وروى لي بعض أساتذتي أن بعضهم أخذ يتعاطى قول الشعر فذهب الى شاعر كبير ومعروف، فقال له أني أقول الشعر وأريد أن أعرضه عليك، فقال اذهب واحفظ الف بيت من الشعر وتعال إلي، فلما حفظها جاء اليه فقال لقد حفظت ألألف بيت، فقال اذهب وانسَ تلك الابيات ثم عد إلي، فذهب وعاد بعد فترة فقال له لقد نسيت ما حفظت فقال: الآن اذهب واكتب شعراً ثم اعرضه علي.
والغاية من هذا ليس الحفظ لأنه أمره أن ينسى ما حفظ ولكن لأن الوسيلة الوحيدة كانت هي الحفظ فلم تكن هناك كتب متوفرة للقراءة وانما الوسيلة هي الرواية والحفظ، وهذا يكافئ قولنا إفرأ ألف بيت من الشعر ولكن لا تحفظها لأجل تكوين الخزين الفكري من الألفاظ والأخيلة والصور الشعرية التي يرجع اليها الشاعر دون الإغارة على لفظٍ بعينه أو معنى بعينه وإنما يرجع الى خلفية ثقافية شعرية مجتمعة من ثقافات عدة ٍ بلا تحديد.
س2 - كيف أو ماهي الطريقة المثلى للحفظ مثلا يبدأ بالبحور او بالشعراء او بالعصور (مع التوضيح مثلا اذا اراد ان يبدأ بالبحور فبأيها يبدأ. ون كان بالشعراء فبمن.وان كان با العصور فبأي شعراءه يبدأ)؟
ج2:عليه أن يبدأ بالتعلم نظرياً تطبيقياً في آن واحدٍ بمعنى أن يتعلم العروض
والقوافي أو على الأقل يقف على تعريفاتها ومصطلحاتها وحدودها ويحاول أن يستنتج ما درس أو ما اطلع عليه من خلال قراءة القصائد والمقطعات الشعرية أو الدوواين الشعرية.
أما إن كان المقصود أي البحور هو الأسهل للتعلم والبدء بالنظم فالجواب هو بحر الرجز لسهولة تفاعيلة وكثرة جوازاته وهو يسمى بحمار الشعر أو حمار الشعراء لتمكن الجميع من امتطائه، وإن كنت شخصياً أفضل للمتعلم أن يبدأ ببحر الكامل لأنه أعذب وأجمل وأرقُّ البحور الشعرية وأكملها ومن تمكن من النظم فيه نظم في غيره بلا إشكال وهو بعد يُحسِّنُ ذائقة الناظم ويرقق نظمه.
أما الشعراء فزهير بن أبي سلمى لفصاحة ألفاظه وخلوها من الحشو والمتنبي لسعة الألفاظ وكثرتها وجزالتها وقوتها ورقتها وتنوع الصور والأخيلة والخبرة اللغوية الواسعة المنثورة في الديوان وحسبك أن شعره مالئ الدنيا وشاغل الناس وناطق عن ألسنتهم.
أما العصور فالعصر الجاهلي لكمِّ الألفاظ وفصاحتها والعصر العباسي رقة القصائد وتنوع أغراضها.
س3 - ماهي الكتب التي لاينبغي لمكتبة الاديب الخلو منها وماهي اجملها في رأيك؟
ج3: يختلف هذا باختلاف الذائقة الشعرية خاصة والأدبية عامة، وأما الشائع:
القرآن الكريم وهو سيد الكتب وتاج المصادر.
وكتاب نهج البلاغة وهو فوق كلام المخلوقين ودون كلام الخالق.
والصحيفة السجادية لفصاحة كلامها وبلاغتها.
و شرح المعلقات للزوزني أو التبريزي.
جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي.
المفضليات.
الأصمعيات.
كتب تأريخ الأدب العربي ولعلّ أفضلها ما كتب: الدكتور عمر فروخ والدكتور شوقي ضيف والمستشرق بلاشير وبروكلمان.
الدواويين الشعرية وأهمها ديوان أمرئ القيس وزهير والنابغة الذبياني والمتنبي ولزوميات المعري وأبي فراس الحمداني والرصافي وأيليا أبي ماضي وديوان النقائض.
نقد الشعر لقدامة بن جعفر.
العمدة للقيرواني.
المصون في الأدب لأبي أحمد العسكري.
عيار الشعر لابن طباطبا العلوي.
كتب الأمالي وأهمها أمالي الزجاجي والقالي والسيد المرتضى.
كتب المقامات لزخارتها بالألفاظ وألامثال والتشبيهات وأهمها مقامات بديع الزمان والحريري والشيخ ناصيف اليازجي.
س4 - ماهي افضل مراجع علم العروض وهل القراءه فقط تكفي ام لابد من شرح؟
بعض المصادر لا تحتاج الى شرح وبعضها لا يمكن الاستفادة منها دون شرح، وأهمها:
ميزان الذهب في صناعة أشعار العرب / السيد أحمد الهاشمي.
فن التقطيع الشعري / د. صفاء خلوصي.
العروض تهذيبه وأعادة تدوينه / الشيخ جلال الحنفي.
الكافي في العروض والقوافي / أحمد بن شعيب الخواص.
الكافي في العروض والقوافي / للخطيب التبريزي.
شرح تحفة الخليل / عبد الحميد الراضي.
الأدب الرفيع في ميزان الشعر وقوافيه / الرصافي.
العقد الفريد / الجزء الخامس / كتاب الجوهرة الثانية / ابن عبد ربه الاندلسي.
الشعر بين الجمود والتطور / العوضي الوكيل.
موسيقى الشعر / د. ابراهيم أنيس.
العروض والقافية / د. عبد الرضا علي.
وأما كتب القوافي،فأهمها:
القوافي /للأخفش.
¥