تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[اكتتاب!!]

ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 01:41 ص]ـ

[اكتتاب!!]

قصة قصيرة

"سمير سمير استيقظ آخر يوم من الاكتتاب .... الساعة التاسعة والنصف ... استيقظ وإلا فاتك الآكتتاب ... "

كانت تلك الكلمات تطرق سمعي وأنا بين اليقظة والنوم ... فقد حبب جفني ببعضهما ... فلم يذوقا طعم النوم إلا بعد الفجر ... ولم يزمعا على الفراق بعد ...

تردد صدى الصوت في رأسي ... فوثبت واقفاً على السرير ...

ــ" آه تأخرت ... ".

غسلت وجهي وتحققت من وجود النقود التي تعبت في توفيرها ... لبست ثوبي وشماغي وأنا متجهٌ إلى الباب مسرعاً لا ألوي على شيء.

ولما أمسكت مقبض الباب تناهى إلى سمع يصوت أمي ... فرجعت إلى الممشى ووجدت أمي واقفة حاملة كأساً من الشاي الساخن ... سلمت عليها وأخذت الكوب وعدت أدراجي على أنغام دعواتها لي بالتوفيق ...

وركبت سيارتي متجهاً إلى المدينة الصغيرة التي تبعد عن قريتنا خمسة وأربعين كيلاً ... أضربها ضرب الحرون ... أنظر إلى عقارب الساعة ..

ــ" لو تقفين لنصف ساعة فقط!! "

لم يمظ وقت طويل إلا وأنا عند الإشارة الضوئية القريبة من المصرف ... أنظر إلى الناس كأنهم نحل يتعاقب على خلية فواحدة ذاهبة وأخرى آيبه ...

لم أحص الأشخاص الذين عرفتهم وسلمت عليهم بسرعة دون أن أعي ما أقول لهم ... فأسلم على هذا وأنا أحاول

تخليص يدي من يده ... وأتبسم لذاك وعيني تمتد إلى الطابور الطويل المؤدي إلى الموظف المسؤول ...

مرَّ بي أحد الموظفين ...

ــ "أخي إذا سمحت الاكتتاب ... أين؟ "

فأشار بيده دون أن ينبس ببنت شفة ... فسحبت خطواتي المتكاسلة عن الوقوف إلى ذلك الطابور الطويل الذي يتقلص رويداً رويداً ...

بدأت أتململ ... ترى متي سيحين دوري؟! صار الاكتتاب حلما وردياً ...

شعرت حينها بيد تلامس كتفي من الخلف ...

ــ" خالد!!! جلبتك رائحة المال؟! "

فردمبتسماً

ـــ " كما جلبتك ياعزيزي ... حالنا كحال هؤلاء الناس ... ولا تقلق فالوجبة الدسمة كبيرة وستكفي الجميع إن شاء الله ... "

وأثناء حديثنا فوجئت برجل يملأ بياض الشيب محياه ... يحاول أن يصف أمامي ... فنظرت إليه بعنين تنطق بالشر ... حينها افتر ثغره بابتسامة خجل ...

ـــ "الاكتتاب هنا يابني؟ "

ارتسمت على وجهي ابتسامة صفراء ... فقلت وأنا أزيحه بيدي

ــ" نعم ... الاكتتاب هنا ... خذ مكانك في الصف" ... وأشرت بيدي إلى الخلف ....

مصيبة الموظف الجالس أمام الجهاز أنه يتمتع برحابة صدر عجيبة ... يصور الأوراق غير المتوفرة ...

يراجع الحسابات ... ويلتفت ليكلم مدير الصالة.

أثناء ذلك اندفع رجل من الصف المجاور لنا ...

ــ " يا أخي تأخر صفنا".

ــ "ونحن كذلك".

ــ " سأقف معكم ".

