ـ[السفير]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 12:06 م]ـ
أشكرك أستاذي (أبو خالد) على لفتاتك النقدية الجيدة، التي سأستفيد منها حتما. لقد فسرت لي كلام الأستاذ: (أحمد بن يحيى)، وبخاصة مفهوم (تقانات الصورة). والحقيقة أنني عندما أكتب قصائدي فإنني لا أركز كثيرا على كون هذه الصورة مستهلكة أم لا، وإنما يعنيني إيصال شعوري. ولا أعرف كيف أترك نفسي للخيال حتى تكون صوري مبتدعة جديدة. في الحقيقة أني إلى الآن ليست لدي صورة واضحة عن ماهية الإبداع والابتكار في الصورة. لا أعلم حقا إذا كانت اللغة عندي مسيطرة على الخيال، فبسببها لا يستطيع التحليق ... هذا الكلام خطير جدا، لأن اللغة هي الأساس كما تعلمت وكما أعرف.
لعلك لاحظت أستاذي (أبو خالد) أني عندما قللت من سيطرة اللغة جئت ببيت طلبت مني أن أشرحه، وهو:
وكأن الأرجاء ما كن خضرا بيض أكنافها وزرقا جماما
وقد قصدت أن أقول إن تلك السهول الخضراء (وقد عبرت عنها بالأرجاء وهو خطأ لغوي كما ترى) لم تعد كما كانت من الخضرة والخصب وكثرة المياه (وهو ما عبرت عنه بقولي: زرقا جماما) بل عادت مجدبة مقفرة، وقد عبرت عن ذلك الجدب بقولي (بيض أكنافها)، كما يقال: أرض بيضاء، وجعلته من باب الكناية، ولا أدري ما صحة هذا لغويا وبلاغيا.
ويبقى سؤالي الكبير: كيف أجمع بين الخيال المحلق واللغة القوية؟ هل من وسائل تساعد على ذلك؟ أرجو منكم أيها المبدعون أن تساعدوني، فإنها معضلة كبيرة.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 11:43 م]ـ
.
ولا أعرف كيف أترك نفسي للخيال حتى تكون صوري مبتدعة جديدة. في الحقيقة أني إلى الآن ليست لدي صورة واضحة عن ماهية الإبداع والابتكار في الصورة.
.هذا الحكم على قصيدتك فقط وليس عاما عليك , وأما الإبداع والابتكار فلا أنا ولا أنت ولا غيرنا يستطيع أن يقدم لنا صورة عن ماهية الإبداع لأن الإبداع لا لون له ولا طعم ولا رائحة , إنه موهبة احتار النقاد في تعليلها مما جعل العرب تحيل هذا الإبداع إلى شيطان الشعر فنسبوا لكل شاعر شيطانه , وقبلهم الإغريق الذين نسبوا الإبداع إلى إله لهم يدعى ((أبوللو)) إن الابداع يا شاعرنا ليس محدودا فيعرف , أو محصورا فيلاحظ ..
لا أعلم حقا إذا كانت اللغة عندي مسيطرة على الخيال، فبسببها لا يستطيع التحليق ... هذا الكلام خطير جدا، لأن اللغة هي الأساس كما تعلمت وكما أعرف.
عندما نقارن بين قصيدة غنائية كقصيدة المتنبي في وصف الحمى – مثلا – وبين قصيدة تعليمية كألفية ابن مالك سنعارض فورا من قال بأن اللغة هي الأهم , فما الذي ينقص الألفية لتكون مطربة كقصيدة المتنبي غير الخيال؟
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 04:35 ص]ـ
في الحقيقة أني إلى الآن ليست لدي صورة واضحة عن ماهية الإبداع والابتكار في الصورة ;).
سأعطيك أخي العزيز الإجابة باختصار:
الإبداع: هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
لا أستطيع أن أصف وراء هذا وصفاً,, ( ops
أعطيك مثالا تقريبياً:
المعاني المبتكرة في الشعر كالأصوات المبتكرة في التلاوة والترتيل,
فأنت تسمع قارئً يقرأ بصوتٍ (مثلاً الشيخ الشريم حفظه الله) لم يوجد له من قبل مثيلاً بنفس النحو ..
وتجد الناس يقلّدون ذلك الصوت أو يقاربونه (تقليد الشعراء للشعراء)
ثم تسمع صوتاً آخر جميلاً لا يشابه الصوت الأول (مثلاً الشيخ العفاسي حفظه الله) ..
لذاك سبيلُ و لهذا سبيلٌ ..
قال تعالى: (أنزل من السماء ماءً فسالت أوديةٌ بقدرها)،
وكذلك الشعراء - مع بعد الفارق - في موهبة الإبتكار والإبداع في الصور والمعاني ..
ياتي امرؤ القيس بأوصافه التي لم يسبق إليها ,
ثم النابغة ثم قس على ذلك إلى المتنبي واللذ أتى بمحدثات و مبتكرات في المعاني والصور,,
....
فاسألِ الله أخي الكريم من فضله أن يفتح عليك فهو سبحانه بيده مقاليد الأمور
ومفاتح الغيب, وهو سبحانه ذو الفضل العظيم.
والسلام,,,
ـ[السفير]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 09:21 ص]ـ
أساتذتي الأفاضل:
أنا أسأل عن وسائل الإبداع، لا عن ماهيته.
فليس شرطا أننا إذا لم نعرف الماهية، لزم من ذلك ألا نرى الآثار، ولن نعدم بعدها التقنين لذلك الإبداع بقدر ما وصلت إليه تجاربنا. لو كان الإبداع في الشعر غير معروف وغير مستطاع، لما كان للنقد لزوم. أليس كذلك.
أما اللغة فتتفاوت أيضا: هناك اللغة العادية، كما نجدها في النظم، وهناك اللغة الشاعرة، كما نجدها في قصيدة (الحمى) للمتنبي مثلا.
أشكر لكم أخوي الكريمين: أبو خالد و رؤبة تعقيباتكما. ولكنكما سطحتما المسألة، وأعدتماني إلى نفس الإشكال ;)
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 05:31 م]ـ
أشكر لكم أخوي الكريمين: أبو خالد و رؤبة تعقيباتكما. ولكنكما سطحتما المسألة، وأعدتماني إلى نفس الإشكال ;) [/ quote]
المسألة أعمق من إدراكنا جميعا وأنت تقول سطحناها؟
سأحاول بطريقة أخرى: ضع دورا لتجربتك الذاتية في صياغة شعرك وفعل ذاك الدور
((لو كان الإبداع في الشعر غير معروف وغير مستطاع، لما كان للنقد لزوم. أليس كذلك) من قال ذلك؟
قلت: ((وأما الإبداع والابتكار فلا أنا ولا أنت ولا غيرنا يستطيع أن يقدم لنا صورة عن ماهية الإبداع لأن الإبداع لا لون له ولا طعم ولا رائحة , إنه موهبة احتار النقاد في تعليلها))
وقلت ((إن الابداع يا شاعرنا ليس محدودا فيعرف , أو محصورا فيلاحظ .. ))
وقال رؤبة ((الإبداع: هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
لا أستطيع أن أصف وراء هذا وصفاً,,))
¥