تردّى ثياباً أحكم الظلمُ نسجَها=على هيكلٍ للسوءِ آيتُهُ الكبرى
ثيابٌ تُريك الشرَّ في شرِّ صورةٍ =وتكسو من الأدواءِ أفتكَها طُرّا
وإن شئتَ تُجريها مع الفجر نشوةً=نؤاسيّةً من كلّ فاتنةٍ أغرى
تُرينا ليالي شهرزادَ وما بها=من السّحرِ من ألفٍ مُعتَّقةً حمرا
تتيه على الإبداعِ في وصفِ عالمٍ=تغيب عن الأوهام رَوْعتُهُ الغرّا
بحيث عيونُ الشعر أروعُ فتنةً=من الأعين النجلاء ناعسةً سكرى
تبارك ذاك الطرسُ ما أكرمَ الذي=أفاض وما أجدى بمُجدبةٍ وَفْرا!
سئمتَ حياةَ الناسِ لا البرّ ترتجي=لديهم ولا للدهر تحملُهم ذُخْرا
وكنتَ على الحالين من غير صاحبٍ=سوى صاحبٍ يُبكيكَ من جَذَلٍ فخرا
وطفتَ بلادَ العُرْبِ لا أرضَ غاشمٍ=أقمتَ بها حتى هربتَ إلى أخرى
بلادٌ تفيض الخيرَ في كل وُجهةٍ=على أن أهليها قد افتقدوا الخيرا
يرودون أصقاعاً وهم موئلُ الغنى=ويرجون أنواءً وهم ملكوا البحرا
قصارى أمانيهم فراقٌ وغربةٌ=وعيشٌ يُريكَ الموتَ أمنيةً كبرى
وكنتَ نديمَ الشامِ والشعرُ خمرةٌ=بكأس القوافي الغرِّ تُطربُها سُكْرا
فما الشامُ في عينيكَ إلا صبابةٌ=وآهاتُ مشتاقٍ تؤرّقُهُ الذكرى
وما الشامُ في عينيكَ إلا كرائمٌ=تفيضُ على اللاجين من كرمٍ بحرا
شأت فاستظلّ الدهرُ في ظلّ عطفها=فكم برأتْ جُرحاً وكم كشفتْ ضُرّا
فيا جيرةً في الشام سَقْياً لأرضكم=وَرَعْياً لمن غنّى لمشرقها عمرا
نص الشاعر أبو خالد (مع النجوم) المنشور بتاريخ 22/ 11/2006
هذه قصيدة قديمة , ولاحظت عليها عدم الترابط فهي تحتاج إلى إعادة ترتيب فالله الله
أنا راحل يا أنجمي فارثوني =وابكوا فإن أحبتي وأدوني
وابكوا علي إذا افتقدتم سهرتي = ما بين ليل حالك وسكون
وترقبي الليل الكفيل سواده = بحجابنا عن كائنات الكون
هذي حياتي يا نجوم وأنت من = سمعت بقلبي أنة المحزون
ماذا يكون بوسع مثلي فعله = إن ألهبت قلبي العليل شجوني؟
وتزاحمت مأساته وهمومه = يغفو ويصحو فوق جمر ظنوني
والصمت دس مواجعي فجرت بها = عيني بدمع ساخن وهتون
وتزافرت روحي الأسى فتحشرجت = زفراتها بعذابها المكنون
وجد وآلآم تثور بمهجتي = وضرامهن مقرحات جفوني
وذكرتهم في حرقة فتهاملت = عيناي هلا فكروا بعيوني
يا أنجمي روحي استبد بها الأسى = لما رأيت أحبتي هجروني
وتعز أحلامي علي وقد بدت = بعد اخضرار شاحبات اللون
سلبوا الحياة بنأيهم عن مقلتي = ومن الهلاك بصدهم أدنوني
قد خلفوني للعذاب ضحية = ولكم سقوني كأسه وسقوني
لم يتركوا مني سوى حبي لهم = وسوى اشتياقي قربهم وجنوني
ووجدت إرث القلب من حبي لهم = سقمي وحزني واصفرار غصوني
حبي لهم والويل من حبي لهم = حبي لمن في راحتي أضنوني
ابكوا علي نجوم ليلي إنما = تبكون من قتل الهوى فأبكوني
ابكوا علي فما لودي حافظ = حاشاكمو فأحبتي جحدوني
وإذا رحلت عن الحياة فبلغوا = مني السلام إليهمو وانعنوني
25/ 10/1415 ابو عريش
نص الشاعر أبو خالد (أربعة كبيضة الديك) المنشور بتاريخ 23/ 11/2006
أنا أبكي أنا من ليس يبكي = أنا من ليس عادته التشكي
أنا من نفحة الكبر استشاطت= به في الكون حتى صار ملكي
أنا أبكي ولو تدري الليالي= بما يبكي الغليظ لسوف تحكي
حكايا ملؤها حزن توالت = على قلب ظلمت بسوء حبكي
شعبان 1419 جدة
نص الشاعر أبو أحمد (يا ليتك الطير) المنشور بتاريخ 25/ 11/2006
المنسرح بحرٌ قيل عنه إنه يتصف بالأناقة والجمال والرصانة، وربما لن تجد الطيَّ في مستفعلن (مستعلن) أجملَ إلا في هذا البحر، وقد أوجبوها في عروضه وُجوباً. من على شاطيء هذا البحر العذب، أتقدم إليكم بهذه القصيدة راجيا ان تنال رضاكم:
يا لَيتَكَ الطيرُ
يا ليتكَ الطيرُ هائمٌ طَلِقُ=بين الأفانين ِ صادحٌ أنِقُ
تطيرُ للشمس في أوائلِها=فترقُبُ الفجرَ وَهْوَ ينطلقُ
كما انبثاق ِ الصَّباءِ بُرعُمُهُ=في مطلع العمر ناضرٌ وَرِقُ
يا سارياً والجمالُ بُغيَتُهُ=تسري إلى الروض شاقكَ الألَق
وتلثِمُ الزهرَ والفؤادُ شَج ٍ =في لُجَّةِ الوجدِ غائصٌ غَرِقُ
لعلَّ منكَ الجوى يَخِفُّ =إذاشُغِلْتَ لثماً، وهاجكَ العبَقُ
لو يسمع ِ الزهرُ ما بقلبِكَ مِن=خفْق ِ المُعَنّى لظلَّ يَسْتَرِقُ
أو تعلَمِ الوُرْقُ كم ضَنيتَ أسىً=لَمَا تغنّت وشفَّها الأرَقُ
ما للأقاحي ترِفُّ مُثقلَة ً=مِن حَمْلِها الطَّلَّ عَلَّها الرَّهَقُ؟
¥