من قصائدي: فرضٌ محبةُ خيرِ الخلق.
ـ[أبو الواثق]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 02:04 م]ـ
مدحي رسولَ الهدى فجرٌ إذا انبثقا= وذكرهُ نرجسٌ يَسْبي إذا عَبَقا
يجلو ظلام الدُّنى مدحُ الحبيب وإن =مسَّ الصحاري فدوحُ البيد قد بسقا
فَرضٌ محبةُ خيرِ الخلق فارتشفوا =من هَدْيِهِ اللّينَ والإحسانَ والرَّفَقا
المصطفى كوثرٌ تهفو الأنامُ له =المصطفى رحمة من عاشها عَشِقا
يا مادح المصطفى أبشرْ برفقته =في جنة الخلد، جزتَ الْهَمَّ والأرقا
ألهبْ بمدحك للهادي مشاعرنا =وبُثَّ في روحنا الأنوار والغبقا
بالغ – فديتكَ – في مدح الحبيب – تَفُزْ= فمدحه يُبْعِدُ الأسقامَ والرّهَقا
حسّانُ، كعبٌ، وعبدُ الله، شرّفهم =مدح النبيّ، فهاتِ الْحِبْر والورقا
نَصّعْ صحيفة أعمالٍ إذا نُشِرت =يوم القيامة، فأْمَنْ لن ترى فَرَقا
يا مصطفى بي من الأشواق لو طلعت= على ليال لزال الليل وانمحقا
يا مصطفى أنت غيث الناس قاطبة =والروحُ أنت وقلبي فيك قد خفقا
لا أرتجي شافعاً إلاكَ يا سندي= فخُصَّني بالرضا واجنُبنيَ القلقا
يجسّدونك في رسم وفي صورٍ= شُلّت يمينُ الذي بالزَّيْفِ قد نطقا
إنّ الأباطيلَ قد ماجت مزمجرةً =توزِّع الشرَّ بين الناس والقلقا
الحقدُ يملأُ دُنْياهمْ لِذا سَخِروا = من الحبيب فيا ويل الذي نَعَقا
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 03:24 م]ـ
بوركت أبا الواثق
ورزقنا الله حب نبيه وقربه يوم يقوم الأشهاد
قولك:
والرَّفَقا
لعلك فتحت الفاء هنا لغرض استقامة الوزن. ولا أخفيك أمراً فلم أستسغ الفتح هنا ولأهل العروض واللغة كلمتهم
أما قولك:
يا مادح المصطفى أبشرْ برفقته =في جنة الخلد، جزتَ الْهَمَّ والأرقا
ألهبْ بمدحك للهادي مشاعرنا =وبُثَّ في روحنا الأنوار والغبقا
بالغ – فديتكَ – في مدح الحبيب – تَفُزْ= فمدحه يُبْعِدُ الأسقامَ والرّهَقا
فكم من مادح للنبي - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - أصابه من الزيغ والضلال ما أصابه جراء بدعه وخزعبلاته. فالعبرة ليست بمدحه وإنما باتباعه
أما قولك:
حسّانُ، كعبٌ، وعبدُ الله، شرّفهم
مدح النبيّ، فهاتِ الْحِبْر والورقا
فوالله ما شرفهم مدحه بل شرفهم اتباعه واقتدائهم به رضوان الله عليهم
بوركت أبا الواثق كلماتك رائعة وعباراتك راقية , وإن كانت بها نزعة من نزعات الصوفية الغالية
دمت موفقاً
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 09:12 م]ـ
قصيدة جميلة كتب الله لك ثوابها في صحيفة أعمالك
ورد في البيت الثاني: ... دوح البيد ...
للأسف لم أجد لهذا التركيب تصوراً ذهنياً فإما دوح بلا بيد وإما بيد بلا دوح
وما يتعلق بالبيت:
بالغ – فديتكَ – في مدح الحبيب – تَفُزْ
فمدحه يُبْعِدُ الأسقامَ والرّهَقا
فأرى كلمة بالغَ تساوق كلمة غالى من المغالاة وهذا ممتنع
فلو قلتَ: بلّغ أو غير ذلك لدفع عن البيت تهمة المبالغة أو الغلو: D .
