[سجية نفس]
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[09 - 05 - 2007, 01:14 ص]ـ
(سَجِيَّة نَفْس)
ألا نظرةٌ تشفيْ إلى أجرع الحمى
إلى الجانب الشرقي من ملتقى شَمَا
إلى منحنى الوادي إلى حيث تلتقي
محاسنُ لا تفنى من البِيض كالدُّمى
ويا طيفُ مالي كلما سرتُ متهماً
نَجَدْتَ، وإن أنجدتُ غادرتَ متهما
لقد كنتُ أسقيك المدامع ثرَّةً
فها أنا لا أسقيك دمعاً ولا دما
رعيتُكَ ملءَ العين إذْ كنتَ راتعاً
بأكناف قلبي ساكناً ومخيِّما
ومن عجبٍ أني تركتكَ ترتعي
بأحشاء مجهودٍ وتذويه أعظما
بربِّكَ هل أبصرتَ في الحب واحداً
يذود على وِرْدٍ ويقتله الظما
بلى، إنّ مشتاقاً تكلّف فوق ما
تكلّف أحرى أنْ يُضامَ ويُظلما
ولستَ ترى مُوْفٍ على الحب مرَّةً
ومُخْلَصَهُ إلا وقد عاد مجرما
سجيةُ نفسٍ للزمان ذميمةٌ
ولستَ ترى من بعدُ إلا مُذَمَّما
تحمَّلْتُ أشواقيْ وها أنا كلّما
طرقْتُ لها باباً من السعد أغْتَما
ويعبس في وجهيْ من الناس عابسٌ
تجهّم حتى كاد أنْ يتثلّما
رويدكَ لا تجزع، فما أنا سائلٌ
وهيهات، قد أكرمتُ نفسيْ تَكرُّما
كأنكَ قد مُلِّكْتَ رِقّيْ وإنني
إذا لم أَشِمْ جَدْواكَ غادرْتُ مُعْدِما
فسبحان من أعطى اللئام بلؤمهم
وذاد كرام الناس عن مورد الظما
وما ليَ من ذنْبٍ فأقصَى سوى الذي
يقولون لي: فيك انقباض، وإنما
وما مانعيْ عن نَبْعَةِ الفضل مانعٌ
لأنْهَلُ منه مَطْعَماً ثمّ مطعما
ولي غايةٌ في المجد ما هي غايةٌ
ولكنّما قد طاولتْ أنجمَ السما
وما أدّعيْ فضلاً ولكنها جَرَتْ
بها أحرفٌ في دهر ليليَ أنجُما
وغايةُ هذا الليلِ أنْ ينجليْ وأنْ
يليه من الإصباح ما يُذْهِبُ العَمَى
هذا ما جرى به اللسان، وخطه البنان، والله المستعان
واستغفر الله
أحمد بن يحيى
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 05 - 2007, 01:01 م]ـ
ويعبس في وجهيْ من الناس عابسٌ
تجهّم حتى كاد أنْ يتثلّما
رويدكَ لا تجزع، فما أنا سائلٌ
وهيهات، قد أكرمتُ نفسيْ تَكرُّما
كأنكَ قد مُلِّكْتَ رِقّيْ وإنني
إذا لم أَشِمْ جَدْواكَ غادرْتُ مُعْدِما
فسبحان من أعطى اللئام بلؤمهم
وذاد كرام الناس عن مورد الظما
حياك الله أخي الحبيب أبا يحيى على هذه الاطلالة المباركة
بهذه الحلة القشيبة,,
فبارك الله لك وفيك وعليك وبك
ولستَ ترى مُوْفٍ على الحب مرَّةً
ومُخْلَصَهُ إلا وقد عاد مجرما
يا حبذا لو وضحت صورة الاجرام في معنى هذا البيت؟
ودمت في رعاية الحسيب أيها الأديب الحبيب,,
والسلام,,,
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[09 - 05 - 2007, 09:38 م]ـ
ويعبس في وجهيْ من الناس عابسٌ
تجهّم حتى كاد أنْ يتثلّما
رويدكَ لا تجزع، فما أنا سائلٌ
وهيهات، قد أكرمتُ نفسيْ تَكرُّما
كأنكَ قد مُلِّكْتَ رِقّيْ وإنني
إذا لم أَشِمْ جَدْواكَ غادرْتُ مُعْدِما
فسبحان من أعطى اللئام بلؤمهم
وذاد كرام الناس عن مورد الظما
حياك الله أخي الحبيب أبا يحيى على هذه الاطلالة المباركة
بهذه الحلة القشيبة,,
فبارك الله لك وفيك وعليك وبك
ولستَ ترى مُوْفٍ على الحب مرَّةً
ومُخْلَصَهُ إلا وقد عاد مجرما
يا حبذا لو وضحت صورة الاجرام في معنى هذا البيت؟
ودمت في رعاية الحسيب أيها الأديب الحبيب,,
والسلام,,,
أخي الحبيب / رؤبة
لا أكتب قصيدة إلا وأجدك أول المتفاعلين معها، وأول المدلين بآرائهم السديدة فيها.
فجزاك الله عني وعن جميع رواد هذا المنتدى خيرا. وأشكر الله الذي قيض لنا مثلك، فلله درك!
أخي الحبيب / رؤبة، لقد جمعتنا أخوّتان: أخوة الدين وأخوة الأدب. وربّ أخ لك لم تلده أمك.
أما بالنسبة إلى استفسارك اللماح عن معنى الإجرام في البيت:
ولست ترى موفٍ على الحب مرة ... ومخلصَه إلا وقد عاد مجرما
فمعلوم أنّ المحب الصادق المخلص لا يعود مجرما بحال. ولكنه قد يكون في نظر الآخرين مجرما، بل إنه قد يكون مجرما حتى في نظر من أحب. أو بمعنى آخر أوسع: إنه قد يوجد من يرجو لك الخير ويعمل من أجل خلاصك ونجاتك، وأنت تظن به السوء، وتظنه يريد بك الشر. فصار من أجل ذلك عندك مجرما، وليس كذلك. هذا ما أردته من معنى البيت وإن فلسفته قليلا. بدليل قولي قبله:
بلى إن مشتاقا تكلف فوق ما ... تكلف أحرى أن يضام ويظلما
هذا جواب استفسارك أخي الحبيب (رؤبة)؛ فإن كان لك رأي أو توجيه فأفدنيه بما علمك الله، لا عدمت أريحيتك وذكاءك.
أخوك المحب: أحمد بن يحيى
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[09 - 05 - 2007, 09:56 م]ـ
وتماما لما أردت بيانه من معنى البيت، وزيادة في التمثيل والبيان
انظر أخي رؤبة لحال الأنبياء والرسل والمصلحين والمجاهدين في كل زمان ومكان:
كيف يسعون في صلاح الأمة فلا يلقون إلا الجحود والنكران
انظر إلى حال نوح عليه السلام مع قومه؛ دعاهم إلى الإيمان سرارا وجهارا، ليلا ونهارا. فلم يزدهم ذلك إلا فرارا
انظر إلى موقف نبي الله إبراهيم عليه السلام من أبيه، وفي المقابل موقف أبيه منه!
أنظر إلى حال خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه، وما دعاؤه عليه الصلاة والسلام بالطائف إلا خير دليل على عظم ما عاناه في سبيل الله. بأبي أنت وأمي يا رسول الله
هكذا دائما هو حال المخلصين لقضايا أمتهم، الجحود والنكران والكفران بل والرمي بعظائم الأمور بالزور والبهتان؛ فما تراك فاعلاً بمن تدعوه إلى الجنة ويدعوك إلى النار! والله المستعان
¥