قلة التعليم بادية على محياه وعلى تصرفاته وإن كان حسن الملبس ... تبسم بسذاجة .. وقال:

ــ " لعلك تسمح لي؟! "

أجبت بحدة:

ــ " تفضل!! "

حاول أن يخفف من حدتي والاحتقان البادي في عيني ... فابتدرني قائلاً:

ــ " الاكتتاب ممل وصعبٌ .. كيف حصلت على ورقة طلب الاكتتاب؟؟ "

ــ " لا أكتمك سراً ... كان ذلك أمراً صعباً ... وفرها لي أبي الذي يعرف موظفاً في المصرف ... أرأيت هذه

الاستدارة الكبيرة ... "

وصلت إلى الموظف ومددت الأوراق ... تناولها وبدأ يتفحصها ...

ــ "مساهم واحد؟! "

رددت باستغراب:

ــ "نعم!! "

ــ " آسف لا أستطيع أن أمرر طلبك ".

ــ "لماذا؟!!! أعتقد بأن الأوراق كاملة!! "

ــ " أستطيع رؤية ذلك يا أخي ... استخدم جهاز الصراف الآلي ... "

نزلت كلماته علي كالحمم ...

ـــ "بهذة البساطة ... ألم ترني واقفاً في هذا الطابور منذ أكثر من ساعة؟! "

ـــ" يؤسفني ذلك ولكن النظام لا يسمح بذلك".

ــ" يا أخي تعاون معي ... ألم تر إلى الذين يتجاوزون الواقفين مع وجودكم ووجود الحراس ... فكيف سيكون الحال في حجيرة الصراف الآلي؟! .. "

تبسم في خجل

ــ "آسف يا أخي لا أستطيع تجاوز النظام ... بالإضافة إلى أن الجهاز لن يقبل بياناتك مهما حاولت ... "

فجررت وجهي من خلقته وعيون الناس ترمقني وكأنها تقول يالشاب المسكين. سلكت الممشى المؤدي إلى المخرج ... فضربتني الشمس بسوطها المتوقد، وأعشت على بصري بهجيرها الحار ... والهم يتناسل في قلبي, والخيبة تملأ رأسي. نظرت إلى الصراف الآلي وإذا حشد من الناس قد تحاشروا في الحجيرة الصغيرة ...

ــ "لا مناص لقد طار الاكتتاب ... "

فأدرت محرك سيارتي ورجعت قافلاً إلى البيت ...

تمت ...

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 10:14 ص]ـ

فضربتني الشمس بسوطها المتوقد، وأعشت على بصري بهجيرها الحار ... والهم يتناسل في قلبي, والخيبة تملأ رأسي

كل هذا لأن اكتتابا طار من يدك، كيف لو طار الرزق؟

قصة تبين مخالفة النظري للعملي، فوحدة الاكتتاب هي السهم، لكن الاكتتاب بسهم واحد ليس سهلا فضلا عن غرابته.

ذات مرة اشتقت لصنع قلاية بندورة باللحمة، فذهبت إلى القصاب وقلت له: أريد إوقية لحم، فتبسم هازئا:البيع بنصف كيلو فما فوق.

الغريب أنني اشتريت سلعة سعرها: خمسة دنانير وتسعة وتسعون قرشا، دفعت له ستة دنانير،وعندما لم يعد الباقي أي القرش طالبته به، فاحتد غاضبا وقال: أنت أول شخص يطلب القرش.

مع القصاب كنتُ جادا، أما مع البائع فقد كنتُ مماحكا.

حبكة القصة في هذا الحشد النفسي والزمني من أجل الاكتتاب:

وتحققت من وجود النقود التي تعبت في توفيرها

وركبت سيارتي متجهاً إلى المدينة الصغيرة التي تبعد عن قريتنا خمسة وأربعين كيلاً ... أضربها ضرب الحرون ... أنظر إلى عقارب الساعة

ــ " الاكتتاب ممل وصعبٌ .. كيف حصلت على ورقة طلب الاكتتاب؟؟ "

ــ " لا أكتمك سراً ... كان ذلك أمراً صعباً ... وفرها لي أبي الذي يعرف موظفاً في المصرف

ثم تنكشف الحبكة في عبارة واحدة:

مساهم واحد

الأسلوب فيه ظرافة مختصرة، واستنطاق حواري جذاب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير