلامسْ رقيق الجلد ثَمّ يدٌ = إلا يداها كلمس العقد من دُرر ِ

وما ثيابٌ سوى من سندس ٍ لبست = وليس إلا من الديباج من سُرر ِ

عساك تُسقى بريق ٍ بارد ٍ عذب ٍ = كالخمر فيه شفاءُ النفس من وضَر ِ

أو أنْ تبيت قرير العين مفترشاً = صدراً كجنّةِ عدن ٍ ناضجَ الثمر ِ

فما السعادةُ في الدنيا سوى وطر ٍ = تقضيه في صحوة ٍ لا حالم ِ الوطر ِ

وحقّ عينيك أنْ يملي نوظرها = وجه الحبيب وقد أذوت من السهر ِ

أدري بأنّك أرداك الهوى فَرطاً = إنّ الهوى فاتكٌ كالضيغم الأشر ِ

لكنّها عادة العشّاق إذ ْ سبقوا = قضوا قرابينَ عشق ٍ للهوى العذ َري

إنّ النساء ليقتلن الرجالَ هوى = وهنّ فينا كيانُ الضعف والخوَر ِ

كالورد يسبي عقولَ الناس ضائعهُ = ويأسرُ البطلَ الجبّار في خدر ِ

ولا يلام أمرؤٌ إنْ شمّ زاكية ً = من الورود و فوّاحاً من الزهر ِ

ولا أُ لام إذا أبغضتُ معتكراً = من الظلام لأنّي عاشق القمر ِ

دعوا الملامَ فلو تدرون ما قدري = عذرتموني وقبّلتم يدَ القدر ِ

أهدت اليّ ملاكاً من خرائدها = بالحسن متّشحاً في أروع الصُور ِ

إذا أردتُ لهُ وصفاً أقول هو = المرسوم في خطرات السمع والبصر ِ

جاءت إليّ وقد زانت لمشْيتها = وخطوها خُيلاء الكِبْر والكِبَر ِ

قالت وقد ذاب قلبي إذْ تحدّثني: = أفي الفؤاد أنا أم كنت في النظر ِ

فقلتُ: يا ويح قلبي لو سكنتِ بهِ = يرضى بأنْ يسكنَ المحبوبُ في سقر ِ

بلْ أنت في ناظريّ الماطرين لكي = أسقيك دوماً نثيث المسكِ في مطري

تبسّمت عن جمان ٍ زان مبسمها = واحمرّت الوجنات البيض من خفَرِ

وأسبلت كفّها من فوق جبهتها = فراقَ لي ما أرى من منظر ٍ نضر ِ

تقول: مهلا ً أفي عينيك تجعلني = وتزعمُ القلبَ جمراً لاهبَ الشرر ِ

أتعلمُ القلبُ لا ينفكّ ذو نبض ٍ = والعين تغمضُ أحياناً عن النظر ِ

والعين تعمى ويخفى نورها فإذاً = تشينُ صاحبَها في حالة العور ِ

والقلب يبقى خميلا ً ناضراً خضلا ً = يجفّ كلّ نضار الجسم وهْو طري

يردّدُ اسْمَ الذي يهواهُ أُغنية ً = يشدو بها شدْو أنغام ٍ على وتر ِ

لذاك من وإلى القلب الهوى سبباً = إنّ الكريمَ كريمُ الورد والصَدَر ِ

قلتُ: اعذريني فقد طاشَ الخيال ومن = يبصرْ جمالك يهجرْ ثاقبَ الفكر ِ

أنت الحياة فإنْ ما نمتُ في حلمي = وأنت في صحوتي في مبتدا خبري

وأنت كعبةُ وحي الحبّ أقصدها = في كلّ حين ٍ فمن حجّ ٍ لمُعْتَمَر ِ

وغايتي العفوُ عن قلبي الجريح فمِن = دم ٍ ولحم ٍ وليس القلبُ من حجر ِ

الاربعاء

18/ 2 /2004 م

ـ[صابر ربحي راشد ابو سنينة]ــــــــ[10 - 09 - 2006, 02:10 م]ـ

رائعة بل وأكثر من ذلك

واسمحل لي بالإستمتاع بها من جديد

إن سمحت لي والأمر لك نظرة الى البيت:

وغايتي العفوُ عن قلبي الجريح فمِن=دم ٍ ولحم ٍ وليس القلبُ من حجر

ماذا لو قلت:

وغايتي العفوُ عن قلبي الجريح فمِن=دم ٍ ولحم ٍ فؤادي ليس من حجر

فقد طاوعتك القافية في جميع الأبيات فانسابت كالشلال الهادر ورأيت في البيت كما اقترحته اكثر انسيابية والأمر لك0

ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 09 - 2006, 05:22 م]ـ

كلمات تنبئ ملكة صاحبها , كلمات جميلة وجريئة بجرأة ابن أبي ربيعة ونزار.

ومشاعر جياشة جعلت صاحبها لا يأبه إن رمي في الجحيم الدائم وقد نال من النعيم الزائل. ولو أعدت النظر في بعضها أو نبذتها عن رائعتك لسمَت.

دمت بود

ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[12 - 09 - 2006, 10:05 م]ـ

الاخ صابر ابو سنينة:

شكراً على مرورك الرائع ولفتتك الاروع

واشكر لك حرصك على القصيدة واهتمامك

بانسيابيتها وجمالها

الاخ ابو طارق:

القصيدة من الغزل العفيف العذري

وليس من الغزل الماجن الذي يكتبه عمر ابن ابي ربيعة

ونزار قباني وانا _ والحمد لله _ لا أقتدي بهما في الغزل

وانما اذهب مذهب العروتين والاحنف والحبوبي

وانا يا سيدي اأبه للنار واحترز منها واتوقاها بهدى الله _عز وجل _

وليس في القصيدة ما يوجب الجحيم الدائم _وذلك الشرك فقط حسب علمي _

شكراً جزيلاً لمرورك وتعليقك

ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 09 - 2006, 10:19 م]ـ

الأستاذ المبدع شاكر: شكر الله لك

أولاً: تقبل تحيات معجب بشعرك وشاعريتك المتدفقة.

ثانياً: أما عن الغزل العفيف , فهذا أمر لا أتكلم فيه لأنه نقل هنا مرة رأي العلماء فيه, وتلقوه بالإباحة. وإنما كان تعليقي على بعض الألفاظ فقط.

ثالثاً: بالنسبة لتعليقي الثاني لم يكن لكلمة شرك رأيتها في نصكم كلا والله , وأنا أعلم أنكم تنأون بأنفسكم عن مثل هذه المزالق. وإنما للفظة فهمتها خلاف ما وضعت له. فقد فهمتها المحب بدل المحبوب , والنار الجحيم بدل من حرارة القلب ولواعجه. وإن كان في تشبيهه بهذه الصورة فيه من التكلف ما فيه.

رابعاً: هذه المرة الثالثة التي أخطئ فيها في حقك. وعلي الاعتذار ولك القبول إن رضيت. ولعلي أبعد نفسي عن التعليق , هنا لأني في كثير من الأحيان أفهم النصوص على غير مدلولها. وتلك رزية.

الأستاذ القدير شاكر: هذه القصيدة هي بحق أفضل ما قرأت لكم. فبورك قريضكم.

وأعتذر مرة أخرى وأنت للقبول أهل. ودمت بخير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير