ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 01:08 م]ـ
أخي الحبيب أبو أحمد انتظرتك طويلاً و الحمدلله أطللت بصيّبك النافع
و نقدك المصيب ,
اما بالنسبة للبيت الأول الشطر الثاني منه:
و ثابت الجأش لا يهدى إلى هربِ
فقد صحح لي من قبلها أستاذي العزيز ابن الفراتين بقوله لا يقوى على الهرب
و هي كما ترى متناسبةٌ مع ثبات الجأش و رباطته ..
أما بالنسبة للهداية فهي عموماً تطلق في الأعمال الصالحة ..
قال تعالى:" ولهديناهم صراطاً مستقيماً "- النساء
لكن قد تطلق في الشر أيضاً ..
قال تعالى:" و هديناه النجدين " و هما طريقي الخير و الشر
و قال تعالى:"إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا*
إلا طريقَ جهنّم خالدين فيها أبداً و كان ذلك على الله بيسيرا" - النساء
و الأحسن فيها: لا يقوى على الهربِ ..
أما بالنسبة للوزن في جبن جبانٍ ...
فهده التفعيلة تستخدم في بحر البسيط و قد وردت في شعر العرب ..
قال تأبّط شرّاً الفهمي: - والقصيدة في المفضّليات -
بل من لعذّالةٍ حذّالةٍ أشبٍ ... حرّق باللوم جلدي أي تحراقِ
و قال في نفس القصيدة ايضاً:
عَاذلتي إنّ بعض اللوم معنفةٌ ... و هل متاعٌ و إن أبقيته باقي
و هي كثيرةٌ في شعر المقدمين .. إلا أن استخدامها قليل في نفس القصيدة ..
و أما في شعر المحدثين فلا تكاد توجد ..
والله أعلم ..
وأخيراً ..
أشكرك أخي الحبيب أبو أحمد على اهتمامك و نقدك,,
و أخذك بعين الإعتبار بالقصيدة قراءةًَ و تذوُّقاً و نقداً
و ما تاخُّر مرورك إلا كما قيل:
و من الخير بطء سيبك عني ... أسرع السحب في المسير الجهامُ
والسـ ـلام,,,
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 02:37 م]ـ
الأخ الحبيب الفاضل رؤبة بن العجاج،
لقد أشرتَ إلى أمر هام لعل فيه الفائدة لنا بإذن الله، ألا وهو الهداية. الهداية بالمعنى الذي أيّدته، حضرتك، بالآيات الكريمة لا يعني المعنى الأول الذي قصدته في قصيدتك. إن الهداية نوعان: هداية توفيق، وهي للذي حسُنت نواياه، وبحث عن وجه الحق بهذه النيّة الحسنة، والنوع الثاني " وهديناه النجدين "، هي هداية التعريف والإبلاغ فقط وليست هداية التوفيق والرضى.أضرب لك مثلا حتى أكون، أنا، أقدر على إيضاح ما اريد:لو أني سألتك عن طريقين إحداهما فيها حفرة عميقة، والوقت مظلم، والأخرى سالمة من كل عيب، وانت تخبرني وتقول: إحذر هذه الطريق فإن فيها ما يضرك، أما الأخرى فلا ضرر عليك منها. أنت، هنا هديتني بمعنى أعلمتني فقط. أما لو كنتُ أحبك وتحبني وتريد الخير لي فلا غرو أنك ستأخذ بيدي وتعينني حتى أنجو من الضرر. وثبات الجأش صفة محمودة، وصاحبها كان قد اهتدى (علم) بأن الهرب مذموم، وهو في نفس الوقت، لا ينويه، والله، سبحانه، يهديه (يُعينه ويصبّره) حتى لا يفرّ، والله اعلم.
أما بالنسبة للحبيب ابن الفراتين فأنا أدين له بالفضل لتوجيهي لبعض الأمورسابقا، وهو ناقد حريص على الصواب، ومع هذا أقول: إن الذي لا يقوى على فعل أمر يكون في الأصل ينوي فعله ولا يستطيع، وهذا ما لم ينوهِ الذي أشرتَ إليه.
بالنسبة للوزن يبدو انني تسرعت. بالرغم من معرفتي لما قلته عن الوزن فإن الذي أوقعني هو اني غنيت البيت غناء، لا تقطيعا عروضيا،على حسبان وجود مستفعلن لا مستعلن، ولو انني قمت بوزنه بدقة لما أخطأتُ، وعادة ما اقع في أخطاء وزنية لأني قلَّ أن أفعل ذلك فيما انظمه من أبيات متكلا على الذوق الموسيقى فقط خاصة في البحور الدارج نغمها في الأسماع، وهذه مسألة ربما بحاجة إلى بحث، إذ إن هناك من يعتمد طريقتي أيضا وهو الأستاذ الشاعر والناقد أبو خالد أحد مشرفي الفصيح، وقد خطّأني في وزن أظن انه سليم عروضيا.
دمت يااخي الكريم برعاية الله، والسلام عليكم.
ـ[سوسن البحر]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 10:48 ص]ـ
لهفي على عاصبٍ بالحزم مشتملٍ = بالعزم مكتحلٍ بالهمِّ مرتَقَبِ
لقد أخذتنا بعيداً، لذلك العصر الزاخر بالشعر الندي، المحبوك النظم، القوي المعنى، الحكمة والجمال تنبع من هذه الأبيات ونحن بانتظار الأجمل منك.
بارك الله قلمك.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 01:41 م]ـ
أخي العزيز والحبيب أبو أحمد ..
أحسن الله إليك و جزاك خيراً على متابعتك للردود - في كل المواضيع -
و هذا يدل على مدى حبك العميق لهذا المنتدى الحبيب
و الذي يعتني بلغة القرآن العظيم جعلنا الله وإياك وجميع أعضاء هذا المنتدى من اهله و خاصته ...
و قد أفدتني في مسألة الهداية و بلغت ما كان في اللسان و قصّر عنه البيان
و أما عن الوزن والتقطيع العروضي ..
فالغناء قد يكفي لو استطعت ادراك أثبت الألحان للبحر المراد وزنه
فالبسيط بحر حزين الغناء وقد سمعت أنشودةً منذ الصبا على وزن البسيط
لا تحتاج معها إلى تقطيعٍ عروضيٍ أبداً و هي قريبةٌ من مووايل العامة
لأن هذا البحر يستخدم عند البدو و العامة في قصائدهم النبطيّة
و لا أدري ما يسمّونه لكني أعرف كيف يغنونه ..
و لو ينتبه الإخوان في الغرفة الصوتية الجديدة إلى مسائل التقطيع العروضي
فيفيدون ويستفيدون ..
========
أما أختي سوسن البحر فأشكرك على مرورك الأفيح
و أحييك على ذائقتك الأدبية
ولا حرمنا قلمك المبدع ..
والسلام,,,
¥