تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معارضة بيت للشاعر نصيب]

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 02:22 ص]ـ

:::

وقفت على بيت لنصيب -ذلك الشاعر الأموي المجيد - يقول فيه:

بزينب ألمم قبل أن يرحل الرَّكْبُ. وقل إن تمّلينا فما ملّك القلْبُ

فأعجبني وأطربني بيته كثيراً ,,

وهو مما غنّى به المغنّون في العصر الأموي والعبّاسي

ولهذا البيت قصةٌ ظريفة ليس مجال سردها هنا

فعرض لي أن أقول على منواله:

تأوَّه شوقاً بعد "كَلْثَمٍ" القَلْبُ=وأصبحَ لا يجدي به النُّصْحُ والعَتْبُ

وما كلثمٌ؟ لا يبعدِ اللهُ كلثماً=قضاعيَّةٌ غرَّاءُ منطقُها عَذْبُ

تَقَارَبُ حتى يحسَبَ القلبُ أنّها=تسرُّ به حبَّاً وليس بها حبُّ

تسبِّحُ للرحمن في كلِّ ضحْوةٍ=وفي كلِّ ليلٍ مدُّ فسطاطِهِ رَحْبُ

وتسكبُ من خوف الجَحيمِ دموعَها=على وجنةٍ لم يختلس سحرها هَدْبُ

تَلأْلأُ منها رهبةً لا صبابةً=لبارئِها والأمْنُ قُبَّتُهُ الرَّهْبُ

كأنّ ارتقابي من يديها عطيَّةً=ترقُّبَ ظمآنٍ تظلِّلُه السُّحْبُ

يظلُّ إليها مشرئبّاً بطرفِهِ=وقد لاح آلُ الموتِ واخْتُمِرَ اللُبُّ

إذا أسهب العشَّاقُ وصفاً رأيتَني=أضنُّ به فيها وتحسدها العُرْبُ

وأكني بأسماءٍ سواها وعلمُها=كعلمي بمن أعني و لا يُفْلِحُ الكِذْبُ

تسائلني: يا سالُ ما لك ناصباً=فقلت لها:من فعل عينِكِ ذا النَّصْبُ!

فقالت: ليُسْلِي اللهُ قلبَكَ إنني=سواءٌ على قلبي بُعَادُك والقُرْبُ!!

وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المؤمنين

والسلام,,

ـ[زهرة العلم]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 06:36 م]ـ

الله يوفقكم

جزأكم الله خيرا

أختكم زهرة العلم

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 12:31 ص]ـ

أختي زهرة العلم,,

جزاك الله خيراً على مرورك العطر

ونسأل الله لك التوفيق والسداد ..

وأنا في انتظار أبي حامد:) ..

ـ[أحاول أن]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 04:21 ص]ـ

أسطر ٌ لا تعدو كونها قراءة بصوت مرتفع .. ولا أكثر من هذا .. أي ْ:"ليست نقدا على الإطلاق " ..

نصيب -أولا- شاعر يذكر حين تذكر عفة العشاق , وتقوى المحبين , ومراقبتهم للمولى عز وجل ..

فلا غرو أن يعارضه شاعر ٌ بفكر رؤبة بن العجاج-ولا نزكي على الله أحدا _؛

يتقاطع معه في عشق القِيَم العليا ..

ويدرِّس -مثله- أصول الحب المُثْلى ..

تأوه شوقا بعد كلثم القلب ُ ... وأصبح لا يجدي به النصح والعتب ُ

وما كلثم؟؟؟؟ لا يبعد الله كلثما ... قضاعية ٌ غراء منطقها عذب ُ

لم تكن المعارضة على منواله تماما كما أشار الشاعر بدايةً ....

بل كانت أصعب مسلكا .. لأن شاعرها يتلذذ باقتحام المسالك الوعرة ..

لا يرضيه السهل ولا المستهلك المعتاد .. حتى اسم المحبوبة شق على أسماعنا بهذا الاسم "كلثم " (هذا بعد الدلال!) وأرغمها على الحضور ,, مع أن المجال واسع؛ خصوصا وأنه اعترف في آخر النص أنها كنى وألقاب تعلمها هي كما يعلمها .. " لكنه المنهج! "

تقارب حتى يحسب القلب أنها ** تسر ُّ به حبا! وليس بها حب ُّ!!

