الأخت الفاضلة الأستاذة والناقدة معالي:أشكر لك من أعماق القلب مرورك وإطراءك وأنا أيضاً آمل ألا تتحق النبوءة هذه لكن إن ضللنا نراوح مكاننا فأظنها ستأتي لامحالة
نصّك أستاذنا محمد
موغل في الجمال، جاء بهيًا موجعا لاذعا!
رائع رائع رائع!
رائع من عنوانه اللاذع، الكتاب يُقرأ من عنوانه!
العنوان أول ماكتبت القصيدة كان ( ........ هارون الرشيد)
لكن بعد ذلك بدا لي أن أسميها ( ......... الى هارون الفقيد)
مستحضرا الماضي المشرق والواقع المظلم وأرجو أن أكون قد وفقت وإن كانت أصابعي قد زلت أثناء كتابة العنوان ولم أتنبه إلى ذلك.
اختيار شخصية الرشيد دلالة على العزة، ثم الانطلاق منها لإثبات التحول الكبير من قمة المجد إلى حضيض الذل، كان اختيارًا موفقا بديعا.
والأجمل استحضارك لمقولته العظيمة، وقصته الشهيرة مع نقفور، ويا لروعة استحضارهما في سياق فني بديع كنصك!
وحين يمر السحاب عليك
ويسخرُ منْك
سأمطرُ فوق ترابك
ثم ستدفعُ ضعف الخراجْ
واو المطلع مما يستقبحه النقاد، غير أني من أنصار الرؤية القائلة بأن لها دلالات تخدم النص ورؤية المبدع، وأراها حققتْ ذلك هنا.
حينما يبتدئ المبدع نصه بالواو، فاعلم أن هنالك حديثا طويلا جرى قبلُ، وأن هذا طرف مما جرى، وعلى المتلقي أن يذهب به الخيال كل مذهب ليتصوّر ماهذا الذي جرى؟!
فعلا أختي الكريمة أنا ابتدأت بالوا متعمدا لأن ماكتبته لايمثل الا خلاصة الألم والصراع.قلتَ أستاذ محمد: سأمطر، فهل كان المقصود (ستمطر)، أم أنه عدول مقصود؟!
بل مقصود لأن الضمير يعود على السحاب وهو اسم جنس وهذه مقولة السحاب مخاطبا الشخصية وقد حضرتني مقولته (أمطري حيث شئتِ سيأتيني خراجك) أما اليوم فالسحاب يمطر فوق أرضة والخراج هو من سيقوم بدفعه
وحين يجيءُ المساءُ
وينشرُ فوق العراقِ شراعاً كبيرا
وتمسي به باحثاً عن سراجْ
يا لجمال هذه الصورة!
شراع مسائي كبير، كبير بحيث إن المدلج يبحث عن سراج!!
يا لله!
وتسألُ أين نداماي؟
أين ابنُ هانئ؟
يظهرُ من شاشةٍ تنثرُ العري
يقدح في العرِض
يلقى بذلك بعضُ الرواجْ
أليست بعضَ -بالنصب لا الرفع-؟!
نعم أختي الفاضلة لأنها مفعول به والخطأ كان سهوا فالمعذرة
الجمال أستاذ محمد -كل الجمال- في هذين المقطعين:
(1)
وحين تخطُّ يمينك ذاك الخطاب
نقفورُ ياحارسا لحقوق العباد
ياسيدي رحمة بي
فيأتي الجواب
عليه أوامرُ نقفور
ياسيدَّ العُرْبِ قم واصنع الشاي
(2)
وكل الذين سينوون
أن يصبحوا ذات يوم كهارون
كل الذين سيأتون
لن يصنعوا شاي نقفور
ذلك فخرُ لهم إن تَأتَّى
سيرعون قطعان زوجة نقفور
سيرعون تلك الخنازير
تلك الكلاب الوضيعة
فقد أتقنتَ فيهما صنع السخرية اللاذعة، وأدخلت فينا الدهشة باحترافية مدهشة، وجعلتنا -والله- نخجل من أنفسنا!
أستاذ محمد
نص محمّل بالمرارة، وافيتنا به لنقف مع أنفسنا وقفة مواجهة للحقيقة، فنرى وجوهنا بلا زيف الأقنعة الكاذبة.
شكرًا أستاذ محمد؛ فقد صنعتَ الكثير، والباقي علينا!
وأنا بدوري أشكرك وأشكر المولى أن التقى النص ناقدة ومتذوقة رائعة تكشف عن تجلياته وكأنما هي قائله
لك كل التحايا مرة أخرى وأسأل الله لك التوفيق.
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 02:09 ص]ـ
نصّك أستاذنا محمد
موغل في الجمال، جاء بهيًا موجعا لاذعا!
رائع رائع رائع!
رائع من عنوانه اللاذع، الكتاب يُقرأ من عنوانه!
العنوان أول ماكتبت القصيدة كان ( ........ هارون الرشيد)
لكن بعد ذلك بدا لي أن أسميها ( ......... الى هارون الفقيد)
مستحضرا الماضي المشرق والواقع المظلم وأرجو أن أكون قد وفقت وإن كانت أصابعي قد زلت أثناء كتابة العنوان ولم أتنبه إلى ذلك. سبحان الله!
هكذا تصوّرتُ وأنا أتأمل العنوان!
ظننتُ أن المبدع تهيأ لكتابة الرشيد، غير أن استحضاره لمصيبتنا بفقده (والمقصود فقد العزة التي يرمز اسمه في النص إليها) جعل المبدع يمزج اللفظين (الرشيد-الفقيد) فيصيران (الرفقيد)!
وعليه أرى أن (الرفقيد) حملتْ دلالة بارعة هي الأخرى!
أستاذ محمد
الخطأ قادك إلى الإبداع! فكيف بالصواب؟!:)
لا حُرم الفصيح إبداعكم.
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 07:52 م]ـ
شكرا أختي الفاضلة ومشكورة على كل شيء