تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نُقوشٌ على حقيبة السَّفَر ..

ـ[عكور]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 05:04 ص]ـ

خُذِي قلبي خُذِي مِنِّي الورِيدا=خُذِي ما شِئْتِ وارْتَحِلِي بَعيدا

خُذِي جسدِي الجَريحَ وقَلِّبِيهِ=تَرَيْ جُرْحًاعلى صَدْرِي عنِيدا

خُذِي شِعْرِي الذي مازلْتُ أَ بْنِي=به قصًرا من الذِّكْرى مَشِيدا

خُذِي من دفتري ورقًا حزينا =رسمتُ عليه آهاتي قصيدا

وغِيبي عن رؤى عيني لعلي=أرى قلبي ولو يوما سعيدا

فإني ماطعمتُ رحيقَ أنسٍ=بقربكِ لا، ولا أ بصرتُ عيدا

إذا لم تحفظي وِدِّي وعهدي=فإني لم أزل أرعى عهودا

أُمَنِّي خاطري أحلى الأماني=فما لي لاأرى إلا صدودا

كأن المستحيلَ رآكِ قصًرا=فحلَّ وصرتُ محروما طريدا

فوا أسفا أَيَبْلى ثوبُ صبري=وصبْرُكِ لابسٌ ثوبًا جديدا

رأيتكِ في المدى أفقا فسيحا=طيوري فيه لم تعرفْ حدودا

وجئتكِ في دمي لهبٌ وشوقٌ=فكان فؤادُكِ اللاهي جليدا

شهودُ الحب آهاتٌ وشِعرٌ=وطرفٌ ساهرٌ فَسَلِي الشهودا

أريدُكِ وردةً في القلب لكن=أرى الأيامَ تأبى أن أريدا

وكم سافرتُ من روضٍ لروضٍ=فمثل يديك لم أبصر ورودا

ومثلك لم أجدْ أبدا محبا=ومثلي لن تَرَيْ صَبًّا عميدا

وقبلك في الهوى ماكنت أدري=بأن الظبيَ يفترسُ الأسودا

سأرحلُ ياعيوني فاعذريني=فإن لقاءنا أمسى زهيدا

لعل فراقنا إن طال بُعْدًا=سيرجع حاملا فجرًا وليدا

إذا بخل الزمانُ على لقاءٍ=يُجَمِّعُنا فما أقسى الوجودا

دعيني أحملُ الأحزانَ وحدي=فقلبي عاش يحملُها وحيدا

رأيتُ عيونَها فاضتْ بدمعٍ=تناثرَ فوق وجْنتِهاعقودا

فقلتُ لها وفي شفتي احتراقٌ=رويدًا لا تزيديني وقودا

ألا فلْترجِعِي واسْقِي ورودا =نَمَتْ من حبنا زمنًا مديدا

أخافُ عليكِ من سودِ الليالي=فعودي أنتِ إنِّي لنْ أعودا

ـ[التواقه،،]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 07:32 م]ـ

أخي المبدع عكور:)

والله إني أرى هذا إبداع على حقيبة سفر وليس نقوش!!

قصيدتك رائعة نضحت بتصوير وأسلوب أروع

ورأيت فيها تغير النبرة التي تتكلم بها

خُذِي قلبي خُذِي مِنِّي الورِيدا=خُذِي ما شِئْتِ وارْتَحِلِي بَعيدا

خُذِي جسدِي الجَريحَ وقَلِّبِيهِ=تَرَيْ جُرْحًاعلى صَدْرِي عنِيدا

خُذِي شِعْرِي الذي مازلْتُ أَ بْنِي=به قصًرا من الذِّكْرى مَشِيدا

خُذِي من دفتري ورقًا حزينا =رسمتُ عليه آهاتي قصيدا

وغِيبي عن رؤى عيني لعلي=أرى قلبي ولو يوما سعيدا

فإني ماطعمتُ رحيقَ أنسٍ=بقربكِ لا، ولا أ بصرتُ عيدا

ففي الستة الأبيات الأولى

كنت المحب الذي مازال سيضحي بأي شيء

حتى وإن كانت التضحية جزء من نفسه

ولكن هذه التضحية لم تكن لراحة المحبوب

بل كانت لأجل راحة المحب

وككأنه يقول:

فلتأخذ هذه المُحبة ماشاءت ولكن تبتعد عني

لأني لم أعد أهنأ بقربها

فخذي ما تريدين حتى وإن كان قلبي المهم أن ترتحلي عني!!

فأنا أريدك أن تغيبي عن عيني

فقد يذوق قلبي السعادة في غيبتك!!

وتأتي القوة في البيت السادس

حيث أنه لم يذق طعم وأنس بل ولم يبصر العيد وفرحته

فأي محبوبة هذه!!!!

إذا لم تحفظي وِدِّي وعهدي=فإني لم أزل أرعى عهودا

أما هنا لم تكن نبرتك نبرة المحب المضحي

بل كانت سياسة قد لا يفعلها المحبون

وهي رد المعاملة بمثلها بلا تضحية

أُمَنِّي خاطري أحلى الأماني=فما لي لاأرى إلا صدودا

كأن المستحيلَ رآكِ قصًرا=فحلَّ وصرتُ محروما طريدا

فوا أسفا أَيَبْلى ثوبُ صبري=وصبْرُكِ لابسٌ ثوبًا جديدا

أما هنا كانت نبرة المحب الصابر الذي يتحسر على حاله

أو يتعجب من أفعال محبوبته

رأيتكِ في المدى أفقا فسيحا=طيوري فيه لم تعرفْ حدودا

وجئتكِ في دمي لهبٌ وشوقٌ=فكان فؤادُكِ اللاهي جليدا

شهودُ الحب آهاتٌ وشِعرٌ=وطرفٌ ساهرٌ فَسَلِي الشهودا

والنبرة هنا كانت للمحب الذي رسم حبه بأبهى منظر

وأحاط به بأروع برواز فأزهت الصورة بالحب والشوق

ولكن الطرف الآخر كان لاهياً عن كل هذا وكان قلبه قاسياً

والحب يشهد له المحبين أنفسهم

ولكن لم يشهد لحبك سوى الآهات التي كنت تسطرها شعراً

والعين التي سهرت تفكر وتتعجب وتتمنى حيناً

فلكِ أيتها الحبيبة أن تسألي هؤلاء الشهود

أريدُكِ وردةً في القلب لكن=أرى الأيامَ تأبى أن أريدا

وكم سافرتُ من روضٍ لروضٍ=فمثل يديك لم أبصر ورودا

ومثلك لم أجدْ أبدا محبا=ومثلي لن تَرَيْ صَبًّا عميدا

وقبلك في الهوى ماكنت أدري=بأن الظبيَ يفترسُ الأسودا

وهنا كنت المحب المرهف المشتاق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير