[موسيقى العزلة]
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[29 - 04 - 2007, 11:10 م]ـ
يا شحوبَ القصيدة
ماذا تقول القصيدةُ عن شجني؟
وأنا من أدرتُ الكواكبَ حين رفعتُ القوافي
وأسكنتها سكني
وأنا يا شحوبَ القصيدة طال مداي , وفاض
هواي , ومال عليَّ
ومن فضةٍ كنعاس الغزال
ومن عسلٍ كهديل الرخام
ومن نغمٍ لايحط على شجرٍ
قد رسمتُ مداي , وشردني
إنني حين أجمع زخرفةَ البرق تخطفني
شرفاتُ المدائن
تخطفني
وترش القرى
في دمي والشجر
بالتماع الذرى
ولهيبِ المطر
وأرى مايرى البرقُ فيّ وما لايُرى
وتميل خطاي على حجرٍ
حين يقصر عما أرى زمني
للمسافات بحرٌ يميل ويسقط حين تحط
عليه
وبحر تهذبه السفنُ
للقرنفل نافذةٌ
وفضاءٌ يشكله بيديه
ويطفو عليه
ويتركه حين يتركهُ
ويحنّ إليه إذا هزّه فننُ
للفضاء فضاءٌ يبعثرهُ
ثم يجمعه طازجاً كحليب اليمام , ولي بدنُ
كلما قلت: هذا قصيدي ,
سأصعد قبل الصعود الأخير على أثرٍ ليس من
أثري
هزني بدني
آهِ يا صاحبَ الركبِ ضعنا ..
ولستُ فتى الحبِ ..
لكنني شاعرٌ قذفته الرؤى ليديكَ
فضيّعكَ الإدعاء
ويا أيها الأصدقاءْ ..
سأخرج منكم عليكم ..
وأستل في (المنتدى)
غربةَ الروحِ
قد يبدأ الإبتداء ِ
بقافلة ِ الإنتماءِ
أشكّل من نزفي العذبِ
وقتاً مضيئاً ..
وصورةَ سيّدةَ الشعراء ِ
أغني على وترٍ من دماءٍ تسيل
أغني وأستلهم اللهفةَ المستغيثةَ
بالمستحيلِ
أغني .. أرى طفلةً من عبير ..
تداعبُ ذاكرةَ المرحلةْ
وتكتبُ في دفتر الأمسِ
أسرارها المقفلة
إنّ هذا الفتى
فرغ الآن من كأسه الثانيه
واكتفى حين حدّق في عتمة الزاويه ..
كان ثمة مكتبهُ
ودفاترَ أشعارهِ ..
وعلى غفلة منه أحزانه تستفيق
قبل عامين كانت له نزوةٌ وبروق ..
وهو اليومَ لامتعةٌ يرتجيها ولاهزةٌ في
العروق ..
ما الذي كان غيّرهُ .. ؟
هل هو القهر
أم ذلك الشوقُ
أم قسوةٌ من رفيقْ .. ؟
أم هو الحدسُ يوغلُ في مايراه وما لا
يراهُ .. ؟
أم الخوف مما يطيق وما لايطيق .. ؟
إنه الآن يجفل من أيما عابرٍ في
الطريقْ ..
قلتُ يا نشوةَ الأغنياتِ -
أرى البحرَ يغرقُ بي ..
والسواحلَ تضحكُ ..
والموجَ مبتهلاً
والنجاةَ الفرارْ
قلتُ: يا لحظةَ الفرحِ المستباحِ ..
الجراحُ تعرّشُ كالضوء ِ حولَ فمي ..
ودمي ناهضٌ لسماء الحروفِ الصقيلة ِ
والنغمةِ المستحيلة ِ ..
للغة - الإنتحارْ
قلتُ: ياجذوةَ الشعر
غلّلني في يديك الرجاءْ
وأدخلني موعدَ الأوفياءِ ..
رأيتُ حروفاً تفرُ إلى حيثُ
ينتظرُ الشعراءُ
وحين يبثون أقلامَهم .. يستحيلُ الخيالُ:
جراجاً ..
وحشرجةً ..
ودماءْ
كلما ناح بين يديّ الطريق
والتقطتُ خطاي لأجل القصيد الذي
كان يجلو هواي
كتفاحةٍ من ذهبْ
ناحَ بين يديّ الرفيق
ناحَ يسألني طرقي وخطاي , وأسلمني تعبي
للتعبْ
كل أرضٍ لها - حين تنسكب الأرضُ في
الأرض - خاتمها يتدفق في خصرها ,
ويعلّمها كيف تجلو كلامَ الحرير إذا لمّ زينتهُ
وارتحلْ
كلُ أرضٍ لها - حين تنسكب الأرضُ في
زعفران القبل -
قامةٌ تستدير بها , وتعلّمها كيف تصعد من
قامة الزعفران
كل أرض لها - حين تختصر الأرض فيك -
شواردها
قد تنام لديك
وتصحو لديك
وتشرب قهوتَها من يديك
ولكنها لاتدل عليك , وظلك تشربُه قامتانْ
ياغريب الزمان
ياهديلَ العيون إذا رفَّ ميعادها وانسكب
كلما اتضح الفرق بين غياب الصدى
حين يلتمع الناي فينا , وبين التماع المدى
حين نشرب قهوتنا في عجلْ
ناحَ ميعادك المستدير على قمرين , ودارت بهِ
ومضت
كلما طار طير على وهج امرأة واشتعلْ
ناحَ نهر العسلْ
ناحَ فيّ وأحرقني
وأنا يا شحوبَ القصيدة بيني وبين هواي
بحارٌ تشكلني ثم تتركني
لا هواي هواي , ولاشجني شجني
ـ[همس الجراح]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 02:09 ص]ـ
قرأت مقالة نثرية، خواطرها شاعرية.
ولم أقرأ شعراً فلماذ يا أخي نبدأ بقولك " يا شحوب القصيدة ".؟
أعتقد أنك قادر أن تكتب شعراً موزوناً. فلم لا تجرب؟
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[03 - 05 - 2007, 10:37 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز القصيدة جيدة
وهي موزونة على فاعلن والبديل عنها فعلن
الغغة والصور جيدة
أتمنى لك التوفيق والاستمرار
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 05 - 2007, 11:58 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز القصيدة جيدة
وهي موزونة على فاعلن والبديل عنها فعلن
الغغة والصور جيدة
أتمنى لك التوفيق والاستمرار
فما سر الغموض في شعر التفعيلة؟
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[06 - 05 - 2007, 09:39 م]ـ
فما سر الغموض في شعر التفعيلة؟
أهلا أخي أبا خالد
أنا لست مع القصيدة النثرية
ولست مع الشعر المسطح الذي يفضي بمكنونه مباشرة الى المتلقي
أنا مع الشعر الذي يرى الأشياء ثم يعيد بلورتها بشكل مختلف وصورة جديدة تلفت إليها المتلقي
وليس شرطا أن تفضي بمكنونها من أول وهلة إلى المتلقي
أنا أرجو أن تقرأ القصيدة مرتين أو ثلاث وسوف ترى أنها كتبت بلغة فوق اللغة
تحياتي
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[13 - 05 - 2007, 11:27 م]ـ
همس الجراح .. سوف أفعل , وشكراً لمرورك ’ كما أشكرك على ملاحظاتك الثاقبة ,, ولكن أرى أن تتعلم العروض قبل أن تتكلم