[طرائف شعراء الفصيح]
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[26 - 10 - 2006, 03:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من قبيل كسر الملل، تولدت لدي فكرة هي أن يروي أعضاء المنتدى من الشعراء أطرف ما مر معهم من مواقف، بشرط أن تكون نتيجة الموقف قصيدة أو أبياتا من الشعر قالها الشاعر، بمعنى أن يقص لنا الشاعر قصته ومن ثم يدرج الأبيات التي قالها بمناسبة تلك القصة، خاصة وأن الشعراء يمرون بكثير من المواقف الطريفة، ويصورونها وفق رؤيتهم التي تختلف عن رؤية باقي الناس، وأقترح أن تكون هذه الصفحة مخصصة لهذا الموضوع، إذ ربما يأتي يوم نؤلف فيه كتابا عن طرائف الشعراء المعاصرين.
أرجو أن تنال الفكرة استحسان الجميع.
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 03:12 ص]ـ
أخي شاعر مرحبا بك من جديد
سأكون إن شاء الله أول المشاركين, وذلك بأبيات نظمتها في القيظ
وكانت حرارته لاتطاق وطال مكوثه بيننا كعادته السنوية ,وكأنه
ضيف ثقيل الظل أتطلع رحيله بأسرع وقت فنظمت هذه الأبيات
أرجو أن تحوز على رضاكم أقول فيها:
ضيف إذانزلت به ركب الشهو= ر بأرضنا عمّ البلاء بلادي
وتفطرت كبد السماء فأوقدت =شمس بها نار القرى بفؤادي
ومضى الهتون وقد تناثر دمعه = متفرقا في السفح أوفي الوادي
وطغى النهار على الدجى فأزاحه = عنتا فضاقت خلوة العباد
والورد أذبله المحول فلم يطق = فاربدّأحمر وجهه بسواد
وتجردت تلك السهول فأبدلت= أثواب زينتها بثوب حداد
وكأن نارجهنم قد أنزلت = في أرضنا من فوق سبع شداد
إني لأرجو أن ينيخ رحاله = في موطن الغّباط والحسّاد
لرثى العدى حالي وصاروا أخوة = ولبدلوا أحقادهم بودادي
أبوالأسود
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت وأجدت، أخي أبا الأسود لافضض الله فاك.
نرجو المزيد من الإخوة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 06:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت أبا الأسود. والشكر للأستاذ شاعر
ونترقب أرباب القوافي ليجودوا علينا بجميل قولهم
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 02:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل، وفكرة لطيفة!:)
أرجو وآمل أن تجد التفاعل من أحبتنا شعراء الفصيح.
منتظرون بشوق.
ـ[ابن الفراتين]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 05:04 م]ـ
وأما أنا يا أستاذي أبا الاسود
فقد أقول البيت أو البيتين وكان لي صديق أخلصته الودّ وبذلت في خدمته الجهد
فما جازاني إلا بالصد وكان ممن إذا احسنت إليه تمرّد
ولم يكتف بما تفضل عليّ بكشفه خبث النقيبة حتى جعلني عِرضي عُرضة لكل ريبة وأكل لحمي بالنميمة والغيبة
وما كان خليقاً بالعتب لأعاتبه ولا جديراً بالهجاء لأغاضبه
وقد تريني الغربة من أمثاله الكثير.
فقلت في نفسي:
ومن خبثت سريرته وطاشت = على جهل فقد غالى عتوّا
تخدتكَ صاحباً ففريتَ لحمي = فكيف لو اتخذتكَ لي عدوا؟
ودمتم
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 06:22 م]ـ
قبل 15 عاما تقريبا، تعرفت إلى أحد الموظفين عندنا، وكان يعلم أنني أكتب الشعر، ومن باب التشجيع، عرفني إلى مديره الذي كان يكتب الشعر هو الآخر، فصرت أعرض عليه (محاولاتي) وكان يشجعني، وفي أحد الأيام كنت جالسا عند صديقي الموظف في دائرته، مع بعض الأصدقاء، وأثناء الحديث، حصلت مفاجأة أذهلتنا جميعا، وخصوصا أنا.
فبدون مقدمات دخل علينا المدير حانقا غاضبا وطردنا جميعا من الدائرة، دون أن نعلم السبب، وكان موقفه ذاك صدمة لي.
ولأنني كنت في سن المراهقة وتجربتي في الحياة ضئيلة فقد تملكني الحماس والغضب معا، ورحت افكر بطريقة أنتقم فيها من المدير الذي جرح كرامتي، وبعد تفكير عميق قررت أن أهجوه، وهذا ما حصل.
ولكن بعد أن أكملت كتابة القصيدة -التي لم تستغرق معي سوى ربع ساعة- فطنت إلى أمر لم يكن في الحسبان، وهو الطريقة التي سأوصل القصيدة بها، إذ لا يعقل أن أعطيها له باليد- مع أنني كنت أتمنى ذلك كي أرى ملامح وجهه وهو يقرؤها- ولكن تفكيري هداني إلى عرض الموضوع على صديقي الموظف الذي غمره الفرح عندما علم بما فعلت- وكانت هذه مفاجأة أخرى لي- إذ تطوع بإيصال القصيدة، وهنا بدأت المغامرة.
في صبيحة اليوم التالي حضر المدير إلى مكتبه كالمعتاد، وجلس على كرسيه والتفاؤل يملأ وجهه- فالمسكين لم يكن يعرف ما تخبئه له الأقدار- وبعد أن احتسى فنجان قهوته، وتصفح الصحف، جاء دور العمل الذي افتتحه باستعراض بريده اليومي، الذي كانت قصيدتي فاتحته، وذلك لأن صديقي نجح بوضعها في بريده، وإمعانا منه بالانتقام وضعها أول ورقة في ملف البريد.
وكالمعتاد أيضا، وبرتابة وملل شديدين، فتح المدير الورقة ليجد فيها الأبيات التالية:
ماذا أقول وفي هجائك أكتب= وإليك اصل للمخازي ينسب
إن الرزايا إن هجاها أهلها= لا بد فيك إلى هداها تذهب
خلق الرجال سماحة وشجاعة= ومكارم فيها تعد وتحسب
وأراك عن تلك الفضائل مبعدا= وإلى الحقارة والدناءة أقرب
ما دمت فينا يا ......... فإننا= نخشى عقاب إلهنا لو يغضب
والأرض تخشى من وجودك فوقها= أن تنطوي عنها السماء وتقلب
يا رب عفوك إن فينا محسنا= يخشى العقاب إليكم يتقرب
هي ذي القوافي قد تقيأ حرفها= إني بها من صبرها أتعجب
ومع أن هذه الأبيات جزء من القصيدة، وبغض النظر عن مستواها الفني، إلا أن ما حصل بعدها، وبسببها كان اشد غرابة، وتعلمت منه درسا لن أنساه ما حييت.
يتبع في الحلقة القادمة.
¥