أثني عليك جزيل الثناء لاهتمامك بقصيدتي عن ابنتي، خصوصا لفتك انتباهي إلى الخطأ العروضي في بعض أبياتها، والذي أعترف أنني لم أتعمده مع معرفتي بجوازه عند القدماء، ولو كنت قد تنبهت له لتلافيته. وأعترف لك أنني نظمت القصيدة ولم أقم، حينذاك، بالتقطيع العروضي حتى لبيت واحد من أبياتها، إنما اكتفيت بموسيقاها دون تدقيق في مقاطع تفاعيلها والذي لم يَخْفَ على ضليع مثلك في الشعر وأوزانه.
وإتماما للفائدة، لا دفعا عن نفسي مما نبهتني إليه، أعرض لحضرتك ما جاء في إحدى صفحات كتاب أقتنيه منذ ثلاثة أعوام، وهو بعنوان: " العروض الزاخر واحتمالات الدوائر " لمؤلفه الأديب والشاعر والباحث الفلسطيني، الأستاذ: " محمود مرعي " من فلسطينيي الأراضي المحتلة سنة 1948م، وهو كتاب رأيته بالغ الروعة والجمال في موضوعه، وفوق ذلك، فهو يكفي قارئه عناء الحصول على عشرات المراجع التي لم يُغفل ذكرها في حواشي كتابه، بالإضافة إلى سردها كلها، على كثرتها، في نهاية الكتاب. إليك يا أخي، ما جاء في الصفحة171 من الكتاب المذكور، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الرموز المستخدمة في التقطيع العروضي هي من وضع مؤلف الكتاب.
يقول المؤلف: " وقبل أنْ نتابع نعرج قليلا على أمثلة اعترتها زحافات تبدو غريبة رغم جوازها:
لشاعر:
لَقَدْ بُحِحْتُ من النِّدا = ءِ بِجَمْعِكُمْ هل من مُبارزْ 2
> x >x
>>x>x = >>x >x
Xx>xx
مُفاعِلُنْ / مُتَفاعِلُنْ = مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلاتُنْ
أبو المثلم الهذلي:
رَفََعْتُ ر ِجْلاً لا أخافُ عِثارَها = وَنَبَذْتُ بالمَتْن ِ العَراءِ ثِيابي 3
> x>x
Xx>x
>>x>x = >>x>x
Xx>x
>>xx
مُفاعِلُنْ / مُسْتَفْعِلُنْ / مُتَفاعِلُنْ = مُتَفاعِلُنْ / مُسْتَفْعِلُنْ / مُتَفاعِلْ
لكن هذه الاستعمالات تكاد تكون غائبة في عصرنا. "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ـ كتاب العين / ج4. ص 208. وقد سمّاه الخليل المخزول. وهو ما نسميه الموقوص.
3ـ شرح أشعار الهذليين / ج3. ص 1317.
ومن أمثلة المخزول: ذكره صاحب البسيط الشافي في علمي العروض والقوافي. ص 67:
منزلةً صَمَّ صداها وَعَفَتْ = أرْسُمُها إن سُئِلتْ لم تُجِبِ
أو هذا الشاهد. ص 68:
صفحوا عن ابنِكَ إنَّ في ابْ = ـنِكَ حِدَّةً حين يُكَلَّمْ
إلى اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 01:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أخي أبا طارق،
بارك الله فيك لدعائك لي ولابنتي، وادعو الله، تعالى، لك بكل خير.
أحس، دائما، أن فيك هدوءا، ورزانة لا تُجارى.
دمت بخير.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 04:55 ص]ـ
عواطفك أكثر روعة أخي عبد الرحمن السليمان،
وأقول لك: عاشت الأسامي. اسمك نفس اسم والدي،
حفظ الله لك كل محبيك، وحفظك لهم،
فعلا، حنان البنات اشد من حنان الأولاد الذكور، كما أن ابنتي هبة هي الأنثى الوحيدة بين اولادي، وهي أصغرهم سنّاً.
أخوك: أبو أحمد (ياسين عبد الرحمن الشيخ سليمان).
حياك الله وبياك أخي العزيز أبا أحمد،
ولقد أخطأت في الدعاء وكنت أريد أن أقول: أدام الله لك هبة، وأدامك لها. وحفظ لك الأبناء، وحفظك لهم.
بيننا قرابة إن شاء الله: فهنالك عبدالرحمن، وهنالك سليمان، عندكم وعند محسوبكم. وهنالك شبه آخر أيضا، فلقد رزقني الله بنتا وحيدة لها ثلاثة إخوة، وهي باكورة الخلف!
أدام الله الود والمحبة في الله.
أخوكم: عبدالرحمن السليمان، أبو ياسين.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 11:58 ص]ـ
شاعرنا الحبيب
شكرا على الثناء الجميل، وشكرا على التجاوب الأصيل.
هذا الشعر منسوب في السيرة النبوية لعمرو بن عبد ود أحد مشركي قريش في غزوة الخندق:
ولقد بُححت من النداء بجمعكم هل من مبارز
ووقفتُ إذ جبنَ المشجع موقف القرن المناجز
الرواية " ولقد " وليست " لقد " التي وردت في بعض كتب العروض.
كثيرا ما يقع الناس في مثل هذا، مثلا بيت المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
تجدهم يسقطون الواو التي قبل " إذا ".
جاء في العين مادة بح
وقال في البَحَح أي مصدر الأبَحّ:
ولقد بَحِحْتُ من النِّدا ... ء لجَمْعِكم هلْ من مُبارز
¥