[من القدس إلى أمير- كان]
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 01:15 م]ـ
[من القدس إلى أمير- كان]
(قصة)
لم يصطحب "عربي" زوّادةً، سوى دليل الشاخصات المروريَّة، وأجندةُ المحطَّات؛ سجَّل فيها بعض الملاحظات:
المحطة رقم (1): القدس
جيرانُ الحيّ يتقاذفون بألعابٍ ناريَّة .. وفي الطرف الآخر حواجز ومفرقعات،
قرأ شاخصةً كُتبَ عليها:
ممنوع التجاوز ... إسرائيل ... والرَّبُ كريم ..
* * * *
المحطة رقم (2): بيروت
امرأةٌ تتشمَّس إلى جانب مسبح، تشرب (النرجيلة)، ودخان البناء المدمَّر- خلفها- يَملأُ المكان، وأوراق كثيرة على طاولة رئيس المحطَّة مليئة بكلام غير مفهوم ..
وشاخصة جديدة، تقول:
منحدر خطر ... لم يغامر ولم يتفحص ... فلا يعرف إلى أين سينحدر؟!.
* * * *
المحطة رقم (3): بغداد:
على مدخل أحدى المدن العراقيَّة، نسورٌ كبيرة، فوق جُثثٍ كثيرة، وغُرابَان، أحدُهما أسود والآخر مُبرقش، تطاير ريشهما وهما يتناتفان، وقطُّ متسول يترقب في جوٍّ مُغبَر، لم يسمح إلا بقراءة شاخصة، تحوي سهماً، كتب تحته:
الهنود الحمر ..
وعندما وصل "عربي" إلى المحطة، وجد أمير- كان، لوَّنَ وجوهَ الرعيَّة بحبر من الدم، ووزَّع عليهم شهادات وفاة، كُتب عليها:
الجنسيَّة: هنديٌّ أحمر ...
* * * *
المحطة رقم (4):
- في عواصم أخَر: (ظنَّ أنَّها عربيَّة)
رأى جموعاً غفيرة، مرهقة، والأغلبيَّة نيام ...
وشاخصات بعدد الحصا، كتب عليها:
أفضلية المرور للآخر ..
وتصبحون على آخر ..
* * * *
المحطة رقم (5):
- بلاد "العم سام":
شاخصةٌ ضخمة، من تكنولوجيا الزفت المزركش، رسمت عليها جماجم بشريَّة، وفوقها أحرف توسعيَّة، وبما أنَّ "عربي" ليس مُتطوراً وحضاريَّاً، لم يستطع فكَّ رموز تلك الشاخصة .. سأل شخصاً مجهولَ الهُويَّةِ (كأنه إرهابيٌّ!)، فترجمها له، كانت تقول:
ممنوع التكلم مع السائق ...
وإلا .. فإرهاب وتطرف .. و .. و ...
انتفض "عربي" بقوة ..
هزَّ رأسه هزةً أرعبتِ الهواء من حوله!!، وإذا هو في محض الخيال، حمد الله أنه لم يكن في الحقيقة؛ فغلَّق عليه أبواب البيت، ودثَّر نفسه ..
خاف أن يعتقلوه، فالحلم كان إرهابياً ...
رائد عبد اللطيف
1/ 2/2007
ـ[أريد اتعلم]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 04:38 م]ـ
قصة رائعة جدا
ومؤثرة فيها من العبرة
جزاك الله خيرا أخي
أسأل الله أن يبارك فيه وبهمته
نسأل الله أن لا يجعلنا من الغافلين
أختكم أريد اتعلم
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 05:56 م]ـ
بوركت أختنا ... أشكرك على مرورك ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 06:08 م]ـ
.. ((الله .. الله .. )) ..
محطات فيها من الإيجاز والتلميح ما يغني عن التصريح ..
بورك فيك متألقاً في الفصيح ..
والله إني أستمتع بقراءتها بين الحين والحين ..
وأتعلل منها بها ...
لكن فقط نقطةٌ واحدة لماذا اخترت اسم عربيد؟ ولم يكن درويش مثلاً ..
و دمت مبدعاً ..
والسلام,,,
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 06:22 م]ـ
من؟؟ رؤبة الحاذق ..
تباركت القصة بقارئها وناقده ...
أردت أن يكون في الاسم غموض، ومثل الغموض الذي نعيشه ..
لكن إذا أردته درويشا؛ فليكن ..
ملاحظة: هلا كتبت هكذا (بقرائتها ... ).
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 06:34 م]ـ
بارك الله فيك ,وغفر لك على إطرائك , ومجاملتك ..
اسم درويش ينطبق على الحال فالدروشة توحي بالسذاجة .. والغموض ..
وحالنا (مدروش) لو تأملت فيه ..
لك مني كل التحية والتقدير ..
والسلام,,,
ـ[زينب محمد]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 07:12 م]ـ
المبدع رائد. ع ..
ثمة محطات حولنا، نقف أمامها خرسًا وصمًّا، تحاول أن تصرخ لتعبّر فلا تستطيع، فقد سلبتك هذه حق التعبير ..
فإن كنت محظوظًا ورثت لأسمال بؤسك، منحتك نظرة ذاهلة معتقدة بأنها قد قدمت إليك ما يرقع تلك الأسمال، لتلتقطها وترحل ذاهلًا بائسًا كما كنت.
**
أخي المتألق ..
ليس ثمة ما أملكه لأقدمه إليك ..
فلله در قلمك المتأنق، ولله در نبضك المتدفق.
حسن سبك، ودقة تصوير، وصدق إحساس، وجزالة لفظ، ملكها أميرك المتأنق ..
**
تقبل تحياتي ..
وأسأل الله أن يعزك باللغة ويعز اللغة بك ..
ويوفقك وينفع بك ..
دمت مبدعًا ..
ـ[حذيفة]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 10:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
نص متميز يا أخي، زادك الله من فضله،
أما عن الدرويش المقترح من أخينا رؤبة فقد يأخذنا إلى الصوفية، و هذه كلمة مستهلكة من الروائيين للإشارة إلى "حكمة الصوفية" ـ و أنى لهم ذلك ـ و لهذا فأنا أقترح اسما آخر، و أستبعد العربيد لبعده عن الوعي الذي تحمله المحطات.
أما عن "قراءتها" فأظنك أخطأت و أصاب رؤبة.
من؟؟ رؤبة الحاذق ..
تباركت القصة بقارئها وناقده ...
أردت أن يكون في الاسم غموض، ومثل الغموض الذي نعيشه ..
لكن إذا أردته درويشا؛ فليكن ..
ملاحظة: هلا كتبت هكذا (بقرائتها ... ).
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[03 - 02 - 2007, 01:39 م]ـ
المبدع رائد. ع ..
ثمة محطات حولنا، نقف أمامها خرسًا وصمًّا، تحاول أن تصرخ لتعبّر فلا تستطيع، فقد سلبتك هذه حق التعبير ..
فإن كنت محظوظًا ورثت لأسمال بؤسك، منحتك نظرة ذاهلة معتقدة بأنها قد قدمت إليك ما يرقع تلك الأسمال، لتلتقطها وترحل ذاهلًا بائسًا كما كنت.
**
أخي المتألق ..
ليس ثمة ما أملكه لأقدمه إليك ..
فلله در قلمك المتأنق، ولله در نبضك المتدفق.
حسن سبك، ودقة تصوير، وصدق إحساس، وجزالة لفظ، ملكها أميرك المتأنق ..
**
تقبل تحياتي ..
وأسأل الله أن يعزك باللغة ويعز اللغة بك ..
ويوفقك وينفع بك ..
دمت مبدعًا ..
والله لقد احتارت الكلمات، وطفق العقل يخسف عليه وريقات الحياء ليستر ما بدا من حياء، وليقف عاجزا عن التعبير, وامتدت رقبة الألفاظ، إلى سيف الثناء، لتسلمه أمرها، فبوركت كلمات أدرجتها , وبورك حرف قد أورق,
أشكر لك هذا المرور أختي الأستاذة زينب.
¥