والبيت:
يا مصطفى بي من الأشواق لو طلعت
على ليال لزال الليل وانمحقا
فلو قلتَ: الليالي بدلاً من: ليالٍ لكان أبلغ لأن ليال بالجمع والتنكير غالباً
ما تجيء على القلة وقرينة الليل بقولك: لزال الليل تؤكد مجيء القلة.
وأما كلمة الرفق التي نوّه بها استاذي الفاضل أبو طارق فلا أرى فيها ما لا يُستساغ
فاستعمالها مطرد في شعر العرب وإنها من الضرائر كما لا يخفى.
والبيت:
يا مادح المصطفى أبشرْ برفقته
في جنة الخلد، جزتَ الْهَمَّ والأرقا
فأرى أنك لا تقصد أي مادح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما تقصد
من مدحه عن حب صادق وهو يقتضي ضرورة الاتباع لقول ينسب إلى أحد الصحابة المنتجبين رضي الله عنهم:
تعصي الإله وأنت تظهر حبّه ... هذا لعمرك في الفعال بديع
لو کان حبك صادقاً لاطعته ... إن المحبّ لمن أحبّ مطيع
وبوركتَ وبوركتْ قصيدتكم الغراء أخي أبا الواثق المحترم.
تحياتي
ـ[أبو الواثق]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 12:20 م]ـ
أبا طارق الحبيب .. تحية طيبة .. وبعد ..
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك ..
اللهم ارزقنا محبة وشفاعة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم لا شفيع غيره ..
أخي الفاضل ..
أشكر اهتمامك ومتابعتك، وهذا يدخل السرور إلى قلبي.
واستكمالاً لما جاء به الأخ الفاضل ابن الفراتين – وما أحسن ما جاء به - أقول:
1 - (من هَدْيِهِ اللّينَ والإحسانَ والرَّفَقا)
الرفق: هو لين الجانب وحسن الصنيع.
الرفَق: وأؤكد على الفتح، لذلك يقال ماء رفق، ومرتع رفق: أي سهل المطلب. وحاجة رفق البغية: أي سهلة. وليتك عدت إلى معاجم اللغة.
2 - حينما تمدح المالكين والسلاطين والحكام والآخرين، لعله يصيبك زيغ وضلال، أما أن تمدح سيد الخلق، فهذه – والله – قربى ما بعدها قربى ..
أخي الحبيب .. قولك: العبرة ليست بمدحه ... بصراحة: هذه جرأة .. لا أجرؤ على قولها.
وإني لأقول: بل العبرة في مدحه واتباعه معاً، وهل يمدح الحبيب إلا محب؟
ربما تمدح سلطاناً تؤمل عطاءه، أما المصطفى – صلوات ربي وسلاماته عليه – فهل نؤمل إلا مرافقته في عليين وشفاعته عند رب العالمين؟!
3 - في قصيدتي نزعة من نزعات الصوفية الغالية!!
لا أدري ماذا عنيتَ بالغالية؟ فكلمة: غالية: تعني ثمينة والغالي خلاف الرخيص. والغالية: أخلاط من الطيب كالمسك والعنبر (المعجم الوسيط).
أما إن كنت تعني: الغلو، فالأصوب قولنا: الصوفية المغالية (المجاوزة للحد لدرجة الإفراط).
والحق أقول: إنّ عند بعض المتصوفة غلو وجهل، كما أن عند مخالفيهم تطرف وغلو أيضاً، ولكن باتجاه الضد ..
أسال الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه.
4 - ملاحظة أخيرة: (فوالله ما شرفهم مدحه بل شرفهم اتباعه واقتدائهم به رضوان الله عليهم)
- لمَ كتبتَ الهمزة على نبرة في كلمة (اقتدائهم) افدنا حفظك الله .. إنني أراها على غير ذلك، فما رأيك؟
أبا طارق الحبيب .. شكراً لمرورك على قصيدتي وتعقيبك وإثارتك للموضوع، فبالحوار تتحقق الفائدة .. وقد أعجبني اهتمامك وتفهمك وفهمك للشعر واللغة وقواعدها والعروض وأبحرها ..
آمل أن اراك دائماً، والعذر إن أطلتُ أو أسأت.
¥