وضوح ٌ مؤلم ٌ على كل ِّ حال ..

وحقيقة ٌ موجعة ٌ لأي ِّ مآل ..

أن ْ تظن َّ أمامك ماءً فراتا , حتى إذا جئته لم تجده شيئا!

ولكن يبطل "العتَب " لأنا عرفنا السبب!

تسبح للرحمن في كل ضحوة ** وفي كل ليل مد فسطاطه رحب ُ

وتسكب من خوف الجحيم دموعها ** على وجنة لم يختلس سحرها هدب ُ!

تلألأ منها رهبة ً –لا صبابة ً- ** لبارئها , والأمن قبته الرهب ُ

هذا-والله- الجمال المتفق عليه!

مطابق لكل مواصفاتنا ومقاييسنا .. ينسف كل نظريات الجمال النسبي ..

كم نحن بحاجة -كأمهات وآباء - أن يقرأ أبناؤنا هذا الشعر!!!؟

علَّهم يغيروا من نظرتهم الشكلية لقبول أو رفض الطرف الآخر ..

فلتقرأْه فتياتنا , علَّهن َّ يُهوِّن على أنفسهن ما يعانين من اهتمام ِبمظهرهن!

نحن بشوق ٍ دائم لمن يعزز في أبصارنا النظر إلى الباطن وأنه الجوهر الحق ..

مَن يروي في أفكارنا غراس الفضائل. وينزع من أعماقنا أشواك الهوى و الرذائل .. !

نحتاج بشدة لمن يذكرنا دائما , ويدعو فنؤمِّن: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك .. اللهم ارزقنا قبة خوف ورهبة في الدنيا تنقلنا إلى ظلال الأمن والطمأنينة في الآخرة ..

كأن ارتقابي من يديها عطية ** ترقب ظمآن ٍ تظلله السحب ُ

يظل إليها مشرئبا بطرفه ** وقد لاح آل الموت , واختمر اللب ُ

النص كله مشرئب ٌ للأعلى .. فهمى عليه غيث من الرضا والتسليم.

الفكرة فيه تفرض سيطرتها على الكلمة ..

كما بسط المعنى هيمنته على اللفظ ..

إذا أسهب العشاق وصفا رأيتني ** أضن ُّ به فيها وتحسدها العرب ُ

ما أراه ضن َّ عليها .. بل كفاها وصفا مشرفا: أن تسكب من خوف الجحيم دموعها!!

وأكني بأسماء سواها وعلمها كعلمي بمن أعني , ولا يفلح الكذب

فوددت ُ لو كانت معنا وبيننا! كما هي حال زينب وقد ماتت قبل اثني عشر قرنا!

وفي تخطيط نبض الصدق في النص "إن جاز التعبير " ارتفع المؤشر في هذه الأبيات ..

تسائلني: (يا سالُ , ما لك ناصبا؟) ** فقلت لها: من فعل عينك ذا النصب ُ

هو سالم غيرُ سال ٍ!

وناصب ٌ لم ينصب!

فقالت: ليُسلي الله قلبك ,,, إنني ** سواء ٌ على قلبي بعادك والقرب ُ!!

ردت بدعاء حنون ٍ , مشفق ٍ .. ما لبثت أن استأنفته بجملة صاعقة ٍ قاسية ..

لم تفكر في عاقبة عبارتها: (الأمر سيان) ..

أو بالأحرى _مثلُها _لا تعنيه آثار العبارة على الآخَر!!

بل حتى الآخر تقبلها بكل رضا لأنها كمال ما يتمنى ويريد ..

ونحن نقول: سيان .. أ لاح نجم .. أم تراءى له خيالُ نجم ..

(فمن شاء رام الصرم أو قال ظالما ** لصاحبه ذنب ٌ وليس له ذنب ُ)

ما يعنينا حقا .. أنه يجلو عن أبصارنا صدأ الشعر العاطفي السطحي ..

يقرع في أسماعنا جرسا مؤثرا .. إيقاعه حب العفة ,وعشق النبل, وصيانة الفضيلة ..

سلمت أبا الهذيل .. وكتبها الله شاهدة لك .. وجعلك ممن يأتيه بقلب سليم, وقُرَّاءَك والمسلمين أجمعين ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير