لازلت أرمى بالسهام أعدها =في القلب هذا مخطىء ومصيب
نقول: ما زلت, ولا أزال, لأن \لا زلت\ دعاء بعدم الزوال كقولك \لا زلت ولا زال ملكك\
فصلك بين \أرمي بالسهام\ و\في القلب\ أربك المعنى, أم ليس بينهما ارتباط؟ فهل \في القلب\ مرتبط بـ\أعدها\ أي السهام أُعدت في القلب؟ فإذا كان كذلك فعلام ترمي السهام؟ فمن أو ما تصيب وتخطئ؟
سامرت آمالي فكان حديثنا =صمتا على أفواهنا مكتوب
لن أناقشك في إعراب \مكتوب\ فقد طال الحديث فيه:)
أحسبه بيت القصيد. صورة جميلة. تذكرني بقصيدة \الأخ تلميذ مبتدئ في الصمت\
ناديت أحبابي ولست بمسمع =من كان في عمق الفؤاد يجوب
صورة غريبة, فإن كان الأحباب في عمق الفؤاد فكيف لا يسمعونك وهم بين جنبيك؟ أم أن صورهم وذكراهم هي التي في الفؤاد؟
وسريت بالجسد السليب عقاله =خبطا يسير وعقله مسلوب
ما الفرق بين \سليب عقاله\ و\عقله مسلوب\؟ هل عنيت بالعقال القيد المفكوك؟
هل راجعت كلمة \خبطا\؟ لأن هناك فرقا بين \الخبط\ والتخبط\ فالأول هو الوطء الشديد للأرض ويقال \خبط عمياء\ و\خبط عشواء\ للدلالة على السير أو الفعل بغير هدى, ويقال \خبط الليل\ أي \سار فيه بغير هدى\ ولعله المعنى الذي أردته, لما في السري من معنى الليل.
وكأنه في البعد عني يوسف =لما بكى لفراقه يعقوب
أصدقك القول أني حذر جدا في التضمين القرآني والإسلامي في الشعر, وأتحاشى ذكر الأنبياء أو الجليل عز وجل في الشعر تشبيها, حتى لا أكون ممن تنطبق عليه آية سورة الشعراء, ولذلك أرفض التشبه بالأنبياء في الشعر, وأوافق على التشبه الجزئي, كقولك: "أنا حسدني إخوتي كما حسد يوسفَ إخوته",
ولذلك أنصحك بمراجعة البيت.
كيف الوصول إلى مرابع وده؟ وطريقه درب الهوى الملحوب
مرابع: جمع مربع, وهو الموضع يقام فيه زمن الربيع
الملحوب: أي الواضح البين
خلل في الصورة لأن الطريق الملحوبة هي طريق واضحة بينة وليست صعبة كما أردت التعبير عنه في البيت. أم أني لم أفهم الصورة؟
جرح ندي كلما طببته =قيل الدواء لجرحنا المحبوب
هناك انقطاع في المعنى بين البيت السابق وهذا.
مزحة::) أين طبب الأنا هذا الجرح؟ عند الطبيب النفساني؟
إن الأماني تستفيق بخاطري=فهي الزهور وإنني اليعسوب
صورة جميلة للأماني واليعسوب الذي يطير حولها فينهل من رحيقها ويدر علينا بهذا الشعر الجميل.
وددت لو بدلا من \تستفيق\ قلت \تنبت\ أو \تتفتح\ أو مثل ذلك, للدلالة على الزهور وطلوعها, لأن الزهور لا تستفيق.
والنفس صدت كلما منيتها=ظنت بأني في الهوى عرقوب
عرقوب: رجل من العمالقة يضرب به المثل في خلف المواعيد,
ولذلك لا تصدق النفس الأنا لما تعرفه عنه من إخلاف وعوده وأمانيه.
جميل هذا التضمين بالمثل العربي القديم.
والعاذلات إذا مررن هزئن بي=رفقا فإني البائس المنكوب
لماذا تخصيص العذل بجنس النساء؟ غريب!
لاتقرؤوا قول المحب فإنه=جرح يسيل ودمعة ولهيب
جميل ختام القصيدة.
إن عندك ملكة شعرية, وصورا تريد نشرها غير أن الألفاظ لا توفق أحيانا في اختيارها. كما أنك تفتقد أحيانا إلى الترابط المعنوي بين أبيات القصيدة.
قصيدة جميلة فواصل.
اعلم أن قولي خطأ يحتمل الصواب, وقولك صواب يحتمل الخطأ,
وأني ما أردت بنقدي استعراض مقدرات, إنما إرشادا وتبصيرا.
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 02:19 م]ـ
شكرا لأخي ضاد على هذا المجهود الرائع.
اعلم أن قولي خطأ يحتمل الصواب, وقولك صواب يحتمل الخطأ,
في انتظار أستاذنا (الجهالين) ,وبقية الزملاء
احترامي للجميع.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 07:23 م]ـ
ها هو أبو الأسود جاءنا برائعته متواضعا , قصيدة جمع فيها رقة الحس وحسن التصوير
سامرت آمالي فكان حديثنا =صمتا على أفواهنا مكتوب
الله الله
لازلت أرمى بالسهام أعدها =في القلب هذا مخطىء ومصيب
جميل لكن عطفك مصيب على مخطئ يتطلب اسم إشارة آخر , لأن الخطأ والصواب هنا منسوبان لسهم واحد ((هذا مخطئ وهذا مصيب) ولكن الوزن لا يقبل فلو قلت
منها مخطئ ومصيب؟
هذي صروف الدهر تكسر خافقي =ياليت مكسور الجناح يؤوب
كسر الخاطر أشهر
وكأنه في البعد عني يوسف =لما بكى لفراقه يعقوب
القول فيه ما قاله ضاد
(((بواسطة ضاد
ناديت أحبابي ولست بمسمع =من كان في عمق الفؤاد يجوب
صورة غريبة, فإن كان الأحباب في عمق الفؤاد فكيف لا يسمعونك وهم بين جنبيك؟ أم أن صورهم وذكراهم هي التي في الفؤاد؟))
يزيل غرابتها وضع علامة تعجب في آخر البيت
ولست بمسمع =من كان في عمق الفؤاد يجوب!!!
فكأن الشاعر يتعجب من عدم سماع ندائه لحبيب قريب منه بل في قلبه وما ذاك إلا تجاهل من المحبوب أو ابتعاده عن عين عاشقه
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 10:54 م]ـ
أستاذناأبو خالد لقد أسعدني مرورك ,لاحرمنا الله توجيهاتك
اعلم أن قولي خطأ يحتمل الصواب, وقولك صواب يحتمل الخطأ,
في انتظار بقية الأساتذة