وقفتُ هنا مليًا أتأمل!
يا لله!
يا لازدحام الأوجاع، وضجيج السؤال!
قرأتها مرارًا، وعدتُ أجرّ:
عبراتٌ في إثرها عبراتُ
في ركام السنين أنت عويلٌ
لَفَظَتْهُ الأوجاعُ والحسراتُ
أدهشني التصوير هنا!
أي امرئ هذا الذي لا يزال ينبض وقد صار من ألفاظ الأوجاع والحسرات؟!
عجيب أمر المبدع!
على أن (لفظته) تحتمل أن تكون بمعنى (تلفظت به)، كما تحتمل أن تكون بمعنى (تخلصت منه).
أما أختكم قصيرة الباع فتميل إلى المعنى الأول، ويكفيك أن تتخيل الأوجاع والحسرات خطيبة في ركام السنين، وقد صار ذاك المسكين ألفاظها التي تنتظم في خطبها!
وحسبك بخطب الأوجاع!
وقفتُ هنا أتأمل بإعجاب وألم:
أَبْكَمُ الخَطْوِ والمدى حَشْرَجَاتُ
أبكم الخطو يا شيخنا الطائي؟!
يرحمك الله! أبصرتَ حالك وأنت تُسمع كلّ من شهد مجلسنا وقع خطاك، فعددتَ مَنْ لم يُلْفَ ذا خطوٍ كخطوك بائسًا!
لك الله، صدقتَ يا شيخ، صدقتَ.
ظامئُ العمرِ والليالي سِغَابٌ
والأمانيُّ قطرةٌ وفُتَاتُ
ظمأ العمر .. وسغب الليالي ..
يا للرقة لُفّتْ في رداء الوجع!
أستاذنا الكريم
غنائية عذبة، مترعة بالألم والوجع، لكنها من ذلك الحرّ الذي يهزك، فتألفه منذ النظرة الأولى.
كنتُ دائما أنظر للتاء في القافية نظرة غير راضية، لكنها جاءت في بنائك الباكي وكأنها دمعة تترقرق من كل بيت!
مبدعنا الكبير:
دعنا نذرعك إلحاحا، كما ذرعت الزمان سؤالا، بتواصل مع الإبداع ما استطعتَ إلى ذلك سبيلا.
شكر الله مسعاك ..
ما أخلفني بَرْقُك ما وعدنيه من وابل صيّب
قراءة متأنية وولوج متقن إلى زوايا النص بكلّ مهارة
سرّني وشرّفني هذا الهطول النديّ
وذُهلت من دقة النظر وشفافية الذائقة عندما تجلَّيْتِ على لفظة (لفظته) بما يبعث على الإعجاب والإكبار
لك الشكر عدد نبضات قلبك وأنت تجتزئين من وقتك الثمين لِتَسُرّي أخاك بهذه الإطلالة المبهجة
حفظك الله أختي الكريمة ...
ـ[الطائي]ــــــــ[20 - 12 - 2006, 09:22 م]ـ
شاعري الحبيب
طائي الفصيح الأريب
وانبجست قريحة الطائي تصويرا ناضرا، وتعبيرا ساحرا
وتجلى النهيد واهتاج القصيد
لقد قرأتُ شعرا هو الشعر
وقرأتُ نقدا هو الشعرُ فاقرأوا ثانية وثالثة:
القامة الشاهقة في الشعر والأدب / محمد الجهالين ينحني هنا!!
شرفٌ لي مرورك أيها الفاضل
ووسام على أحرفي هذا الثناء العطر
أُثَمِّنُ لك هذه النفحة أيها الأخ الحبيب ..
دمت لنا وللفصيح ...
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 04:48 ص]ـ
ماذا سأضيف وقد مر من هاهنا معالي ومحمد الجهالين؟ لله در هذه الأبيات ودر قائلها. أصدقك القول أن لما قرأت شعرك أحسست بانسياب الألفاظ وتناسقها المعنوي والصوتي, فأتيت بالحروف المؤدية للمعنى الذي تحمله كلماتها. فأنت تنظم بالحرف وبصوته, وهذا صعب جدا ونادر جدا.
لَفَظَتْهُ الأوجاعُ والحسراتُ
العين والحاء حرفان للتوجع والتحسر والتألم
أَبْكَمُ الخَطْوِ والمدى حَشْرَجَاتُ
حشرجات: صعوبة الكلمة وحروفها تعبير عن الحشرجة المراد تأدية معناها.
من يضجّون فوق ظهرك أَمْ مَنْ
سكنوا الصمتَ حيث لا همَساتُ
يضجون: الكلمة نفسها ضجيج
سكنوا + همسات = حروف سهلة مهموسة
أضجرتْه الأحزانُ والعبراتُ
أضجرته: كلمة صخبة الإيقاع, بالعويل توحي والضجر.
بسم الله وما شاء الله وتبارك الله.
ـ[الطائي]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 04:12 م]ـ
ماذا سأضيف وقد مر من هاهنا معالي ومحمد الجهالين؟ لله در هذه الأبيات ودر قائلها. أصدقك القول أن لما قرأت شعرك أحسست بانسياب الألفاظ وتناسقها المعنوي والصوتي, فأتيت بالحروف المؤدية للمعنى الذي تحمله كلماتها. فأنت تنظم بالحرف وبصوته, وهذا صعب جدا ونادر جدا.
لَفَظَتْهُ الأوجاعُ والحسراتُ
العين والحاء حرفان للتوجع والتحسر والتألم
أَبْكَمُ الخَطْوِ والمدى حَشْرَجَاتُ
حشرجات: صعوبة الكلمة وحروفها تعبير عن الحشرجة المراد تأدية معناها.
من يضجّون فوق ظهرك أَمْ مَنْ
سكنوا الصمتَ حيث لا همَساتُ
يضجون: الكلمة نفسها ضجيج
سكنوا + همسات = حروف سهلة مهموسة
أضجرتْه الأحزانُ والعبراتُ
أضجرته: كلمة صخبة الإيقاع, بالعويل توحي والضجر.
بسم الله وما شاء الله وتبارك الله.
الأخ الكريم / ضاد
أرحب بك في ظل أحرفي المتباكية
وأشكر لك كريم حضورك
هذه هي المرة الأولى التي يتطرق فيها أحد إلى الناحية الصوتية لما أكتب
وقد أريتني من النص ما لم أره
أحييك أخي الفاضل .. فتناولك للنص من زاوية مختلفة أفادني كثيرًا ..
أكرر الشكر والترحيب أخي الفاضل ...