[المعلم .. عيد ووعيد]
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 01:00 م]ـ
[المعلم .. عيد ووعيد]
(شعر)
أيا عيدَ المُعلّم جئتَ حَبْوَاً = ألا هَرْولْ وعَجّلْ في المسيرِ
وكانتْ قبلكَ الأيامُ ثكلى = تُنسّلُ مثلَ تنسيل الحَصير
أَ مُهنَتُنا .. بلاكِ اللهُ تَعْسَاً = فهل جرَّبتِ أنواعَ الثُّبور؟
وهل أيقظتِ عصفورا عليلاً = من الأحلامِ في الجوّ المطير؟
وهل أمضيتِ جُلَّ اليوم ركضاً = على الطرقات في حَرّ الظهير
ولو عاركتِ أصوات الشَّكَاوى = لمَا برطلتِ تأنيبَ الخفير
فكم أسقطت قبل اليومِ شَعراً = وكم صفَّعتِ خداً كالحرير
وكم نشَّفتِ في الأجواء ريقاً = يُبَلَّلُ من شهيقٍ أو زفير
فما لي لا أُطيقُ عطاءَ درسٍ = إذا لجَّ الطُّويلبُ في الصَّفير
وما لي قد صُدِمتُ بكَهرُبَاءٍ = وهُزهِزتِ الدعائمُ في ضَميري
وصوتي قد خَبا إذْ كان يعلو = ودمعي كفكَفتهُ يدُ المدير
أبيْتُ الليلَ أهذي في منامي = ولو فُرِشتْ مطارفُ من حرير
****
لعلّي قد عرفتْ بأن عِلمي = يدرُّ الخير في الزَّمن المرير
وأنّي نادلٌ أسْقِي وأُسْقَى = كؤُوساً من ضنىً أو من سُرور
ويسألنُي الأحبةُ كيف حالي = مع التعليمِ في زمنِ القُفُور؟
زمانُ العلمِ ولَّى معْ أناسٍ = أضاؤُوا الكونَ بالفهمِ الوفير
وأمَّا الآنَ فالأجيالُ تبكي = عُبوسَ الحظّ في وجهِ الفقير
فأضحى"العلم منفردا ينادي" = تعالوا بالوُسادةِ والسَّرير
رائد عبد اللطيف
11/ 3/2003
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 01:55 م]ـ
لا فض فوك,
نعم , التعليم مهنةٌ عظيمةٌ خبا زهوها في هذه الأيام و أصبحت عبثاً من كلا الطرفين الطالب والمعلّم,
ووالله ليحضرني الآن طيف مدرس اللغة العربية أيام الدراسة الثانوية في الصف الأول , الأستاذ عبدالعزيز الحرباوي حفظه الله وجزاه خيراً ..
حيث كان له الفضل بعد الله عز وجل في تعلّمي العَروض حيث أتيته
كفرخ القطا مهشش العظم عاري الريش فوجّهني أحسن توجيهٍ و أرشدني ارشده الله أحسن إرشاد,,
فجزاه الله خيراً,,
مرةً أخرى أحييك أخي الفاضل على هذه الابيات,
ودمت بعافية و سلامةٍ,,
والسلام,,
ـ[شهرزان]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 04:44 م]ـ
ومامن كاتبٍ إلا سيَفنى
ويبقي الدهرُ ماكتبت يداه
فلا تكتب بـ كفكَ غير شيءٍ
يَسرّك في القيامةِ أن تراه
(علي بن أبي طالب) ...
المعلم جندي مجهول و شمعة تحترق لتنير الطريق أمام النشء، وقد شبه الشاعر شوقي المعلم بالرسول، الذي يقوم بتبليغ الرسالة للناس مهما اعترضت طريقه من صعاب، ورسالته تكون في محاربة الجهل، وإعلاء شان العلم، ولكن نظرة بسيطة إلى واقع المعلم اليوم تبين لنا إن هناك بونا شاسعا بين النظرية المشرقة وبين حال المعلم البائس، في البلاد العربية.
يقارن البعض بين وضع المعلم قديما حين كان الطالب يحترم من يقوم بتعليمه، ويهابه إلى درجة الخشية والخوف
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف, أوأجل من الذي
يبني, وينشئ أنفسا وعقولا؟
سبحانك اللهم خير معلم
علمت بالقلم القرون الاولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته
وهديته النور المبين سبيلا
اللهم يا معلم آدم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني، ويا كافي الحبيب اكفني
... قصيدة جميلة أخي الكريم
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
أختكم شهرزان
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 05:03 م]ـ
وصوتي قد خبا إذ كان يعلو ... ودمعي كفكفته يد المدير
أبيت الليل أهذي في منامي ... ولو فُرِشتْ مطارفُ من حرير
قصيدة رائعة, لا فض فوك.
مسكين هو المعلم, ولكن على قدر المشقة يأتي الأجر, فليخلص المعلمون نياتهم لله وليحتسبوا وليصبروا.
درست مع طلبة في الجامعة كنت أعلم أنهم ينوون ممارسة التدريس بعد التخرج فكنت أشفق على تلاميذهم من قبل أن يتخرجوا, وذلك مما رأيته منهم.
ودرست مع طلبة تمنيت لو كنت تلميذا عندهم.
أظن, ورغم التدني في الحياة المدرسية في العالم العربي عامة, أن لشخصية المعلم وأخلاقه دورا مهما في توجيه صفه وتلاميذه وفرض نمطه التدريسي.
ملاحظة لغوية:
أكثر الفروق اللغوية في عالمنا العربي هي اليوم في المجال الإداري والتسميات الجديدة.
مثلا في بلدي تونس:
المعلم -- هو من يدرس الابتدائي
الأستاذ - هو من يدرس الثانوي
الأستاذ الجامعي - مفهومة
التلميذ - الدارس في الابتدائي والثانوي
الطالب - الدارس في الجامعة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 07:46 م]ـ
أحسنت
بالمناسبة: هل مر عيد المعلم السنة؟
ومتى يوافق؟
لأنني سأحتفل
قاتل الله الغرب حين جعلوا للأم يوما وللمعلم يوما
ليكرموهما
وبقية السنة؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 09:15 ص]ـ
أخي الكريم الأستاذ رائد. ع،
مع اني لست معلما، فقد كنت،يوما، تلميذا. ذكرتني قصيدتك الجميلة ليس بقصيدة شوقي "قم للمعلم " فحسب بل إنما،أيضا، بقصيدة ابراهيم طوقان
الذي امتهن التدريس فترة من حياته، وهذه بعض أبياتها:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي = قم للمعلم وفه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلا = من كان للنشء الصغار خليلا
لو جرب التعليم شوقي ساعة = لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة وكآبة = مراى الدفاتر بكرة وأصيلا
ولو ان في التصليح نفعا يرتجى =وأبيك لم أك بالعيون بخيلا
لكن اصلح غلطة نحوية =مثلا واتخذ الكتاب دليلا
مستشهدا بالغر من آياته = او بالحديث مفصلا تفصيلا
وأكاد ابعث سيبويه من البلى =وذويه من اهل القرون الأولى
فأرى حمارا بعد ذلك كله = رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة = ووقعت ما بين البنوك قتيلا
فإذا كان هذا هو الحال في الثلث الأول من القرن الميلادي الماضي فكيف هو الآن؟!
أعان الله المدرسين، ووفق الطلبة المجتهدين و، الذين يحترمون اساتذتهم،لما فيه خيرهم.
¥