تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وداع .. (شعر).]

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 12:44 م]ـ

رافقت بلبلا مدة أوحى إلي فيها ما أوحى .. ، وغاب عند نهاية الربيع الفائت، وليته يعود ..

في غيبته، أيضا، أوحى لي بالأبيات التالية:

وداع ...

ودّع َ الصبرَ محبّ ودّعك = ذائعٌ من سرّه ما استودعكْ *

مرّ من بُعدك ما روّعني = أتُرى يا حلو بُعدي روّعك؟ **

قد حباك الله حسا مرهفا = جل يا بلبل ربّ أبدعك!

فيك يا هائمُ ما لوعني = مشعلا وجديَ مما لوّعك

عندما طرت بعيدا في الفضا = رفّ قلبي علّهُ أن يتبعك

ليس لي عنك مدى العمر غنى = يا ملاذي في الجوى ما أروعك!

غبت عني والأماني أفلت = أين منها رجعة كي ترجعك

كيف فارقت حبيبا غارقا = في الضنى أولعه ما أولعك؟

هل تخليت عن العهد معي = أم حسود من غرامي منعك؟

أم أنيني من سهادي في الدجى = طال أسماعَك حتى أفزعك

غشي الأيكة من بَعدك ما = أخرس الطيرَبخطبٍ قرعك

وجمار الحزن أذكت اضلعي = مثلما حزنك اذكى أضلعك

يا يراع الحب يا نبع الهوى = وزفيرُ الشوق يغذو منبعك

كنت لي خير نجيّ في المنى = وأنا الآن أناجي موضعك

يا شقيق الروح إني ولِهٌ = ما سهت روحيَ مني موقعك

كلما سالت دموعي حُرقة = عَطفُك الثائريُجري مدمعك

يا حبيبي مثلما أودعتني = من شفيف الحب قلبي أودعك

كم تغنيت بما صبّرني = لتواسيني وتخفي وجعك

وترنمت بإلفين شدا = منهما الوجد بحب أترعك

أيها الصادح كم أغنيةٍ = رحت فيها لسراب خدعك

عندما ولّى الربيع انتثرت = كل أحلامك ترثي مربعك

إن في جنبك قلبا جزِعاً = ظل يشكو الصبر حتى جزعك

أيها الملذوع من نار النوى = مهجتى تصلى ببين لذعك

ردد الألحان فيها شجني = إنما ضيعني ما ضيعك

وابكِ يا بلبل ما يَحزُنُنا = في فؤادي مقلة تبكي معك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ابن زيدون.

** أحمد شوقي.

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 12:54 م]ـ

أهلا بالحبيب أبو أحمد أين أنت يا أخي لقد اشتاق لك الأدب وأصحابه

ما أجمل ما نقلت ....

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 01:11 م]ـ

أخي الحبيب رائد. ع،

أنا اكثر اشتياقا لكم يا إخوتي، ولكني غبت مؤقتا حتى تم إصلاح شبكة الكهرباء في بلدتنا.

بالنسبة للقصيدة فهي يا اخي رائد ليست نقلا وإنما البيتان الأولان فقط هما المنقولان، وهما بيتان معروفان، وقد بدأت بهما القصيدة إعجابا بهما، وكذلك موافقة المعاني فيهما لفكرة القصيدة وموضوعها.

حفظك الله ورعاك.

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 01:28 م]ـ

أعتذر لك، وبارك الله فيك .. فكأنك ابن زيدون قد هام ببنت المستكفي

وكأنك تطير من فلسطبن إلى الأندلس لتتغنى بها ...

ما أروع ما كتبت ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 07:57 م]ـ

مرحبًا ببلبل الإبداع , وكناري الروائع

غبت فازددنا لك شوقًا , ولقوافيك تلهفًا

وكعادتك لا تأتي صفر اليدين:)

حسنت قوافيك , وسمت معانيك ,وجمل يراعك , وازدان إبداعك

والأحزان هي هي لم تتغير , والآلام لم تتحول , والأسى لم يزل عن ساحة قريضك. وأعذرك؛ ما عانى أحد بما عانيت إلا أحس إحساسك , وآلمه ما آلمك.

أزال الله همك , وكشف غمك , وأراح بالك

غبت عني والأماني أفلت

أظنها أفلتت , فأفلتت التاء منك , لكن ليس كما أفلتت القدس من بين أيدينا , فشتان ما بينهما , فالأولى سهوًا , والثانية تخاذلاً وتهاونًا

قد حباك الله حسًا مرهفًا

إي والله لقد حباك الله ذلك

دمت أيها المبدع

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[17 - 01 - 2007, 08:38 ص]ـ

أخي الحبيب الأستاذ أبا طارق،

كم أنا سعيد بزيارتك وتشجيعك يا ذا القلب الصادق الحنون والاحساس المرهف.

الأحزان تطغى علينا شئنا ام أبينا، سواء على مستوى الأفراد (رحم الله والدك الكريم وأموات المسلمين)،أو على مستوى الأمة، وهذا هو بيت القصيد، وهو ما ينعكس علينا جميعا. أرجو الله أن يعيننا على تغيير ما بأنفسنا حتى نستحق رحمته بجدارة.

حفظك الله ورعاك.

ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[17 - 01 - 2007, 12:19 م]ـ

يا أبا أحمد، خذ قلبي معك لبقايا بلبل قد ودعك

هي ألحان عذاب صغتها في وفاء نادر، ما أروعك

بلبل أنت، وما الشعر سوى شجن الروح أتى متسعك

فأحلت الشعر شجوا حالما ووهبت الفن - ودا - أضلعك

بلبل خلدته شعرا سرى أترى البلبل يوما ضيعك؟

****ما أكرم هذا البلبل! ومأ أعظم وفاءك أخي المبدع المتأنق المتألق أبا أحمد.

فقد ألهمك الفراق عذوبة الحزن، ومنحتك الذكرى روعة التناول، فجاءت قصيدتك فريدة في بابها حتى ولو كانت مصدرة بشعر شوقي وابن زيدون.

وكأني بك تريد بيان مقدرة الشاعر المعاصر على التفرد والتميز في تصوير يأخذ الفكر إلى رقي المعنى، ويرتقي بالتصوير إلى معارج الخيال المتكيء على وجدان مشبوب بالود.

أكرمك الله على هذا الألق، وحفظ عليك براعتك وصدقك.

ولك تحيتي وتقديري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير