ضاق بالحزن - ويح مسعاه - قلبي
فالذي فيه يخنق الآفاقا
اعتراض \ويح مسعاه\ يلخص القصيدة منذ بدايتها.
فالمقدَم عليه أمر تُحذر عاقبته,
أمر غير مرغوب فيه.
و\ضاق\ القلب بالحزن,
وحق له,
فالذي فيه, الذي ضاق عنه, لو ليس فيه, لخنق الآفاق.
و\يخنق\ تعبير عن شدة الشيء,
ضاق به حتى سد نفسه,
فكأنه خانق.
وأرقت المداد دمعا سخينا
بعنائي يكاشف الأوراقا
الدموع مداد الشعراء,
تنزل \سخينة\ فينبت منها ما أسميه \شعر الأزمات النفسية\,
وهو يكون أعنف الشعر وأجوده,
وانظروا إلى شعر المتنبي في الحمى وشعره في الإخشيدي,
نتاجي أزمتين نفسيتين.
عجز الشعر عن معاناة قلبي
فإذا بي أناشد الأحداقا
وتنسكب الدموع,
غير أن الشعر لا طاقة له بهذه الجوائش,
لا يعرف كيف يصوغها (وهو صاغها في هذه الرائعة) ,
ويتولد من العجز إبداع.
العجز عن الإبداع إبداع أحيانا,
كما العجز عن الشكر قمة الشكر,
والعجز عن الوصف أبلغ الوصف ..
فيترك مكانه للأحداق تعبر عما في الداخل:
تذركني بيتا قلته:
أماه, إن عجز اللسان فأدمعي -- لَلتُرجمان لذي الفؤاد المُجهَدِ
رب دمع يسيل منها فألقى
عزوة القلب دمعة رقراقا
ويسيل الدمع رقراقا,
فلا عزاء إلا فيه وبه,
يتعزى الفؤاد به ..
آه يا عين لو دموعك تشفي
- مثلما قيل - أو تفك خناقا
\أو تفك خناق\ القلب المختنق,
بيد أن الدموع لا تشفي \اليائس\,
بل تزيده حسرة,
ليت والليت لاتزيدك إلا
يأس قلب وبالهموم اختناقا
فلا تنفع الأماني بعد فوات الأوان,
والحسرة تزيد في الألم,
ولات حين حسرة ..
ألف هيهات أن تعالج قلبا
بدموع , إذا بما فيه ضاقا
لا تعالج بالأسى الأسيات,
ولا الدموع الدوامع,
ولا بالحزن الحوازن,
فهنا ليس \وداوني بالتي كانت هي الداء\ ..
قويصدة رغم قصرها إلا أنها مفعمة بالمعاني,
تناولت غرضا فركزت فيه ولم تخرج عنه.
فأتت مشبعة بالتباريح.
تناولك للغرض جيد وبحر الخفيف ساعدك على ذلك.
الروي القاف يأتي في قصائد الحزن فيزيدها شرَقًا وغصة,
ويكون بإيقاعه وقع النحيب.
رأيي خطأ ربما يحتمل صوابا.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[26 - 01 - 2007, 06:20 م]ـ
أشكر لك يا أخي ضاد مرورك وملاحظاتك
ـ[نمر]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 03:31 ص]ـ
جميل ما كتبت
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 10:07 م]ـ
يا ابا خالد قصيدك راقا = كل نفس تعانق الآفاقا
وأحال الدموع عزف قلوب = أغرقت من أحزانها الأوراقا
رب دمع جرى فكان دواء = لسقيم درى السقام وذاقا
*****
لأبياتك مذاق يلذ كل حزين، ويطيب لمن يعلم أن الدمع كما قالت الخنساء:
إن البكاء هو الشفاء من الجوى بين الجوانح
فتقبل تحيتي وتقديري.
شكرا لك أيها الشاعر
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 10:11 م]ـ
جميل ما كتبت
ومرورك أجمل
ـ[أليمار]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 06:59 م]ـ
عزيزي ابو خالد كلمات غاية في الروعة حتى انني حفظتها من كثرة قرأتها أتمنى لك التوفيق لك ولموهبتك
ـ[ابو مسلم]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 04:38 ص]ـ
جميل ما كتبت
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 11:26 م]ـ
عزيزي ابو خالد كلمات غاية في الروعة حتى انني حفظتها من كثرة قرأتها أتمنى لك التوفيق لك ولموهبتك
شكرا لك
ـ[ربيع سعداوي]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 06:41 م]ـ
البدء بضاق والخاتمة بضاق .. فماذا اقول عن البين بين .. ؟
دعني اقتبس منكم
عجز الشعر عن معاناة قلبي
فإذا بي أناشد الأحداقا
بصراحة اعجز عن التعبير امام هذا الطود الشامخ واستحي من قوافيه
دمت لنا بجكمياتك وتحكمك في فنيات القصيدة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 03:42 ص]ـ
شكرا لك أخي ربيع على مرورك
ـ[ربيع سعداوي]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 07:21 م]ـ
فكيف تظن بي الظنون في تعليقك على مشاركاتي ونقدك الممتاز؟
انت في مشاركتي أنا في الحس شاعر كان ردك فيه خروج عن اللزوم .. صدقني لو غيرك من كان رده ذاك للقنته الدرس الذي لا ينسى .. انا احترمك واستحي منك فقط ..
ـ[ربيع سعداوي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 07:31 ص]ـ
استاذي العزيز
مرة اخرى ولانني بصدق واخلاص اجلك واحترمك .. اقدر قلمك واعترف بفضلك علي وانت تأخذ بيدي الى بر الامان بذلك النقد الطيب والممتاز ..
اقول/ مرة اخرى ارجو منك التفضل بقراءة ردي عليك وقته فستجد صدق ما اقول .. /
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 02:25 م]ـ
أعتز باحترامك لي
ولأنك تحترمني أنا أحترمك
ولأنك تحترمني فستلبي طلبي عندما أطلب منك عدم هجاء الناس هنا
ـ[ربيع سعداوي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 03:55 م]ـ
ولأنك تحترمني فستلبي طلبي عندما أطلب منك عدم هجاء الناس هنا
طلب الاستاذ الشاعر القدير الغالي غالي .. اكيد طلبك على الرأس والعين ..
انا لبيت طلبك استاذي الشاعر ..
اخي العزيز
عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 04:09 م]ـ
وأثناء ما كنت أرد عليك هناك كنت ترد علي هنا ربما اتفقت أرواحنا
سألتني عن كيفية التصرف مع صنف من الناس وسأجيبك
يقول الله تعالى ((قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً) (الاسراء:84)
وأنا ممتن لاستجابتك لي
وكل عام وأنتم في خير
¥