[نصوص الشهر (تشرين الأول 2006)]
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 10:40 ص]ـ
أيها الأحبة
فيما يلي النصوص التي اختيرت لتكون نصوص الشهر (تشرين أول 2006)، مذكرين أن الاختيار كان محصورا في نصوص المشاركات التي كانت في الفترة 1/ 10/2006 ـــ 31/ 10/2006
النص الأول: قصيدة الشاعر الميمان النجدي (نثار التمني)
أشِفاءٌ من القصيدِ القصيدُ=كلُّ حرف من الجراحِ يزيدُ
أي معنىً من الفصاحة ألقى=دون أن أبصر العيون تجودُ
أي لحن على الشفاه يغني=دون رجعٍ من البكاء يعودُ
أي صمت إذا انتضيتُ سيشفي=وعلى أعين السكوتُ جُحودُ
أإلى وحشةِ الذهول انتهينا=أم إلى حرقة الشجيِّ نعودُ
يا شداة البيان هذي حروف الش=عر تبكي وقد جفاها السعودُ
عزَّ في مدمع السماء صباحٌ=مثلما عزَّ في فؤادي الخمودُ
زفرات على الحناجر حيرى=وحداءٌ على الشفاه وئيدُ
أيها الصمت! أين بوح القوافي=أين عَذْبُ المُنى وأين النشيدُ
أين وحي الصفاء أين الأغاني الص=ادحات أما لها تغريدُ
حلم ذاب في هجير الصبابا=ت الألى ذاب من لظاها الحديدُ
أيها الصمت! ما أنا غير قلبٍ=قوته البوح والحدا والقصيدُ
شاعر أعشق السناء بكفي=قبسات من الهدى وجنودُ
وعصا الشعر في يمينيَ تعلو=تلقف الصمت سحرُه لا يسودُ
لو تمادى الظلام في الأفق دهراً=جذوة النور في فؤادي تذود
علل الروح شاقني ألف مغنىً=يُطرِبُ الروحَ زهره والورودُ
أيها الشاعر الدءوب تمهل=إن بدا الشعر كالسراب يحيدُ
كم تجاوزت في هواه سدودا=وبعيني من الصدود سدودُ
وتراءيتُ في الدروب وحيداً=نهب جندِ الظنونِ هذا الوحيدُ
كم سقتنا من العذاب كفوفٌ=خدعتنا براحتيها السعودُ
سحرت أعين الظماء فظنوا=أنَّ وحلا يطيبُ منه الورودُ
هاكَ قلبي مع الدواة نُدامى=كيف يسلو مع الوئيدِ الوئيدُ
ساهرا يجرع الصمات شجيا=يتلقاه في الدياجي الجحودُ
تتلظى على الشفاه أمانيه ال=عطاش وفي خطاها الشرودُ
كلما رفرف الصباحُ تبدى=ألف معنى من الظلامِ يجودُ
علي عبيد المطيري
1_ 10 _ 1427
النص الثاني: قصيدة الشاعرأبي أحمد (من خريف العمر عبرة)
مرَّ الصِّبا كجدول مُنسابِ
مُرَحّباً بالعنفوان الرّابي
عَهدِ الشبابِ الهائج المِرحابِ
بكل حُسْن ٍ مُبهج ٍ وَسَابِ
ودأبُهُ كدأبِ أهل الغابِ
ينهشُ في اللذات بانتهابِ
وبعدَها يؤول للذهابِ
نهاية ُالأعمار في اقترابِ
خريفُ عُمري حلَّ بالأعتابِ
سبعونُهُ باتت على الأبوابِ
هل لي على السبعينَ من عِتابِ؟
****
مالي على السبعينَ من عتابِ
الوجهُ غَضْنٌ يابسُ الإهابِ
والنورُ في عينَيَّ كالضبابِ
والحِسُّ مني خَشِنٌ ونابي
مُحدَوْدِبٌ ظهري خليعٌ نابي
أغمدتُ سيفي وانتهت أطلابي
****
لا تحسِبوها نزوة َالتَّصابي
أو سَوْرَة ً للوهم والسّرابِ
إن رحتُ أبكي نادباً شبابي
إن هي إلا عَبْرَة ُالأوّابِ
وعِبرة ٌتََدِبُّ في لُبابي
****
وعِبرَة ٌ تأخذُ بالألبابِ
يا دهرُ، أين الجَمعُ من أحبابي؟
وأين راح الصّحبُ من أترابي؟
منهمْ كثيرٌ في الرّموس ِ خابي
ومنهمُ الذي أطالَ في الغيابِ
حتى غدا من جُملةِ الأغرابِ
سبحانَ ربي المانع ِالوهابِ
ومُبدِع الأقدار والأسبابِ
لو شاءَ أن يَسْطُرَ في الكتابِ
تُرابُهم يُجمَعُ مَعْ تُرابي
****
يا دهرُ، يا خبّابُ يا مُحابي
خدعتني في فوْرَةِ الشبابِ
أوْهَمْتََني أنّّك في ركابي
حابَيْتَني في برهة الُّلهابِ
أسقيتني ما لذ ّ من شرابِ
من كل ما سالَ لهُ لُعابي
وقلتَ لي: العمرُ كالأحقابِ
لكنه قد مرَّ كالشِّهابِ
كومضِ برق ٍ خادع خلابِ
خلّيْتَني في مَهْمَهٍ يَبابِ
مُنغَلِِق ِالدّروبِ والشّعابِ
ينعبُ فيه البومُ بالخرابِ
والآنَ أبرزتَ عن الأنيابِ
ألآنَ كشّرتَ عن الأنيابِ؟
****
ويْحاً لقلبٍ بالِغِ الأوْصابِ
بعد الرُّضابِ ذاقَ مُرَّ الصّابِ
أدواؤهُ أعصَتْ على الطِّبابِ
وجيبُهُ ينذرُ باغترابِ
وشمسُهُ تميلُ للغيابِ
يا ليلُ، حانت ساعة ُ الإيابِ
إلى رحابِ الغافر التّوّابِ
أقدارُهُ أعْيَتْ أولي الألبابِ
آلاؤهُ جلّت على الحِسابِ
أبوابهُ أبداً بلا حُجّابِ
لمن يرومُ التّوْبَ من قَرابِ
****
يا ربُّ، أنت مالكُ الرّقابِ
وعالِمُ المكنون في المخابي
رُحماكَ إني فارغ ٌجِرابي
ما كان بذلُ المال في حسابي
ولا قيامُ الليل من آدابي
اللهوُ كان، مَرَّة ً، مِحرابي
لكنني نقيّة ٌ أثوابي
بيني وبين ألفُحش ألفُ بابِ
¥