تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عصفور الجنة .. (قصة قصيرة)]

ـ[أمينة عبدالوهاب]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 05:35 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخوة الكرام هذه مشاركتي الأولى أضعها بين أيديكم و هي أفضل مصافحة أولى بيني و بينكم و أتمنى أن تكون بداية الإنطلاقة معكم إن شاء الله

دمتم بخير

أمينة

ـ[ضاد]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 05:36 م]ـ

ننتظر نص القصة.

بوركت.

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 05:40 م]ـ

حياك الله وبياك أختي الكريمه بين إخوانك واخواتك في الفصيح

ولكن أين القصه؟:)

ـ[أمينة عبدالوهاب]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 05:41 م]ـ

فيما وراء الكون كنت أجلس في إحدى زوايا السماء , و أنظر للأرض و هي تدور دورانها الأزلي!

لم أدرِ كيف وصلت إلى هذا المكان , و ربما لم أتمنَ أن أصله , إنه عمق علْوي لا يُمكن أن يُدرك!

على كلٍ ما دمت وصلت لهذا المكان \ العمق فعليّ أن أتكيف مع أوضاعي الجديدة.

لا أدري ماذا أفعل هنا و لم أكتشف سوى عملين يمكنني ممارستهما: التأمل و النوم! و الغريب أنني حينما أغمض عينيّ لأنام أرى ما يحدث حولي و كأنني في كلا الحالتين مستيقظ! حتى حينما أحلم أرى ما يحيط بي , مهما حاولت أن أفر لا أستطيع فما حولي فيّ! فتيقنت أنه لا مفر أبدا.

كلما وجهتُ بصري ناحية الكرة الأرضية تنتابني أحاسيس لا أعتقد أن هناك إنسان ما أحسها يوما أو أدركَ وجودها فيه , لكن الإحساس الأكيد الذي ميزته من بينها أنني لا أحن للعودة إلى الأرض بعدما نُفيتُ منها , و الأمر الأكيد الآخر أنهم قالوا بأنني مجنون! و المجانين ليسوا مؤهلين للحياة على الكرة الأرضية , فلا دور لهم و لا داعي لوجودهم! لكن ما يحيرني فعلا لماذا وُجد المجانين إذن!؟ و الذين يزعمون أنني أحدهم.

صحيح أنني لم أكن أفهمهم و لم يكونوا يفهمونني , فلا لغة يمكنها أن تربط بيننا! حتى حينما أتحدث معهم يضحكون و كأنني أقول طُرفة , بينما كنت أسعى أن أنبههم لأنفسهم , و كنت و مازلتُ متيقن أنني لست كما يقولون , إنما جننت لأنهم يريدونني هكذا! و كانوا لا يتورعون عن ارتكاب المعاصي أمامي و لا يخافون حينما أكون من رأيتهم , فأنا لن أفعل شيئا و لن يصدقني أحدا إنما هذيان مجنون اعتادوا عليه.

لم يكن يهمني إن كنت عاقلا أم مجنونا في نظرهم , ما دمتُ (أنا) في كلا الحالين , و لكن ما يضايقني في جنوني أنني إنسان مسلوب الحقوق في كل شيء!

و كأنني أفتقد (شعور الحاجة)! و أكثر ما آلمني حينما ذهبت لأمي ذات يوم و قلت لها أنني أرغب في الزواج كبقية إخوتي .. فضحكت في وجهي قائلة: أنتَ تتزوج! هناك من هم أفضل منك لم يقبلن الفتيات بهم فكيف سيقبلن بك!؟ سائني حديثها لكنني واصلتُ و أخبرتها: أحب الفتاة التي تعيش في بيت على مقربة من بيت خالي , فما كان منها إلا أن انفجرت ضاحكة تقول: من يعلمك هذه الأمور تريد أن تتزوج و تحب أيضا لا يعقل هذا , أنت لا تعرف ماذا تعني كل هذه الأمور انسى الموضوع.

بكيت تلك الليلة إنهم لا يفهمونني فقط بل و لا يشعرون بي و يعتقدون أنني بلا شعور و جردوني من انسانيتي هل يعتقدون أن المجنون بلا عقل حقا! و أن عقله معطل نهائيا!؟ لا يفكر .. لا يشعر .. و غير قادر على فعل شيء!

و ما أبكاني أكثر و أكثر حينما رأيت الأضواء تزين بيت حبيبتي استعدادا لزفافها على أحد الشبان , و ما كاد أن يفتت ما أعيش عليه من عقل نظرات أمي و ضحكاتها و همساتها للجميع بأنني أفصحت لها عن رغبتي بالزواج من هذه الفتاة.

و هاهو كل شيء انتهى و أصبحت بعيدا .. بعيدا .. تكفيهم الارض و يكفيني الكون.

عندما تعيش في هذا المكان تعود لفطرتك الأولى , و تكتشف روحك يوم كنت مولودا جديدا و تشعر بإحساسك كطفل , مذهلة تلك الأحاسيس لأنك كنت ترى ما لم يكونوا يرونه و لا يتذكرونه , فلا يمكن لإنسان أن يتذكر الكيفية التي كانت عليها روحه في أيامه الأولى , عدا الأساطير المضحكة للأهل و الأصحاب التي يبداؤن بسردها مع كل حركة للطفل.

و أنا في عمق إبحاري في هذا العالم النوراني , رأيتُ نجمة بعيدة تطير! بقيت أحدق فيها بتمعن و أحسها تقترب مني , رهبة ملئت قلبي من ذاك النور , شيئا فشيئا اتضحت لي الصورة إنها ليست نجمة! إنه طائر أذهلني بروعة جماله الأخاذ , ماذا يريد مني يا تُرى!؟ اقترب مني مبتسما و سألني:

- كيف أنت؟

- أنا كما تراني.

- حسنا , لا بد أن تأتي معي و لا تخف.

ذهبت معه لم يكن هنا ما يدعوني لغير الاستسلام له. ووجدت نفسي أطير .. ياللروعة إنني أطير! حتى نسيت هذا الطائر الذي يرافقني .. فنظرت إليه محاولا أن أعرف ما هو!؟ طائر , إنسان , ملاك , أم جميعهم!؟ كل يوم تزداد غرابتي مما يحدث في هذا المكان .. حتى الكائنات الحية! لها شكل مختلف فلم أعتد أن أرى طائرا هكذا و لا بشرا هكذا , لم أكن أرى سوى بشر مشوهة دواخلهم و يعتقدون أنهم ملائكة! حينما يبتسمون رغما عنهم في وجوه بعضهم ,

اخترقنا أعماقا عديدة , و سرنا في مسارات عجيبة حتى دخلنا من باب عظيم صنعه و هالني ما رأيت!

إنهم بالتأكيد الملائكة .. إنهم ملائكة الله! و لكن ماذا يريدون مني!؟ و لم أجرؤ على سؤاله .. ثواني .. دقائق .. ساعات مرت لا أعلم أخيرا التفت ناحيتي قائلا: هنا مسكنك .. وهنا عملك .. و هنا حياتك!

نظرت إليه باستغراب و باستنكار ربما!! فأردف: أنت إنسان مختار , نفسك الزكية قادتك إلى هنا أعلم أنك لم تدرك ذلك .. لكنك لدينا اليوم قرير العين.

أمينة عبدالوهاب

2\ 1\1428هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير