تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عندما يتذوق القلب]

ـ[محمد الفجر]ــــــــ[25 - 01 - 2007, 12:13 ص]ـ

[عندما يتذوق القلب]

وسكنت الحركات، وهدأت الأصوات فلا تسمع إلا همس القلب، ولا تسرح إلا في عالم الفكر، لحظة ترفع فيها الستر وتزول الحجب، وإن كان هناك من رعشة فهي تعبير عن أنك تعيش في هذا العالم، وخطواتك تتحرك بتؤدة ممزوجة بدقة القلب، وومضات التفكير.

تعرف حينها أن لروحك لغة يمكن أن تحادثها بها، وتتقنها؛ لأن الغشاوة تعلن استسلامها، وحقيقة وجودك تجلو كل ظلمة، ونور الحق تستشعر أنه يسري في كيانك، تشعر حينها أنك مستحق للاستخلاف.

تدخل عندها لحظة المصارحة مع الذات فترى نفسك مستسلما أمام سجل سجلته بخطواتك، ولونته بصوتك وقلبت صفحاته بيديك، يغيب عن عالمك شبح الآخر وتصفو مرآة النفس، وتزداد خفقات القلب مدغدغة أحداق العين لتغسل أتربة الأغيار بدمعة تطفئ نار وحرقة معصية حطت بأشواكها الجارحة في مملكة قلبك.

تلامس الدمعة الخد محرقة إياه، فيألم اللسان ويتألم الجسد بأكمله فترى هزة تهزك كلك فلا تستطيع أن تكتم صرخة داخلك يا الله ... ؛ لتحيا حالة قربه منك وهو يقول لك برحمته: (من يدعوني فاستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)

تنطفئ عندها لذة الزائل وتعود إلى قلبك حقيقة الدائم، تتحسس وتتذوق مذاق القرب منه، لا هم يكبر وأنت منطرح بين يديه، ولا حزن يبقى وأنت بكلك ترجو القرب منه.

تعيش صفة القوة التي وصف بها نفسه وصفة الرحمة التي تفضل بها على عباده، وتشع في فكرك عبارة، كيف يعيش من لا يذوق معنى القرب منه. هذه ساعة السحر فهل ذقتها، فإن ذقتها فلا تحرم من تعرفه من أن تدعوه إليها.

ـ[معالي]ــــــــ[03 - 02 - 2007, 10:12 ص]ـ

مرحبًا ابن الفجر!

حُييتَ في نادي الإبداع والمبدعين.

نصّ غارق في الروحانية، يلفت النظر منه رقيُّ اللغة، وسلامتها من الهنات اللغوية والإملائية، وهذا حسنٌ جدًا جدًا.

لا أدري هل أصنف النص في باب الفنية، وعليه يُباح لي التعليق برؤى فنية بحت، أم يُصنف بعيدًا عن ذلك؛ لسلطة الموضوع الروحيّة؟!

غير أني لابد أن أشير إلى أن المطلع كان بحاجة إلى عنصر تشويق أكثر من (وسكنت الحركات، وهدأت الأصوات ... ) التي أرى أنها لم تستطع جذبنا إلى نصّك.

الحقيقة أن نقلك لتلك المشاعر النفسية التي تُصنف أحيانا على أنها غير قابلة للوصف، إلى قالب اللغة يثير الإعجاب، ويشدّنا إلى عالمٍ للخيال دورُه الواضح في خلقه.

بل حتى إن كان واقعا فمقدرتك على وصفه تستحق الوقوف أمامها.

عنصر الإدهاش الحقيقي تحقق مع الجملة الأخيرة: "هذه ساعة السحر فهل ذقتها، فإن ذقتها فلا تحرم من تعرفه من أن تدعوه إليها."

فكأن كل الجمل قبلها إنما وُظّفتْ لهذا الغرض النبيل الذي لم يأتنا إلا في النهاية على نحو مثير للدهشة حقا.

في حين أن من يقرأ النص ويتسلسل مع جمله، لَيظنُّ أن الأمر سينتهي إلى مجرد وصف للحال لا أكثر.

لذا أهنئك بهذا أستاذ محمد!

أخيرًا

لابد قبل مغادرة المكان من وقفة مع التعامل اللغوي مع ما يتعلق بباب العبادات.

مثل هذا التعامل أظن أنه لابد من جانب شرعي يقول كلمته فيه، حتى لا نحيد عن الصراط والظنّ أننا عليه نسير، فالعبادة توقيف لا اجتهاد.

شيء آخر: هذا النفس التأمّلي الممتد عبر النص لكأني به مشوب بأنفاس صوفية، ولا أعني بهذا اتهامَ صاحب النصّ، حاشاه، بل القصد مُتّجهٌ نحو النصّ وحده دون صاحبه.

فماذا هو قائل، بارك الله فيه؟

شكرًا أستاذ محمد، وبانتظار المزيد.

ـ[~صمت السنين~]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 09:07 م]ـ

يا الله ..

ما أروع ما سطرته أخي الكريم ..

فعلا .. كيف يعيش من لا يذوق معنى القرب من الله ..

ساعة السحر ما أروعها من ساعه حين نحاسب فيها أنفسنا ونناجي فيها الكريم المنان ونطلب منه عفوه وغفرانه ..

جزاك الله خيرا أخي محمد ..

~صمت السنين~

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير