تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مرثية في خالي]

ـ[عبدويه]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 03:22 م]ـ

الحمدُ للهِ العظيمِ العالي حمَداً على المكروهِ في الأفعالِ

الحمدُ للهِ الكريمِ بفضلِهِ الحمدُ للرحمنِ والمتعالِي

الحمدُ عندَ النائباتِ وضدِّهَا فالحمدُ عندَ السَّعدِ والأهوالِ

يا هَذِهِ الدنيا إليكِ رِسالَتِي يا هذِهِ الدنيا إليكِ مقالِي

قدْ تَسحرينَ الناظرِينَ بِمشهدٍ وَكَأنَّه باقٍ بِغيرِ زَوَالِ

قَد تُضحِكِينَ وتَكتُمِينَ مآسياً تَتَبَادَلينَ سَعادَتي بِوَبَالِي

يَا دُنيةَ الدُّنيا عَرفتُكِ دَائِماً مَقطوعَةَ الأهدافِ والآمَالِ

كمْ أنتِ خَائبةٌ وأنتِ رخيصةٌ كَمْ أنتِ فاتنةٌ بِغيرِ جَمالِ

صُوريةٌ أنتِ فَويلِي مِن غَدِي يَا وَيلَ من أمسَى إِليكِ يُسَالِي

يَا هَذهِ الدنيا أَمَا لَكِ ذِمَّةٌ؟ قَد خُنتِ مَن عاهدتِهِ بِوِصَالِ

يَا هَذِهِ الدنيا بَكَيتُ ولَيتَنِي أَبكِي عَلَيكِ وأنتِ تَحتَ رِمَالِي

يَا هَذِهِ الدنيا أُحِسُّ بِفَقدِ مَنْ أَضحَى بَعيدًا فِي الفَضاءِ الخالِي

يَا ليلةً كُنا نِياماً حِينَهَا والموتُ قَد أسرَى يَحومُ بِخَالِي

كُنَّا نِياماً آمنِينَ وَلَم يَكُنْ في بَالِ أشأمِنَا يموتُ الغالِي

خَالِي الحبيبُ وأيُّ خَالٍ غَيرُهُ قَد مَاتَ يا رَبِي إِليكَ سُؤَالِي

خَالِي الكريمُ النفسِ عذب حكيه خَالِي العَفِيفُ مُصَدَّقُ الأقوَالِ

خَالِي الحبيبُ وَذُو الفُكَاهَةِ والذِي قَد كَانَ يَخلِطُ جِدَّهُ بِهُزَالِ

إِنَّ المصَائِبَ والمكارِهَ قد أَتتْ رُحماكَ يَا رَبَّ الوجودِ بِحَالِي

قَد لَفَّهُ قَدَرُ الإِلهِ فَغُيِّبتْ عَنَّا العهودُ وأطمحُ الأَمَالِ

هَل كَانَ يَدرِي أَنَّ مَوتَهُ وَاقِفٌ مُتَرَبِّصٌ مُتَسترٌ بِجِبَالِِ

لا لمْ يَكن يَدرِي وَلَيس بعارفٍ أَنّ المنيةَ آذَنتْ بِزَوالِ

هَذِي تَصَارِيفُ الزمانِ ومَن يَعِشْ يَلقَى الذِي قَد نَالَه أمثَالِي

واللهِ يا ربَّ الوجودِ لَقد فَقدْ نا اليومَ إِنسانًا عظيمَ الفَالِ

واللهِ إنَّ القلبَ لا ينسى الذي قَد حَازَ خَيرَ القَولِ والأفعَالِ

ارحمه يا رَبَّ العِبادِ وَهَب لَهُ فِي جَنَّةِ الخلدِ المكانَ العَالِي

واجعل لَهُ ذِكرى تُطَيِّبُ ذِكرَهُ واجعلهُ نِبراسًا وَخَيرَ مِثَالِ

هَذَا الذي قَدْ هَالَنِي سَطَّرتُهُ وَنَظمتُهُ شِعرًا يُخَلِّدُ خَالِي

ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[17 - 01 - 2007, 08:21 ص]ـ

دمي الفؤاد بشعركم في الخال = فوقفت مشدوها يحار مقالي

فاعذر حروفي (عبدويه) إذا جرى= دمع الوفاء بها، وأفحم حالي

وكفاك برا أن رفعت ضراعة = لله ذي الرحمات والإفضال

*****أخي الوفي

عبدويه

تحية لك من القلب على هذه الأبيات التي تترجم عن وفاء أنت له أهل، وتسوق رجاء في رحمة الله لخالك العزيز (طيب الله ثراه).

وأحسبها دفقة شعورية لم تملك لها دفعا، فجاءت عفوية التعبير، صادقة المعنى، وآزرها الوزن مضيفا إليها حزنا رقيقا.

بيد أن بعض البيات ربما تحتاج إلى مراجعات لغوية ووزنية؛ مثل:

يَا دُنيةَ الدُّنيا عَرفتُكِ دَائِماً مَقطوعَةَ الأهدافِ والآمَالِ

من الممكن أن تقول:

يَا هذه الدُّنيا عَرفتُكِ دَائِماً مَقطوعَةَ الأهدافِ والآمَالِ

إلا غذا كانت (دنية) صحيحة فصيحة، وهذا ما أستأذنك في السؤال عنه.

كمْ أنتِ خَائبةٌ وأنتِ رخيصةٌ كَمْ أنتِ فاتنةٌ بِغيرِ جَمالِ

لا أدري: ايجوز مجيء كم في مثل هذا الأسلوب، فيقال - مثلا - (كم أنت كريم) ليس استفهاما، بل إخبار عن كثرة الكرم؟

أم من الممكن أن تقول:

كمْ كنت خَائبةٌ وكنت رخيصةٌ كَمْ كنت فاتنةٌ بِغيرِ جَمالِ

لأن كم في مثل هذا التعبير خبرية على ما يبدو لي.

صُوريةٌ أنتِ فَويلِي مِن غَدِي يَا وَيلَ من أمسَى إِليكِ يُسَالِي

رؤية للدنيا من زاوية فلسفة واعية، ولكن التفعيلة يصيبها أكثر من وحاف، وتكاد تخرج عن اتساق الموسيقى لبحر الكامل الذي انتظمت تفاعيله فكرتك.

قَد لَفَّهُ قَدَرُ الإِلهِ فَغُيِّبتْ عَنَّا العهودُ وأطمحُ الأَمَالِ

ربما كان الصواب: الآمال.

هَذِي تَصَارِيفُ الزمانِ ومَن يَعِشْ يَلقَى الذِي قَد نَالَه أمثَالِي

من الأفصح حذف حرف العلة من جواب الشرط الجازم (يلق) ولن يغير من الوزن شيئا.

وقد خلدت نفسك بتخليدك خالك من خلال هذه الأبيات الوفية.

فتقبل عذري على ما طرحته، وتقبل تحيتي وتقديري.

ـ[عبدويه]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 11:12 م]ـ

لم يسرني شيء أكثر من سروري بملاحظاتك أو ملحوظاتك , صدقني أنني انتبهت لها فور إرسالي ,ورب شيء يعرف تبعا ولا يعرف أولاً.ولكن لا أخفيك أنني عالجتها بغير ما عالجتها انت لكن معالجتك للنص كانت أفضل! بارك الله اهتمامك ,وزادك شرفا, وشكرا لك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير