تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مرثية في حبيب فارقنا فجأة]

ـ[السدوسي]ــــــــ[26 - 01 - 2007, 09:01 م]ـ

آمل من أهل النقد النقد

خبر ألم بنا فأورى النارا ... والدمع في أجفاننا مدرارا

أدعوا الإله بأن يعين قريحتي ... قد صرت مما حل بي محتارا

قالوا أبو سلطان أصبح ميتا ... وحديثه بين الورى قد سارا

فبقيت مذهولا أقول لعله ... أن يأتي الخبر الأكيد نهارا

فإذا بها الأخبار تترى بادروا ... للراجحي وبلغوا الأنصارا

فبكته عيني وهي قبل بخيلة ... والقلب هاج لذكره استعبارا

ورفعت كفي راجيا متذللا ... والله يرغب جهرة وسرارا

يامن إذا الداعي دعاك تجيبه ... هاقد دعوتك خفية وجهارا

يارب سعد قد أتاك مكبرا ... والحج أزمع طائعا مختارا

للموت لبى صائما متعبدا ... يارب فاجعل عندك الإفطارا

يارب هاهو قد أتاك كما أتى ... صافي السريرة يرتجي الغفارا

فاجعل ضيافته أعالي طيبة ... والماء يجري تحته أنهارا

ماذا أسطر في رثاء فقيدنا ... وقف اللسان عن الكلام وحارا

دعني أهيم بذكره ياعاذلي ... وأبوح من أخباره أسرارا

لي ذكريات مع حبيبي جمة ... لكن حزني ضيع التذكارا

قد كان في دنياه شهما حازما ... جلدا على أهوالها صبارا

لما أراد له الإله سعادة ... نهج الصواب وجانب الأوزارا

كنا نشاوره فيطرق ساعة ... فإذا تفكر في الجواب أشارا

رزق الأناة ولو أراد لصاغه ... ببديهة لاتتعب الأفكارا

وترى محياه الوسيم مشعشعا ... لو كان في غلس الظلام أنارا

وجها صبيحا مشرقا متهللا ... سمحا تجلل هيبة ووقارا

بسطت له الدنيا فبت طلاقها ... من بعد ماأهدت له الأزهارا

واختار علم الشرع نبراسا له ... يعظ الأنام ويقتفى الآثارا

لو غيره لخلا بها ولضمها ... ولصاغ منها الحلي والدينارا

علقت محبته القلوب لطيبه ... ومع التواضع قد علا مقدارا

وإذا بدا خب يحاول شينه ... لاتعجبوا فالحاسدون غيارى

يلقى الحزين بضحكة مملوحة ... ينسى بها أولاده والجارا

لاغرو أن وعظ الأنام بموته ... قد كان موت حبيبنا تذكارا

يبكيه أشياخ وشبان كما ... تبكيه حزنا نسوة وعذارى

كم نعمة أبقت له بين الورى ... ذكرا جميلا طيبا معطارا

وإذا أردنا أن نلاحق خطوه ... كانت حصيلتنُا حصى وغبارا

حملوا جنازته وكان بودهم ... لو أنهم يهدونه الأعمارا

لما أعدوا اللحد صاح محبه ... قست القلوب فأصبحت أحجارا

هذا أبوسلطان في أكفانه ... عما قليل عنكُمُ يتوارى

الله أكبر ماترى من حاضر ... إلا ويبكي خفية وجهارا

هاهم شهود الله يشبه جمعهم ... وسط المقابر جحفلا جرارا

هاذي جنائز من لهم بين الورى ... علم وفضل طبق الأقطارا

لولا المخافة من تقول جاهل ... لجعلت حزني في الورى استبشارا

ولجئت أسعى للعزاء مهنئا ... وأقول لاتبكوا الفتى المغوارا

بل هللوا أن جاء سعداً يومُه ... في سجدة قد وافقت أسحارا

وتجاوز الدنيا الدنيةَ راحلا ... نحو الخلود وفارق الأكدارا

يامن يلوم دع الملامة جانبا ... وإذا أبيت فلا تكن مكثارا

فاللوم لؤم في رثاء أحبتي ... لولا المحال وهبتهم أعمارا

أتريد أن أسلو كفعل صحابه ... وكفى بذاك فضيحة وشنارا

لا بل سأذكره بما هو أهله ... حبا وأوفي حقه إكبارا

ياآل مسند لست أنكر حزنكم ... قد كان سعد جنة ودثارا

قوموا اسألوا من جاءكم عن فضله ... فستسمعوا إن شئتُمُ أسرارا

وسيذكروا في مدحه وثنائه ... مايملأ الأسماع والأبصارا

والله لو حزن الأنام ومثلهم ... وبكوه لن يستدفعوا الأقدارا

وعزاؤنا أن الحكيم بأمره ... رزق العباد وقسم الأعمارا

هذي الحياة كطائر في دوحة ... لما أقام بها قليلا طارا

كل يسير إلى الفنا لكنما ... جعل الخبير لسيرهم مقدارا

فادعوا له وتصدقوا واستغفروا ... وتعاهدوا أبناءه الأبرارا

ـ[كشكول]ــــــــ[26 - 01 - 2007, 09:38 م]ـ

السلام عليكم

كل يدور على البقاء مؤملا ... وعلى الفناء تديره الأيام ....

قصيدة رثائية جميلة عزيزي, لا فض فوك.

وجها صبيحا مشرقا متهللا, لماذا نصبت وجها؟

والسلام

ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[26 - 01 - 2007, 11:59 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم

السدوسي

قصيدة تحتاج وقفة جادة؛ لصدق موضوعها، وجدية صاحبها.

بيد أني أقدم تحية لك على ما جاد به قلبك قبل قلمك.

فجزاك الله خيرا.

وأرجو أن تكون لي عودة ثانية.

ولك مودتي

ـ[السدوسي]ــــــــ[28 - 01 - 2007, 11:50 ص]ـ

أخي كشكول شكر الله لك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير